2018-06-11
يمني الجمهور العربي النفس برؤية منتخبات مصر، السعودية، تونس، والمغرب وهي تذهب بعيداً ضمن مشاركتها في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، التي تنطلق بعد غد، كما يأمل ألا تكتفي بالتمثيل المشرف والخروج من دور المجموعات، فما هي حظوظ المنتخبات العربية في المونديال؟
الأخضرالسعودي والتجربة الخامسة
جاء تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018 للمرة الخامسة في تاريخه، والأولى منذ مونديال ألمانيا 2006، بفضل التألق اللافت لمهاجمه محمد السهلاوي، الذي تساوى في صدارة قائمة هدافي التصفيات المؤهلة لكأس العالم بـ 16 هدفاً، مع البولندي روبرت ليفاندوفسكي والإماراتي أحمد خليل.
ويعتبر عبدالله فلاته، الصحافي الرياضي في جريدة المدينة السعودية، أن الفرصة متاحة لتأهل المنتخب السعودي للدور الثاني برغم صعوبة المجموعة.
وقال في لقاء أجرته معه هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطاني بي بي سي «يعتقد البعض أن مجموعة السعودية سهلة، لكنها صعبة جداً لأنها تضم روسيا صاحبة الأرض والجمهور، ومنتخب أوروغواي القوي، إضافة إلى منتخب مصر الذي ستكون مواجهتنا معه مباراة ديربي. لكن المنتخب السعودي سيبذل قصارى جهده للتأهل للدور الثاني».
بالمقابل يرى الصحافي التونسي فوزي ضويوي أن فرص المنتخب السعودي ضعيفة جداً، مشيراً إلى أنه سيكون «الحلقة الأضعف» في مجموعته.
وعن ذلك صرح ضويوي كذلك للبي بي سي «فرص السعودية للعبور للدور الثاني تكاد تكون منعدمة، لأنها لا تملك لاعبين محترفين في الدوريات الأوروبية الكبرى، إضافة إلى أنها ارتكبت خطأ كبيراً عندما أعارت عدداً كبيراً من لاعبيها للأندية الإسبانية التي لا تعتمد عليهم بصورة أساسية، وبذلك فقدوا حساسية المباريات».
وكانت هيئة الرياضة السعودية أعلنت في يناير عن إعارة تسعة لاعبين لأندية مختلفة في الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى بإسبانيا، من أجل إعدادهم لكأس العالم 2018، لكن معظم هؤلاء اللاعبين لم يلعبوا بشكل منتظم.
واتفق يونس الخراشي، صحافي مغربي، مع تصريحات ضويوي، مؤكداً للبي بي سي «أتمنى للمنتخب السعودي كل التوفيق، لكن هناك فارق كبير بين التمني والواقع، والواقع يقول إن السعودية لن تتمكن من العبور لدور الستة عشر».
مصر والعودة من بعيد
أخيرا، تأهلت مصر لكأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عاماً، وسوف تلعب في المجموعة الأولى إلى جانب البلد المضيف روسيا، وأوروغواي، والمملكة العربية السعودية.
رغم أن مصر كان لها شرف تمثيل الدول العربية في نهائيات كأس العالم في ثاني بطولة ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عام 1934، انتظر الفراعنة عقوداً طويلة من أجل العودة للمشاركة في المونديال، ونجح المدير الفني الراحل محمود الجوهري في قيادة مصر للتأهل لكأس العالم عام 1990 في إيطاليا.
وبعد ذلك، فشلت مصر في التأهل لكأس العالم لعقود أخرى، رغم امتلاكها جيلاً رائعاً هيمن على بطولات أفريقيا وفاز بكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية.
صلاح أمل الفراعنة
تعرض نجم فريق ليفربول وهداف الكرة المصرية لإصابة مؤلمة في الكتف خلال نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد في كييف، ورغم تطمينات المسؤولين عن المنتخب المصري بمشاركة لاعبها الموهوب في مشوار المونديال، إلا أن الرأي النهائي هو بين يدي الجهاز الطبي، الذي يملك القرار الذي تترقبه جماهير الفراعنة والعرب حول مشاركة النجم الكبير وأمل كل العرب في روسيا.
يرى البعض أنها مجموعة سهلة نسبياً يستطيع المنتخب المصري من خلالها التأهل للدور الثاني، لكن الصحافي المغربي يونس الخراشي يقول «الأمر صعب بالنسبة لمصر، لأنها لا تملك سوى لاعب واحد فقط من الطراز العالمي وهو محمد صلاح، لذلك أرشح روسيا وأوروغواي للتأهل عن هذه المجموعة».
وكان نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح أحد الأسباب الرئيسة في وصول مصر إلى كأس العالم، حيث سجل خمسة أهداف في التصفيات، كان من بينها الهدف القاتل في مرمى الكونغو في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، والذي ضمن للفراعنة مكاناً في المونديال.
لكن الصحافي التونسي فوزي ضويوي يرى أن منتخب مصر قادر على العبور للدور الثاني إلى جانب أوروغواي.
