الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

3 شقيقات إماراتيات يتطلعن لكتابة التاريخ في التايكواندو

لا يكاد يوم يمر في حياة أسرة محمد المعلا بإمارة الفجيرة، بدون التطرق لرياضة التايكواندو، تارة بالحديث عن فوائدها بشكل عام، وأخرى احتفالاً بإنجاز إحدى بناتها وحصدها ميدالية ما، وحيناً آخر بتشجيع من لم تمارس الرياضة بتقفي أثر أخواتها واقتحام الرياضة التي تشهد تطوراً واضحاً في الإمارات أخيراً.

وسبب الحضور القوي لرياضة التايكواندو في أسرة المرحوم محمد المعلا، هو ممارسة 3 شقيقات للتايكواندو، وهو أمر ربما لم يكن ليحدث لولا تشجيع رب الأسرة لبناته على الرياضة، قبل رحيله إلى دار البقاء قبل عام من الآن، وتحديداً في الـ 3 من يناير 2019.

قبل 5 أعوام سجلت شمة محمد العلا (19 عاماً) رفقة شقيقتها الصغرى بدرية (17 عاماً) ظهورهما الأول في عالم التايكواندو، وذلك بعد أن انضمتا إلى نادي الفجيرة للفنون القتالية، ليبدأن بالتالي خط مسيرتهما في عالم الرياضة.


والآن، تحمل كل منهما أرقاماً مبهرة في التايكواندو، إذ ظفرت بدرية بذهبية الخليج بدولة الكويت العام الماضي، قبل أن ترفع رصيد ميدالياتها إلى 25 ميدالية ملونة، وهو رقم بحسابات البدايات القريبة يبدو مشجعاً للغاية.


بدورها، كانت الأخت الكبرى شمة مرشحة لأكثر من ذلك، بيد أن لعنة الإصابة عاقت تحقيق حلمها، لكنها لم تستسلم، إذ تجمع في رصيدها الآن 11 ميدالية.

ولا تتوانى بدرية في ردّ سبب تألقها ونيلها ذهبية الكويت إلى تحقيق أمنية والدها المتوفى، والذي طالما ظل الداعم الأول لهن، وهو الدعم الذي تأثرت به الشقيقة الصغرى سلمى (14 عاماً) والتي اقتحمت عالم التايكواندو قبل 6 أشهر من الآن في نادي الفجيرة، وتتأهب بحماس منقطع النظير لأول مشاركة رسمية لها.

وطالبت الشقيقات الثلاث، عبر الرؤية، الأسر الإماراتية والمقيمة بالدولة بتشجيع بناتها على الدخول في المجال الرياضي وممارسة أي نشاط، خصوصاً رياضة التايكواندو كونها مفيدة على الصعيدين البدني والنفسي.

طموح ومثابرة

جمعت الأخت الوسطى بدرية والتي تلعب بوزن تحت 46 كغ نحو 25 ميدالية ملونة خلال السنوات الخمس الماضية منها 15 ذهبية من البطولات المحلية، واعتبرت تتويجها بطلة الخليج بالكويت 2019 أبرز إنجازاتها، بجانب الميدالية البرونزية التي حصدتها من بطولة العالم للمدارس بالمجر يوليو الماضي (على الصعيد العالمي).

وكشفت عن جاهزيتها لخوض 3 بطولات خلال الأسبوعين المقبلين هي البطولة العربية للتايكواندو التي تستضيفها الفجيرة يومي 28 و29 يناير الجاري، وبطولة الفجيرة المفتوحة من 31 يناير إلى 2 فبراير المقبل، إضافة إلى المشاركة في بطولة الحسن الدولية بالأردن يوم 8 فبراير المقبل.

وأكدت أنها تجهز نفسها لتصبح أولى بطلة عالم (إماراتية) في رياضة التايكواندو مشيرة إلى أن ذلك لن يتحقق إلا بالعمل الجاد والتدريبات المنتظمة وهو ما تسعى لتنفيذه، وأضافت: "أتدرب يومياً، وأقسّم وقتي بين الدراسة التي أنوي أن أواصل بها وأعمل في السلك العسكري كضابطة، والتدريب الكافي لتحقيق حلم الوالد".

من جهتها، ورغم تعرضها لإصابة العام الماضي، فإن الأخت الكبرى شمة والتي تلعب تحت وزن 60 كغ، لا تزال تراهن على تحطيمها أرقاماً عدة في الرياضة، متسلحة بدعم الأسرة اللا محدود لها.

وسبق أن حصلت شمة على 11 ميدالية ملونة (4 ذهبيات، 4 برونزيات، 3 فضيات) بينها برونزية دولية من بطولة الفجيرة المفتوحة 2018، وتسعى لمضاعفة العدد من الميداليات، متمنية تحقيق أمنيات أسرتها لدعمهم الكبير لها .

تنتظر سلمى الأخت الصغرى والتي تلعب تحت 43 كغ بفارق الصبر مشاركتها الرسمية الأولى في بطولة الفجيرة الدولية المفتوحة للتايكواندو والتي تنطلق في الـ31 من يناير الجاري بمجمع زايد الرياضي، وتسعى لحصد أولى ميدالية، والتي ستهديها إلى روح والدها الذي كان يتمنى رؤية إنجازات بنته الصغرى.