السبت - 08 فبراير 2025
السبت - 08 فبراير 2025

المدن الروسية تكمل عدتها لانطلاقة المونديال وسط توقعات بانتعاش اقتصادي غير مسبوق

طلال طه ـ موسكو تضع روسيا اللمسات الأخيرة لانطلاقة أكبر حدث في عالم كرة القدم، نهائيات كأس العالم في الفترة من الـ14 من يونيو الجاري وحتى الـ15 من يوليو المقبل، إذ تشهد جميع المدن الروسية حالياً حراكاً غير مسبوق مع بدء توافد المنتخبات المشاركة في البطولة إضافة لعشاق المستديرة من أنحاء العالم كافة. ويلحظ القادم إلى روسيا للوهلة الأولى مدى الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة من قمة هرمها التنفيذي ممثلة في الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بالبطولة والإصرار على إخراج الحدث بأفضل مستوى ممكن مقارنة مع النسخ السابقة. وتعيش المدن الروسية الـ11 المستضيفة للفعاليات على أجواء المونديال بعد التغيرات الكبيرة التي حدثت على مستوى البنية التحتية ووسائل المواصلات والنقل العام لتوفير أعلى درجات الراحة لضيوف البلاد. وتلفت الكثيرين في العاصمة الروسية موسكو تغطية اللافتات الإعلانية للمونديال لجميع واجهات الشوارع والمنازل إضافة إلى وسائل النقل، فضلاً عن صور المنتخبات وتمثال الذئب الروسي الشهير (زابيفاكا) الذي يمثل تميمة المونديال. تأمين على الرغم من الأجواء الاحتفالية في روسيا، يبدو التواجد الأمني ملحوظاً كذلك بكثافة في الشوارع الرئيسة، إذ بدأت الدولة فعلياً في تطبيق الإجراءات الأمنية المشددة بالقرب من مراكز الحدث والملاعب وأماكن تواجد المشجعين. واختبرت السلطات الروسية فعالية تلك الإجراءات التي أقرت في مايو من العام الماضي ضمن فعاليات بطولة كأس القارات على أربع مدن من قبل في يونيو من العام الماضي. ويحظر القانون تواجد الباعة المتجولين بالقرب من مناطق تواجد المشجعين كما يمنع بيع الأسلحة النارية والمواد الخطرة والكحوليات باستثناء الأدوية التي تخضع لضوابط مشددة كذلك. ويمثل الأمن أحد التحديات الكبرى التي تواجهها روسيا في النهائيات لتأمين الأعداد الهائلة من المشجعين، خصوصاً أن البطولة تلعب على 12 ملعباً موزعة على 11 مدينة روسية الأمر الذي يزيد من رقعة المساحة المطلوب تأمينها. إجراءات من المتوقع أن تعمد السلطات الروسية إلى تحديد حركة المواطنين بالقرب من الملاعب الرئيسة فيما سيحتاج البعض لتصاريح دخول، خصوصاً القاطنين في مناطق بالقرب من الملاعب كما في حالة ملعب مدنية سانت بطرسبرغ ‏ الواقع داخل جزيرة كروستوفسي، إذ سيتعين على سكان الجزيرة امتلاك أذونات مرور خاصة بهم، وكذلك الأمر بالنسبة للمقيمين بالقرب من ملعب (فولغاغراد أرينا) في مدينة فولغاغراد. في سياق آخر سيضطر العشرات بالقرب من ملعب (إيكاترينبورغ أرينا) في مدينة إيكاترينبورغ للعيش دون إمداد لغاز الطهي أو المياه الدافئة التي تعتمد كذلك على الغاز بعد إعلان السلطات إيقاف الخدمة عن المنازل في تلك المنطقة ضمن التدابير الأمنية لحماية البطولة. وتحاول الحكومة الروسية توفير أكبر قدر ممكن من الطمأنينة للوافدين كما عبر عن ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «صورة روسيا كدولة منظمة للمونديال تعتمد على حفظ الأمن»، مشيراً في حديثه لمنسوبي الشرطة الروسية قبل انطلاقة البطولة لمشاركة الأسطول الروسي في بحر البلطيق في الإجراءات الأمنية عبر مدينة كالينينغراد. تنقل على الرغم من معاناة سكان عدد من المدن الروسية الكبرى مثل موسكو وسانت بطرسبرغ من التحويلات العديدة في الطرق فضلاً عن إغلاق البعض الآخر لقربها من الملاعب، إلا أن الجميع يلمس بوضوح الطفرة الكبيرة التي شهدها قطاع النقل في جميع المدن المستضيفة للحدث. ومن المنتظر أن يزيد الإقبال على استخدام مترو الأنفاق بصورة أكبر لتجنب الاختناقات المرورية بعد إضافة العديد من المحطات الجديدة لتسهيل حركة المواطنين والمشجعين بالقرب الملاعب، خصوصاً وأن اللجنة المنظمة توفر بطاقات مجانية للتنقل الداخلي بالنسبة للمشجعين والإعلاميين إضافة للمتطوعين العاملين في الملاعب المختلفة. مترو أنفاق في مدينة موسكو الذي يعتبر من بين الأكثر سعة في العالم بعد مترو طوكيو، شهد طفرة غير مسبوقة باستبدال عدد من الخطوط والقطارات، إضافة لتحسين خدمات الإنترنت المجاني. وحرصت بلدية موسكو على إدخال خدمة النداء الآلي باللغة الإنجليزية والعلامات الإرشادية، إذ كانت اللغة تشكل حاجزاً للعديد من الوافدين إلى العاصمة بل خضع العاملون في محطات القطارات لدورات في اللغة الإنجليزية لمزيد من الأريحية للمشجعين. تحفيز يأتي تزامن البطولة مع فصل الصيف ليحفز القائمين على التنظيم لإضافة المزيد من اللمحات الجمالية في المدن حيث عمدت مدينة سانت بطرسبرغ ‏على سبيل المثال، لغرس أكثر من ثمانية ملايين زهرة خاصة في جميع أنحاء المدينة التي تعتبر العاصمة التاريخية للبلاد. على الصعيد الاقتصادي سعي العديد من المواطنين الروس من غير المهتمين بكرة القدم، لتأجير مساكنهم الخاصة والانتقال إلى الضواحي للابتعاد عن ضوضاء الجماهير والحصول على عائد مجزٍ في الوقت نفسه الذي يصعب فيه إيجاد غرفة في أحد الفنادق الجيدة في العاصمة مع ارتفاع كبير في أسعار الإيجارات، وفيما يتوقع كذلك ازدهار أعمال المطاعم والمقاهي بالقرب من الملاعب الرئيسة.