الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مدربون يحترفون التمثيل في دورينا

يحترف مدربون في ملاعب دورينا التمثيل، بالتحرك المستمر في المنطقة الفنية أثناء المباريات، و بحركات وإشارات وصيحات وصراخ وعويل بحجة توجيه اللاعبين وشحذ هممهم، لتقديم الأفضل ويقصد بها أيضاً لفت الأنظار بأنهم يقومون بعملهم على أكمل وجه.

وقال رياضيون إن الحركات التمثيلية للمدربين على خط الملعب والإشارات والتلميحات، لم تعد تفوت على المتابع، فهي حركات للفت الأنظار بأنهم يعملون بجد ويسيطرون على لاعبيهم.

وأوضحوا في الوقت ذاته أن التوجيه المعقول للاعبين لا ضير فيه، أما المبالغة والتمثيل أمام جمهور المدرجات وكاميرات التلفزة، فهو أمر غير جيد ويؤثر سلباً على تركيز اللاعبين.

إفراط ومبالغة



أكد المحلل الفني محمد مطر غراب، أهمية صرخات المدرب من خط الملعب لتوجيه اللاعبين، وتصويب القصور في تطبيق خطته وتنبيههم للثغرات، ونقاط الضعف في الملعب.

واستدرك غراب أن الإفراط والمبالغة في الصراخ يخرجان اللاعب من المباراة، مبيناً «اللاعب يحتاج إلى مدرب يعيد إليه توازنه النفسي، خصوصاً في أوقات صعبة بالمباراة، لأن لاعبينا لا يمتلكون الصلابة الذهنية التي تجعلهم يحولون تلك الصرخات لطاقة إيجابية، بل العكس».

وأوضح المحلل الفني أن لاعبي الدكة عندما يرون أن مدربهم فوضوي وكثير الصراخ في لاعبيه على أرضية الملعب، يمارسون الأشياء نفسها بالصراخ والتفاعل الذي لا يخلو من تمثيل، من أجل الضغط على حكام المباراة، ثم يخرجون من أجواء المباراة.

توجيه هادئ



شدّد المدرب العراقي عبدالوهاب عبدالقادر على أهمية التوجيه الهادئ والرزين والمعتدل للاعبين، مشيراً إلى أن لاعبي الدوري لا يحبون الصراخ والتوجيه الخشن على مرأى ومشهد من الجميع، ما يشتت تركيزهم، ويؤثر سلباً على أدائهم في الملعب.

وقال عبدالقادر «إن توجيه اللاعبين وتلقينهم الجوانب التكتيكية على خط الملعب، يجب أن تقتصر على أشياء بسيطة ومحددة لتكملة جزئيات في خطة اللعب، ولفت نظر لاعبيه لنقاط ضعف وثغرات في الفريق الخصم، للاستفادة منها وتسجيل الأهداف من خلالها».

وأشار المدرب العراقي إلى أن لفت نظر الإدارة أو توجيه رسائل مبطنة لها، هذا ليس مكانه، لأن الملعب للمباراة فقط ودور المدرب هو تحقيق الفوز، ولا شيء سواه، ويمكن له في الغرف المغلقة مناقشة ما يشاء من موضوعات مع الإدارة.

إسراف بالتوجيه



لفت الخبير الكروي مبارك الكتبي إلى أن إسراف المدرب في الصراخ والعويل أثناء المباراة يؤثر سلباً على لاعبيه، ويشتت تركيزهم أكثر من تحفيزهم لتقديم الأفضل.

وأضاف «يسعى المدرب بالتوجيه لإعادة الأمور التكتيكية وتحفيز لاعبيه عند تراجع المستوى، ولكن الإفراط في كل ذلك يعني العكس، لأن اللاعب في منطقتنا العربية لا يمتلك الصلابة الذهنية التي تمكنه من استيعاب الصراخ والعويل بإيجابية، فهو يحتاج للتحفيز وليس الصراخ والتهديد والوعيد الذي يمارسه بعض مدربي دورينا».

ونوّه الخبير الكروي بأن الفوز في المباريات تحققه عوامل أهمها تركيز المدرب ولاعبيه في المباراة، وقراءتها بشكل مستمر، وتلقين اللاعبين النقاط السلبية والضعيفة في الخصم، ولجوء المدرب للتمثيل ولفت عدسات التلفزة يشتت تركيزه عن مهامه أثناء المباراة.

تحفيز اللاعبين



شدد المحلل الرياضي مسعد الحارثي على أهمية إشارات المدرب للاعبين، موضحاً أن بعض حركات المدربين محببة وتحفز اللاعبين فعلاً لتقديم الأفضل، مستشهداً بالأرجنتيني سيميوني الذي يندمج ويعيش مع مجريات المباراة.

وأقرّ الحارثي بأن بعض لاعبينا يحتاجون للصراخ المستمر والتنبيه، لأنهم لا يشعرون بالجدية إلا بتذكيرهم عبر الصراخ، ولكن الأفضل دوماً لغة الإشارة المتبادلة التي يفهمها الطرفان.

وأوضح أن المدرب مطالب بمتابعة أداء فريقه ودراسة وقراءة أوجه القصور، لإيجاد الحلول، أما الاعتماد على الحركات التمثيلية لتوصيل بعض الرسائل، مثلاً لمجلس إدارة النادي أو للجماهير أو للفت انتباه عدسات الكاميرات، فيشتت جهود اللاعب الذهنية، ويؤثر سلباً على فريقه في أرضية الملعب.

وأضاف «المدرب المتمكن من أدواته وعمله يُكمل تهيئة اللاعبين، ويعلمهم الحركات التي سيستخدمها أثناء المباراة بهدف التغييرات التكتيكية على أرضية الملعب».