الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

ترويج دورينا.. الجوائز تستقطب 15 مشجعاً في المباراة

كشفت إحصائية رسمية صادرة عن رابطة المحترفين الإماراتية عن الأرقام الرسمية الإجمالية للحضور الجماهيري لمباريات الدور الأول لدوري الخليج العربي موسم 2019 - 2020، حيث بلغ عدد الحضور 197263 مشجعاً في 14 جولة.

وحققت أرقام الحضور الجماهيري قفزة طفيفة في النصف الأول للموسم الجاري مقارنة بالفترة نفسها من الموسم الماضي بفارق تصاعدي بلغ (1469) مشجعاً، إذ كان عدد الحضور الإجمالي لتلك الفترة 195794 مشجعاً، ويمثل هذا الرقم نسبة زيادة 0.8%، أي زيادة 15 مشجع لكل مباراة.

وبالرغم من البداية الجيدة للحضور في الجولة الأولى للموسم الحالي، إلا أن المعدل الأسبوعي شهد انخفاضاً فيما تلاها من جولات، حيث بلغ عدد الحضور للأسبوع 21896 مشجعاً، بفارق كبير عن حضور الأسبوع نفسه للموسم الماضي الذي بلغ 12514 مشجعاً.

وسجلت الجولة السادسة أعلى معدل حضور في الموسم الحالي بـ 24003 مشجعين، وأقل معدل كان في الأسبوع الخامس بـ 8339 مشجعاً.


وسجل الأسبوع السادس في الموسم الماضي أعلى معدل حضور في الدور الأول بـ 24404 مشجعين حيث لم يكسر هذا الرقم في الموسم الحالي، إذ بلغ أعلى معدل حضور 24003 للأسبوع نفسه في مصادفة غربية أن يحقق الأسبوع السادس في الموسمين أعلى معدل للحضور عن بقية الأسابيع الـ14.

وسجل الأسبوع الـ14 في الموسم الماضي أقل معدل حضور للدور الأول بـ 7723 مشجعاً في حين زاد العدد في الأسبوع نفسه للموسم الجاري، إذ بلغ عدد المشجعين 11258 مشجعاً.

ولم تنجح الاستراتيجية الجديدة التي أطلقتها رابطة المحترفين الإماراتية في استقطاب أعداد كبيرة من الجماهير لمتابعة الدوري في الموسم الحالي من داخل الملاعب كما كان متوقعاً قبيل انطلاق الدوري وبالرغم من البداية المميزة في الجولة الأولى.

وفي إطار جهودها للترويج للدوري رصدت رابطة دوري المحترفين 28 سيارة ماركة أودي A3 توزع على مدى الموسم الحالي في بطولة دوري الخليج العربي.

وكانت السيارة الأولى في الموسم الحالي من نصيب مشجع شباب الأهلي سيف المرزوقي خلال مباراة كأس سوبر الخليج العربي في سبتمبر 2019.

وفي نهاية العام المنصرم أطلقت الرابطة برنامج "المشجع السوبر" الذي يهدف إلى بناء جسور للتواصل المجتمعي عبر اختيار مجموعة من متابعي الدوري ليصبحوا سفراء مميزين لدوري الخليج العربي.

وكانت الرابطة دشنت في ديسمبر الماضي أيضاً حملتها الترويجية "أرينا رابطة المحترفين" حيث نظمت أولى فعالياتها في ياس مول من الخامس وحتى السابع من الشهر نفسه، واستمرت الحملة بفعاليات مجتمعية في المدارس والجامعات إضافة إلى العروض المتنقلة في مراكز التسوق ومباريات الأسبوع في الملاعب المختلفة.

وتأتي مبادرة السحب على سيارات أودي A3 إلى جانب سحوبات على جوائز إلكترونية في جميع المباريات ضمن مبادرات رابطة المحترفين الإماراتية الترويجية الهادفة إلى دعم الأندية، ومكافأة للجماهير على الحضور وتعزيز الولاء بين المشجع وناديه.

مبادرات تسويقية



قال المدير التنفيذي لرابطة المحترفين الإماراتية وليد الحوسني، إنهم يسعون من خلال مجموعة المبادرات التسويقية والترويجية التي أطلقتها رابطة المحترفين الإماراتية هذا الموسم، لتحسين خدماتهم سواء للجماهير المتابعة للمباريات عبر شاشات التلفزيون، منصات التواصل الاجتماعي أو في المدرجات.

وأوضح الحوسني "عملنا على تحسين الخدمات المقدمة للجماهير من حيث نظام التذاكر الإلكترونية، تطوير وتنوع خدمات بيع الأطعمة ونظافة الملاعب، توفير خزانات للأمانات، الاستعانة بخدمات متطوعي مارشال الإمارات لخدمة الجمهور، وتقديم جوائز عينية في جميع المباريات من هواتف وساعات ذكية وأجهزة إلكترونية أخرى، وخصصنا 30 سيارة لجميع الأندية، 28 منها مخصصة لدوري الخليج العربي، واحدة في نهائي كأس الخليج العربي، وأخرى في كأس سوبر الخليج العربي".

وأضاف "ركزنا أيضاً هذا الموسم على مبادرات لاستقطاب الأجانب المقيمين في الدولة، من خلال فعاليات متنوعة في المراكز التجارية، المدارس، الجامعات، الحدائق والشواطئ، ثم المشاركة في الفعاليات الوطنية، وأطلقنا أيضاً مبادرة (المشجع السوبر)، الدوري الإلكتروني، منصة الابتكار- تحدي الجامعات 2020، كل هذه المبادرات ستظهر نتائجها على المدى البعيد، من المبكر جداً إجراء تقييم لها من خلال الحضور الجماهيري في المدرجات، فنحن نسعى لبناء قاعدة جماهيرية وخلق الولاء بين الجماهير والأندية من خلال إشراك الجماهير في هذه المبادرات".

