الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

بصفقات مذهلة.. الجزيرة يرعب المنافسين وفوائد عدة لعموري

تعاقد نادي الجزيرة الخميس مع النجمين الإماراتيين عمر عبدالرحمن وعامر عبدالرحمن، وذلك بصفقة انتقال حر، وعقد ممتد ثلاث سنوات لعمر، وعامين لعامر.

وتأتي الصفقتان استكمالاً لمسيرة صيفية مظفرة للجزيرة، سعياً لكتابة المزيد من فصول النجاح في تاريخ النادي، وفقاً للرعاية الكريمة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، الرئيس الفخري لنادي الجزيرة، رئيس هيئة الشرف، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، رئيس النادي.

التميز الفكري


لم يكن الجزيرة هادئاً في سوق الانتقالات عبثاً، فالخطة كانت واضحة، متمثلة في صفقات كبيرة، تنقل الفريق إلى الأمام، فليس من السهل تطوير فريق احتل المركز الخامس بفارق نقطة واحدة عن المركز الثالث، وصاحب أقوى هجوم في دوري الخليج العربي الموسم الماضي بتسجيله 66 هدفاً.


وجاءت صفقة عموري لتتوج العمل الطموح والفعال، وتلفت انتباه الإعلام العربي إليه، لكن الفريق منذ بداية الصيف وهو ملتزم بفكر ثابت، فرصة متوفرة بالسوق، من حيث قلة التكلفة والجودة المرتفعة، فاصطاد الجزيرة بهذا النهج صفقات هائلة، تكفي واحدة منها لوصف سوق فخر أبوظبي بالناجحة.

كانت «الرؤية» لفتت في 21 يوليو الماضي الانتباه إلى أن الجزيرة رغم صمته الإعلامي بشأن عموري فإنه مهتم به، لأن مواصفاته تتطابق مع الفكر الواضح الذي قرر السير عليه، ومن شأن هذا الوضوح أن يسهل مهمة جميع العاملين في النادي، وحتى مهمة الإعلام والجمهور بفهم وتوقع ما يحدث.

لاعب خط وسط الوحدة السابق سلطان الغافري مر بطريق عامر نفسه، بدأ من بني ياس ومر بالعين، قبل أن يلتقيا معاً في خط وسط الجزيرة، وسوف يقفان خلف ثنائي مميز، مراد باتنا على الجناح الأيمن، وماركوس كينو على الجناح الأيسر، وجميع هذه الأسماء جاءت بصفقات انتقال حر، باستثناء كينو الذي يعد من أبرز نجوم الدوري المصري، ومن أفضل المحترفين الذين عرفتهم المنطقة العربية في السنوات الأخيرة، والذي انتقل بصفقة إعارة غير مكلفة لكتيبة يورغن ستريبل.

هجوم متكامل

أصبح باستطاعة الجزيرة وضع رسم خططي ما بين 4-3-3 و4-2-3-1 مع صفقاته الجديدة، وفي الحالتين سينجح بوضع عموري خلف ثلاثي هجومي؛ مراد باتنا على اليمين بسرعته وقدرته التهديفية، وكينو بقدراته الفردية القادرة على إيجاد حلول عندما يفشل العمل الجماعي، وعلي مبخوت بقدرته على اقتناص الفرص وتحويل إمدادات زملائه له إلى أهداف.

خلف هذا الرباعي المتكامل من حيث المزايا الفنية، سيكون هناك ثنائي وظيفته الأساسية حفظ توازن الفريق بين الهجوم والدفاع، ومنع أن يتحول الهجوم الكاسح لنقطة ضعف تسبب خسارة نقاط، مثلما حدث الموسم الماضي.

هذا الثنائي على الأغلب سيبدأ بالاعتماد على عامر عبدالرحمن واللاعب الكاميروني الدولي سيباستيان سياني، مع وجود خيارات إضافية لخلق مرونة بالأفكار والحركية، مثل الموهوب محمد العطاس والوافد الجديد بخبرته الكبيرة سلطان الغافري.

ومع وجود الأسماء الأخرى القادرة على تأمين العمق في خطي الوسط والهجوم، فإن وصف تشكيلته الحالية بالمتكاملة فنياً ومن حيث العدد أيضاً في النواحي الهجومية يصبح منطقياً.

مكاسب كبيرة

لصفقة عامر عبدالرحمن الكثير من الفوائد على أرض الملعب، فيما يتعلق بخيارات المدرب في خط الوسط، والخبرة، والمساعدة على إعطاء التوازن المفقود الموسم الماضي.

أما صفقة عموري فلها فوائد في الملعب وخارجه، فهناك حاجة لدى الجزيرة للاعب من طراز رفيع يربط الخطوط، ويضع الكرة داخل الصندوق بغض النظر عن قوة الدفاع، ويستطيع ضمان تطبيق فكر المدرب في الملعب.

وتمثل صفقة عموري للجزيرة إلهاماً ورفعاً لسقف الطموح، فجميع أعضاء غرفة تغيير الملابس وصلتهم الرسالة، بأن الهدف هذا الموسم ليس التأهل إلى دوري أبطال آسيا، بل الفوز بالدوري، وليس هناك أي عذر لعدم فعل ذلك.

هذا الطموح يشترك فيه عموري مع الفريق، فهو كلاعب عائد من إصابة طويلة الأمد سيسعى للبرهنة على أنه من طينة النجوم الذين لا تثني عزيمتهم إصابة مهما كانت خطورتها.

تغيير شامل

في أواخر مايو الماضي، ظهرت بوادر التغيير الشامل في الجزيرة، مع إصدار سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان قراراً بشأن إعادة تشكيل مجلس إدارة شركة الجزيرة الرياضية لكرة القدم برئاسة محمد سيف السويدي.

بعد ذلك القرار، جاء التغيير المتعلق بالمدرب، وبعده التغيير المتعلق بالنواحي التجارية، مع تعيين البريطاني نيك بيندر في منصب المدير التنفيذي للشؤون التجارية للنادي، ثم انعكس كل هذا الحراك على شكل سوق غاية في الطموح، وغاية في الذكاء.

هذا التغيير الشامل، الذي ما زالت في جعبته صفقة على الأغلب تتمثل في مدافع أجنبي، وفّر للمدرب يورغن ستريبل فريقاً عالي الجودة، وعميقاً من حيث وفرة الأسماء القادرة على العطاء من الدكة، وتنوعاً لافتاً من حيث المزايا الهجومية والدفاعية، وهو حال يحذر الخصوم بالتأكيد، من أن الجزيرة لا يريد الخروج الموسم المقبل، دون التتويج في استاد محمد بن زايد.