بعد حصوله على كأس الخليج العربي واحتلاله المركز الثالث في دوري الخليج العربي، ذهب كثيرون إلى أن العميد النصراوي سيكون رقماً صعباً في النصف الثاني من الموسم الجاري، إلا أن العكس هو ما حدث تماماً بفقدانه 8 نقاط من أصل 9 في الجولات الثلاث الماضية للدوري.
وكان النصر خسر بهدف نظيف أمام بني ياس في الجولة الـ13، وتعادل مع الوصل في الجولة الـ14، وخسر مجدداً أمس بهدف دون رد في مواجهة بني ياس لحساب الجولة الـ15، علماً بأنه خسر مرتين على ملعبه وفشل في تسجيل أي هدف في المباريات الثلاث السابقة.
يرى المحلل الفني ومدير الفريق الأول لنادي النصر السابق خالد عبيد أن هناك جملة من الأسباب تقف خلف التراجع والهبوط في نتائج النصر في الجولات الثلاث الماضية للدوري أولها الأسلوب التكتيكي الواحد والمكرر الذي يبتعه كرونوسلاف دون تجديد ولا حلول مغايرة، بعدما حفظه جميع المدربين وباتوا قادرين على إبطاء مفعوله والخروج فائزين أمام النصر على ملعبه ووسط جمهوره.
ونفى مدير الفريق الأول لنادي النصر السابق أن تكون هناك علاقة بين يحدث من تراجع في أداء العميد مع التأثيرات السلبية لفوزه بكأس الخليج العربي مؤخراً.
وقال عبيد لـ«الرؤية»: "ما يقال من أن الفرح بالتتويج بكأس الخليج العربي سبب لتراجع نتائج الفريق بعدما أخذت اللاعبين والجهاز الفني نشوة الفرح بتحقيق أول بطولة منذ 5 سنوات غاب فيها الفريق عن منصات التتويج أمر غير صحيح، وإذ رجعنا إلى الوراء فنجد أن الفريق عندما فاز بكأس الخليج العربي لأول مرة في 2015 كان ذلك دافعاً له لتحقيق كأس صاحب السمو رئيس الدولة الذي لعب بعدها، إضافة للوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا، فالفوز بالبطولات يكون دافعاً لتحقيق المزيد منها، ولكنه لن يحدث هبوطاً في المستوى".
مهمتان لنيغريدو
وأشار إلى أن مدرب الفريق كرونوسلاف يورشيتش لا يجدد طريقة لعبه، ويلعب بالأسلوب نفسه أمام جميع الفرق، حيث يعتمد على الإسباني ألفارو نيغريدو في صناعة الأهداف وتسجيلها، وهذا أمر صعب للغاية على اللاعب في جميع المباريات، خصوصاً أن الإسناد الهجومي للإسباني غير موجود تماماً ويظل وحيداً في المقدمة، والأطراف دائماً ما نراهم بعيدين عن تقديم الإسناد الهجومي ولا يتواجدون في خط الـ18 ويكونون بعيدين عن المرمى.
وأردف، «أستغرب تواجد الثنائي جاسم يعقوب وحبيب الفردان على دكة البدلاء وإصرار كرونوسلاف على إشراك المحترف إستيبان بافيز بالرغم من عدم تقديمه لأي إضافة للفريق، سواء على الهجوم أو الأطراف أو في صناعة الأهداف ووجوده من عدمه واحد».
غياب التنوع
شدد عبيد على أن كرونوسلاف إذا استمر على النهج نفسه ولم يحدث تغييرات سريعة على خططه ابتداء من الجولة المقبلة فسيدفع الفريق الثمن غالياً ويعود للمرحلة السابقة قبل مجيء الكرواتي الذي أسهم بالفعل في الارتقاء بالنتائج ولكنه لم يطور أساليبه التكتيكية، كما يفعل بقية مدربي الأندية الأخرى، مستغرباً «لا يعقل أن تلعب بالأسلوب نفسه أمام جميع الفرق، وإنما يجب أن يكون هناك تنوع حسب إمكانات الفريق المنافس».
حلول غير ناجعة
وصف المحلل الفني، الخطوة التي اتخذتها إدارة نادي النصر بالتعاقد لاعب شباب الأهلي أحمد العطاس بغير المجدية وبأنها لا تعطي حلولاً ناجعاً وسريعة لحل معضلة تسجيل الأهداف ومساندة نيغريدو في المنطقة الأمامية، وذلك لأن العطاس بعيد تماماً عن المشاركات في المباريات، حيث لم يشارك سوى مرات محدود خلال العامين السابقين وبالتالي غير جاهز للدفع به في المباريات، إضافة لعدم استفاد الفريق من المهاجم الجالس على دكة الاحتياط سالم صالح، وزميله محمد العكبري بعيد كل البعد عن مستواه المعروف بعد عودته من الإصابة التي ألمت به في نهاية الموسم الماضي.
فوضى في المنطقة الفنية
أعاب عبيد على مدرب النصر كرونوسلاف كثرة الاعتراض على قرارات التحكيم وانفعاله المستمر مع قرارات الحكام، ما أدى إلى طرده مرتين في آخر 3 مباريات.
وأوضح «طرد المدرب يترك فراغاً في المنطقة الفنية الخاصة بالنصر التي تعاني من الفوضى ويجب أن يعاد لها الانضباط، وعلى المدرب التركيز في عمله الفني دون الانشغال بقرارات الحكام، ويكف عن الصراخ والتصدي لأخطاء الحكام، وهذا الأسلوب غير صحي ولم نتعود عليه في نادي النصر، وتوجيه اللاعبين بتلك الطريقة أره تحفيزياً أكثر من كونه توجيهات فنية».