2018-10-08
لم تهدأ الأوضاع داخل قلعة سانتياغيو برنابيو معقل ريال مدريد طوال الساعات الماضية، وتحديداً منذ سقوط الفريق الملكي أمام مضيفه ديبورتيفو ألافيس بهدف نظيف السبت، وهي الخسارة الثالثة للفريق في آخر أربع مباريات محلياً وأوروبياً.
ووضعت الخسارة المذلة كونها جاءت أمام ألافيس المغمور (رغم صحوته في الموسم الجاري) مدرب الفريق الجديد جوليان لوبيتيغي تحت الضغط، إذ بدأت الكثير من الشكوك تساور إدارة وأنصار الفريق حول مقدرته على قيادة دفة الفريق في الفترة المقبلة.
ويبدو أن الريال فشل حتى الآن في تجاوز صدمة رحيل مدربه الفرنسي زين الدين زيدان ومهاجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، وهو أمر يبدو جلياً في العقم التهديفي للفريق في حقبة الخيبة الحالية.
من جهتها، تفاعلت الصحف الإسبانية مع الهزيمة الصاعقة للريال، إذ زينت صحيفة ماركا الإسبانية صدر عددها ليوم أمس الأول بساعة كبيرة، قرأ الجميع فيها الزمن (6:49)، في إشارة إلى إخفاق الفريق في تسجيل أي هدف طوال نحو السبع ساعات لعب متواصلة، مذيلة الوقت بعنوان «أزمة الريال».
أما صحيفة آس فقد أفردت في صدر صفحتها الأولى صورة لهدف مانو غارسيا في الريال، وعنونت عليه بـ «من السيء إلى الأسوأ».
بدورها اختارت صحيفة سبورت صورة لقائد الفريق سيرجيو راموس محطماً نجيل أرضية الملعب بعد المباراة، وعنونت عليه بـ «حطام الريال».
في السياق ذاته، بدأت الكثير من وسائل الإعلام في البحث عن أسباب التراجع المخيف للريال في الآونة الأخيرة، وركزت على خمسة أسباب رئيسة للبداية الملكية الكارثية.
غياب الفعالية
عندما يخسر أي فريق لاعباً سجل 30 هدفاً على الأقل في تسعة مواسم توالياً، لا بد أن يترك ذلك فراغاً هائلاً ففي غياب رونالدو فشل الفريق في التسجيل في مبارياته الأربع الأخيرة التي خسر منها ثلاثاً، أي أنه لم يسجل على مدى ست ساعات و49 دقيقة، وهي أسوأ سلسلة له منذ عام 1985. في المقابل فشل المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة الذي بدأ الموسم بشكل جيد، في مواصلة النهج على المنوال ذاته.
لكن المراقبين أعربوا عن دهشتهم لعدم قيام رئيس النادي فلورنتينو بيريز بالتعاقد مع لاعبين في خط المقدمة لتعويض غياب النجم البرتغالي، ذلك لأن محاولات الحصول على خدمات البلجيكي إدين هازارد (تشيلسي)، الإنجليزي هاري كاين (توتنهام) أو البولندي روبرت ليفاندوفسكي (بايرن ميونيخ الألماني) لم تتكلل بالنجاح.
وفي هذا الإطار، تساءلت صحيفة «ماركا» المحلية «الأمر ليس جدياً أن يعتمد ريال مدريد على ماريانو دياز وفينيسيوس جونيور لكي يحاول قلب الأمور في صالحه في المباريات».
اهتزاز دفاعي
إذا كان خط الهجوم يفتقد إلى الفعالية، فإن خط الدفاع لا يدعو إلى الاطمئنان أيضاً لأن شباكه منيت بخمسة أهداف في آخر أربع مباريات، وهو أمر غير طبيعي لخط يضم في صفوفه ثلاثة من أصل أفضل أربعة مدافعين في التشكيلة المثالية للاتحاد الدولي (فيفا)، إضافة إلى تواجد البلجيكي تيبو كورتوا أفضل حارس في مونديال روسيا 2018 بين الخشبات الثلاث.
ولخصت المباراة الأخيرة ضد ألافيس تراجع الأداء الدفاعي للفريق الملكي، فقائد الفريق سيرجيو راموس أمضى الدقائق التسعين وهو يشاكس مع مهاجم الفريق المنافس جوناثان كاليري، أما زميله في قلب الدفاع الفرنسي رافايل فاران المسؤول الأول عن هدف سيسكا موسكو الوحيد في دوري الأبطال منتصف الأسبوع الماضي، يتحمل مسؤولية هدف ألافيس أيضاً في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، كما أن كورتوا الأساسي في الدوري المحلي والبديل قارياً يتحمل جزءاً من المسؤولية عن هذا الهدف.
رحيل زيدان
لم يكن سهلاً على أي مدرب تسلم دفة فريق توج بطلاً لدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات توالياً، بالإضافة إلى الاحترام الذي كان اللاعبون يكنونه له لا سيما أنه عرف كيف يدير دفة الفريق.
لم يكن مفاجئاً أن يرفض مدربون كبار تولي المهمة بعد زيدان وعلى رأسهم الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو، الألماني يورغن كلوب أو الإيطالي ماسيميليانو أليغري.
وعل الرغم من الضغوطات المبكرة التي يواجهها المدرب الجديد لوبيتيغي، فإنه لا يريد التفكير بإمكانية إقالته بقوله «هذا السؤال لا يشغل بالي على الإطلاق، أنا أتعايش مع هذا الوضع وأعمل على هامشه».
إرهاق المونديال
باعتراف صانع الألعاب الآخر الكرواتي لوكا مودريتش، أفضل لاعب في كأس العالم الأخيرة بحسب الاتحادين الدولي والأوروبي، فإنه «لم يكن من السهل البدء بعد المونديال ولحظات التأثر».
ويعاني لاعب الوسط لاستعادة عروضه الرائعة التي قدمها الموسم الماضي.
تأثير الإصابات
ما زاد من الأمور تعقيداَ، إصابة لاعبين مؤثرين جداً في صفوف الفريق أبرزهم الظهيران البرازيلي مارسيلو وداني كارفاخال اللذان يقدمان الكثير، خصوصاً من الناحية الهجومية، ولم يتمكن الظهير الشاب ألفارو أودريوزولا من سد الثغرة.
أما صانع الألعاب إيسكو فيغيب عن الملاعب بعد خضوعه لعملية جراحية لإزالة الزائدة الدودية، في حين انضم إلى لائحة المصابين السبت الويلزي غاريث بيل وبنزيمة.