وقال ضويوي «المنتخب المصري لديه مدير فني رائع وصاحب خبرات كبيرة، هو الأرجنتيني هيكتور كوبر، الذي أعاد مصر لكأس العالم بعد غياب طويل، ووصل بها إلى المباراة النهائية لكأس الأمم الأخيرة. وعلاوة على ذلك، يضم المنتخب المصري عدداً من اللاعبين المميزين في الدوري الإنجليزي الممتاز، مثل محمد صلاح ومحمد النني ورمضان صبحي وأحمد حجازي، بالإضافة إلى وجود حارس عملاق مثل عصام الحضري. لذلك، أرى أن مصر قادرة على تجاوز دور المجموعات والتأهل إلى الدور الثاني».
الحضري شيخ اللاعبين
سيصبح الحضري، في حال مشاركته مع الفراعنة، أكبر اللاعبين سناً في تاريخ البطولة، ليتفوق على الحارس الكولومبي السابق فريد موندراغون الذي لعب في كأس العالم 2014 في البرازيل وهو يبلغ من العمر 43 عاماً وثلاثة أيام.
وصرح المدير الفني لمنتخب مصر، هيكتور كوبر، في أكثر من مناسبة بأنه لن يذهب إلى روسيا من أجل التمثيل المشرف، وأنه سيلعب كل المباريات بهدف تحقيق الفوز.
عودة نسور قرطاج
شارك المنتخب التونسي في نهائيات كأس العالم ثلاث مرات متتالية أعوام 1998 و2002 و2006، ثم غاب مرتين متتاليتين في جنوب أفريقيا 2010، والبرازيل 2014، وعاد نسور قرطاج للمشاركة في المونديال مرة أخرى بعد تصدر المجموعة التي ضمت إلى جانب تونس كلا من الكونغو وغينيا وليبيا.
ويرى الصحافي التونسي فوزي ضويوي أنه من «الصعب جداً» أن تتجاوز تونس دور المجموعات، نظراً لوقوعها في مجموعة صعبة إلى جانب بلجيكا، التي تعد أحد أفضل المنتخبات في العالم في الوقت الحالي، ومنتخب إنجلترا صاحب الخبرات الكبيرة في المونديال.
ولم ينجح المنتخب التونسي في تجاوز دور المجموعات في أي من المرات الأربعة السابقة التي شارك فيها في كأس العالم.
مجموعة صعبة
وقع المنتخب التونسي في مجموعة صعبة إلى جانب إنجلترا وبلجيكا وبنما.
وأضاف ضويوي: «من السهل الفوز على بنما التي ستكون حصالة المجموعة، لكن من شبه المستحيل أن تتأهل على حساب بلجيكا أو إنجلترا».
وسوف تكون مواجهة إنجلترا في 18 يونيو المقبل هي الثانية لتونس أمام الإنجليز في نهائيات كأس العالم، حيث سبق وأن تقابل المنتخبان في كأس العالم 1998 بفرنسا، وفازت إنجلترا بهدفين دون رد.
كما واجهت تونس بلجيكا في نهائيات كأس العالم عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وتعادل الفريقان بهدف لكل فريق.
واتفق الخراشي مع ضويوي، وقال «تونس في مجموعة صعبة للغاية، ولن تتمكن من حجز مكان لها في دور الستة عشر على حساب منتخبي بلجيكا وإنجلترا المدججين بالنجوم».
وعلى خلاف المنتخبات الأفريقية الأخرى المتأهلة لكأس العالم، وهي نيجيريا والسنغال ومصر والمغرب، لا يملك المنتخب التونسي نجماً لامعاً في سماء الكرة الأوروبية. لكن الفريق يتحلى بروح الجماعة واللياقة البدنية العالية.
المغرب ومحترفوه الأوروبيون
عاد منتخب المغرب للمشاركة في كأس العالم بعد غياب دام لمدة 20 عاماً، ووقع في مجموعة صعبة تضم إلى جانبه كلا من البرتغال وإسبانيا وإيران.
يقول الخراشي: «لا عذر للمنتخب المغربي لكي يذهب بعيداً في كأس العالم هذه المرة، لأنه يضم كوكبة من اللاعبين المحترفين في أكبر الأندية الأوروبية، مثل المهدي بن عطية ونور الدين امرابط وأشرف حكيمي».
وأضاف: «العقلية الاحترافية لهؤلاء اللاعبين تعني أنهم لن يفكروا في مجرد المشاركة والتمثيل المشرف، لكن المنافسة إلى أبعد حد ممكن».
وكان المنتخب المغربي قد تأهل لكأس العالم للمرة الأولى عام 1970 بالمكسيك، وخرج من دور المجموعات، قبل أن يظهر للمرة الثانية في المونديال عام 1986 بالمكسيك أيضاً، ويتأهل للدور الثاني بعد تعادله أمام إنجلترا وبولندا وفوزه على البرتغال، ويخرج من دور الستة عشر أمام ألمانيا الغربية بعد الهزيمة بهدف دون رد.
وبعد ذلك، تأهلت المغرب لكأس العالم عامي 1994 و1998، ثم غابت لمدة 20 عاماً لتعود مرة أخرى وتتأهل لكأس العالم بروسيا.
ويتفق فوزي ضويوي مع خراشي قائلاً «منتخب المغرب لديه ترسانة من اللاعبين في أكبر الأندية العالمية، لذا فإن أسود الأطلس قادرون على منافسة البرتغال وإسبانيا على حجز مقعد في الدور الثاني».