وأكد المدير التنفيذي لرابطة المحترفين الإماراتية حرصهم على تطوير معايير البث والإخراج التلفزيوني، واستخدام أحدث التقنيات التي وصلت إليها التكنولوجيا في هذا المجال مثل الواقع المعزز، تجربة البث بتقنية 4K، كذلك التعليق باللغتين العربية والإنجليزية على جميع المباريات، مع العلم أن إحصائيات المشاهدات في الدور الأول لهذا الموسم بلغت 10 ملايين مشاهدة.

وأشار إلى أن دوري الخليج العربي، أصبح يبث في أوروبا وأستراليا، مبيناً "عملنا أيضاً على إنتاج محتوى رياضي مميز على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، ذي طابع حماسي وترفيهي لزيادة التفاعل مع الجماهير أيضاً باللغتين العربية والإنجليزية".

ضعف المستوى الفني



قطع الناقد الرياضي عادل درويش، بأن ضعف الدوري السبب الرئيس لعزوف الجماهير عن متابعة مبارياته، لافتاً إلى أن فريقاً بحجم الوصل والقاعدة الجماهيرية التي يملكها انتهى موسمه مبكراً فعلام يحضر جمهوره، وكذلك الحال مع عدة أندية أخرى، لم تكن بدايتها جيدة في الموسم الحالي منها نادي الوحدة الذي تحسنت نتائجه بعد الشتوية ويمكن أن يحدث تفاعل من جماهيره إذ استمر في تحقيق الانتصارات.

وقال درويش لـ"الرؤية" إن نسبة الحضور للدور الأول حسب الأرقام الموضحة أعلاه نجدها مستقرة وشهدت زيادة متواضعة، ولم تحدث تقدماً كما كان متوقعاً عند بداية الموسم في ظل الخطة التسويقية التي وضعتها رابطة المحترفين الإماراتية، حيث لا يزال متوسط حضور المباراة الواحدة لا يتخطى 2000 مشجع، وهو رقم دون الطموح الذي تنشده الرابطة بأن يكون متوسط الحضور للمباراة الواحدة 5 آلاف مشجع.

حلول

وألقى الناقد الرياضي مسؤولية رفع نسبة الحضور الجماهيري للدوري على عاتق الرابطة والأندية في اختياراتها للاعبين، وجودتهم ومستوى البطولة نفسها مقارنة بالدوريات الأخرى وماذا تقدم من متعة فنية للمشاهد حتى يأتي لمتابعة منافساتها، وأن تعود الفرق الجماهيرية للمنافسة على الدوري، وكذلك وعي الجماهير بحيث لا يكون وجودها مربوطاً بمدى وجود فرقها في الصدارة، ولهذا يجب أن يكون العمل وفقاً لتلك الأسس.

ورأى درويش، أن الجهود الكبيرة التي أقدمت عليها رابطة المحترفين الإماراتية بتخصيصها جوائز وحوافز للجماهير لن تؤتي أكلها في حشد الجماهير وحدها، فالملاحظ الآن أن هناك استجداء لعاطفة الجمهور للحضور دون أن يكون هناك ابتكار، فالمطلوب هو صناعة المتعة والشغف لدى الجماهير حتى تحضر وهذا يحدده مستوى البطولة وفرقها.

تهرب من المسؤولية



شدد المحلل الفني خالد عبيد على أن تحميل رابطة المحترفين الإماراتية مسؤولية عدم حضور الجماهير إلى الملاعب أمر غير منطقي، باعتبارها جهة تنظيمية فقط، والمسؤولية الحقيقية تقع على إدارات الأندية فهي مسؤول عن رفع معدل حضور مبارياتها، وهذا يكون بوضع الخطط التي تطور هذا الأمر.

وأوضح عبيد أن إدارات الأندية تتهرب من المسؤولية وتضعها على عاتق الرابطة، وهذا خطأ كبير، وعليها أن تواجَه بالحقائق وتغير طرق تفكيرها، وأن تعمل على استصحاب أمر استقطاب الجماهير في جميع تحركاتها وأفكارها وأن تضع حلولاً لهذا الأمر حتى تمنح الدوري القوة والإثارة المطلوبتين، حتى لا تكون أرقام حضور الجماهير بهذا المستوى المتواضع في المباريات.

وطالب المحلل الفني، إدارات الأندية بأن تعيد النظر في أمر البطاقات الموسمية التي تباع حالياً بمبالغ كبيرة، مشيراً إلى أن الفئة الكبيرة التي تحضر في مدرجات الملاعب هي شريحة الطلاب وبالتالي يجب أن تمنح لهم البطاقات الموسمية بأسعار رمزية أو شبه مجانية.

وخلص عبيد إلى أن نتائج الفرق في الموسم الجاري لم تخدم الدوري، وأثّرت بشكل كبير على الحضور الجماهيري، لا سيما أن التفاؤل كان سائداً بعد أول جولة والتي حضرتها أعداد كبيرة، وكذلك نوعية محترفي الأندية أيضاً أثّرت على شغف الجماهير، إذ لا يوجد محترفون أصحاب مهارات عالية ونجومية عالمية حالياً.