2018-06-11
اضطر المدير الفني للمنتخب الروسي ستانيسلاف تشيرشيسوف إلى الاستعانة بالمخضرم سيرغي إيغناشيفيتش لتعويض غياب مدافع المنتخب ولاعب فريق روبن كازان روسلان كومبولوف، الذي تعرض للإصابة قبل أيام من انطلاقة نهائيات كأس العالم في الـ 14 من يونيو الجاري.
ويعود إيغناشيفيتش إلى المنتخب الروسي بعد أكثر من عامين على إعلانه الاعتزال الدولي محطماً بذلك الرقم القياسي لأكبر اللاعبين مشاركة في تاريخ النهائيات، والمسجل باسم الحارس الأسطوري للاتحاد السوفيتي السابق ليف ياشين الذي شارك في مونديال العام 1967 عن عمر يناهز الـ 37 عاماً.
وبرر الروسي القرار برغبته في مساعدة منتخب بلاده الذي يواجه صعوبات كبيرة على المستوى الفني، خصوصاً أن البطولة تُجرى على أراضيه، الأمر الذي يزيد من الضغوطات على كتيبة المدرب ستانيسلاف تشيرشيسوف «أعتقد أن من واجبي مساعدة المنتخب في هذه الظروف».
وخاض نجم سسكا موسكو، اختباره الأول مع المنتخب عندما دفع به تشيرتشيسوف أساسياً المباراة الودية أمام المنتخب النمساوي، إذ بدا واضحاً عزم المدير الفني الاعتماد على اللاعب في افتتاحية البطولة أمام المنتخب السعودي الخميس المقبل.
رقم قياسي
يحمل اللاعب الذي يكمل عامه الـ 39 في يوليو المقبل، الرقم القياسي لعدد المباريات الدولية مع المنتخب الروسي بواقع 120 مباراة، بعدما أكمل مئوية ضمن نهائيات كأس العالم الماضي 2014 في البرازيل بمشاركته في الجولة الأخيرة من دوري المجموعات أمام المنتخب الجزائري.
وينضم إيغناشيفيتش إلى مجموعة اللاعبين الكبار المشاركين في المونديال وعلى رأسهم حارس المنتخب المصري عصام الحضري، والذي يمتلك بدوره إمكانية تحطيم الرقم القاسي لأكبر حارس مرمى يشارك في النهائيات، والذي يحمله الكولومبي فريد موندراغون بعدما حمى عرين منتخب بلاده وهو في الـ 43 من عمره.
ويتطلع الحضري،الذي يعد أحد أفضل الحراس الذين أنجبتهم الكرة المصرية، إلى وضع بصمته على المونديال مستغلاً الفرصة التي أتاحها له المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر للظهور في النهائيات التي غاب عنها المنتخب المصري منذ عام 1990.
قرار مفاجئ
على الرغم من المستوى الجيد الذي ظل يقدمه إيغناشيفيتش على مستوى الدوري المحلي في روسيا، فإن خطوة المدير الفني تشيرشيسوف باستدعائه إلى قائمة المنتخب قوبلت باستغراب كبيير وسط الشارع الرياضي الروسي، خصوصاً أن المنتخب سيكون في مواجهة منتخبات تمتاز بالسرعة على غرار المنتخب المصري الذي يعتمد على المتألق محمد صلاح.
وكان المدافع الروسي قد أعلن قبل عامين اعتزاله اللعب الدولي، لكنه آثر الاستمرار مع فريقه سسكا موسكو، الأمر الذي جعله يتصدر خيارات ستانيسلاف تشيرشيسوف لتولى مهمة إنقاذ دفاع البلد المنظم للمونديال بعد سلسة الإصابات التي لازمته.
وبالرغم من أن البعض يوجه سهام النقد للمدرب الوطني لجهة الاستعانة بلاعب قد لا يكون في أجواء المنتخب بخلاف تقدمه في السن، إلا إن إيغناشيفيتش يؤمن بقدرته على التأقلم سريعاً مع زملائه على حد تعبيره لجهة خبرته السابقة وتعوده اللعب بجانب العديد من لاعبي المنتخب الحاليين.
ولا يخفي اللاعب تراجع مستواه عما كان عليه في النهائيات السابقة، إلا إنه عاد ليؤكد جاهزيته البدنية «قد يرى البعض أنني بعيد عن المنتخب، لكن هناك الكثير من الوجوه المألوفة بالنسبة لي، إضافة إلى عدد من اللاعبين الذين سبق أن لعبت معهم».
وأضاف «كل مباراة للمنتخب هي مسؤولية وطنية، بينما يتعاظم الأمر بالنسبة لنا على اعتبار أن النهائيات تلعب على الأراضي الروسية، ما يحتم علينا تقدم أفضل عرض ممكن لإرضاء الجماهير التي ستتواجد بكثافة في جميع الملاعب».
وأردف «شرف عظيم أن أكون ضمن هذه المجموعة، قد لا أكون في أوج لياقتي كما كنت، فقلبي لا يخفق مثل ابن العشرين عاماً لكني على يقين بقدرتي على تقديم شيء ما لمنتخب بلادي».
قلق
يعتبر إيغناشيفيتش أحد أفراد الجيل الذهبي للمنتخب الروسي، فضلاً عن الخبرة الكبيرة التي يملكها، كما عبّر عن ذلك نجم المنتخب البرازيلي السابق كافو الذي أبدى إعجابه باللاعب وبقدرته على إقناع الجهاز الفني لحجز مقعده في التشكيلة دون العديد من اللاعبين الأصغر سناً.
وتابع «أمر رائع أن يتمكن شخص في هذا السن من اللعب والدفاع عن شرف بلاده في نهائيات كأس العالم، الأمر الذي يعني أنه في كامل لياقته البدنية، وأنا على ثقة أنه سيكون بمستوى التحدي».
من جانبه، أثني المدير الفني للمنتخب الروسي على الاستجابة السريعة للاعب «فور اتصالي به أخبرته بأننا خسرنا خدمات كامبولوف أبدى موافقته مباشرة على العودة لمساعدة المنتخب».
ويأمل تشيرتشيسوف الذي فشل حتى الأن في إيجاد الأسلوب الملائم للمنتخب الروسي في أن تنجح توليفته الأخيرة الصعود إلى الدور الثاني على أقل تقدير، في وقت لم تعد فيه الجماهير الروسية تنتظر الكثير من المنتخب على خلفية النتائج المخيبة للآمال التي حققها قبل انطلاقة المنافسة، ما يجعل التأهل للدور الثاني مرضياً لأصحاب الأرض بكل المقاييس.