لا يكاد يوم يمر حتى يطالع العالم الرياضي خبر تأجيل أو إلغاء بطولة ما أو حدث رياضي بسبب انتشار فيروس كورونا الذي لم تسلم منه غالبية أقطار المعمورة.
وتسبب الفيروس المستجد في حالة من الطوارئ في المؤسسات والاتحادات الرياضية المنوط بها تنظيم الفعاليات الرياضية في العالم، وذلك من أجل اتخاذ القرارات الصائبة للحد من انتشار الفيروس.
وتراوحت القرارات التي اتخذت بفعل كورونا حتى الآن بين قرارات غير مؤثرة، أي تلك التي أقرت استمرار التنافس من غير جماهير، لجهة السيطرة التامة لتلك الدول وتعاملها المتقدم مع الحالات المصابة، وبين قرارات مؤثرة تم بفعلها إلغاء مسابقات أو إقرار تأجيل يتوقع أن يطول، ليربك بالتالي روزنامة المسابقة المؤجلة.
وربما يجد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بتأجيله مباريات في دوري أبطال آسيا نفسه ضمن الفئة الثانية أن ذلك سلاح ذو حدين، لجهة التباين بين طرفي المنافسة، والمقصود بهما اتحاد شرق آسيا الذي تلعب مبارياته، كما اتفقت الاتحادات المنضوية تحته على جولات، واتحاد غرب آسيا الذي يبدو أن الموقف فيه ضبابي حتى الآن بسبب تفشي الفيروس بشكل مخيف في إحدى الدول الأعضاء، وهي إيران.
اجتماع مرتقب
ستكون الأنظار شاخصة نحو مدينة دبي التي تستضيف، السبت، الاجتماع الطارئ للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بحضور وفد من الاتحاد القاري وممثلي الاتحادات الوطنية وروابط الدوري في منطقة غرب آسيا لمناقشة الأوضاع الراهنة التي تمر بها المنطقة، والتي أدت إلى تأجيل عدد كبير من مباريات الجولة المقبلة ضمن دوري أبطال آسيا، ومباراتي ذهاب وإياب الملحق النهائي من التصفيات الأولمبية للسيدات التي تجمع بين كوريا الجنوبية والصين، فضلاً عن مطالبات العديد من الاتحادات الوطنية «فيفا» بتأجيل مبارياتها في التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022، ونهائيات آسيا 2023.
ويتوقع أن يخرج الاتحاد بقرارات حاسمة تجاه المنافسات المذكورة التي من ضمنها دوري أبطال آسيا الذي يهم الإمارات التي تشارك فيه بـ4 فرق.
ويدخل الاتحاد الآسيوي اجتماع السبت تحت الكثير من الضغوط، في ظل مطالبة صريحة من قبل عدد من الأندية بإلغاء هذه النسخة، وهو اقتراح ربما لن يكون محل ترحيب من قبل اتحادات شرق آسيا التي اتفقت سلفاً على مواعيد جديدة.
ومن بين الأصوات الداعية إلى إلغاء نسخة هذا الموسم في الأبطال، الأندية السعودية (الهلال، النصر، الأهلي والتعاون)، وربما تمتلك الأندية مبرراً منطقياً بحسب ما نقلت صحيفة الرياضية السعودية،الخميس، وهو أن مقترح ترحيل مواجهات دور الـ16 إلى أغسطس سيحدث إرباكاً غير مسبوق للأندية، إذ سيكون وقتها الدوري السعودي الجديد قد انطلق رسمياً، إضافة إلى انتهاء موسم التسجيلات الصيفية.
وبالفعل، سيكون تأجيل دور المجموعات إلى أغسطس أزمة لأندية منطقة الخليج العربي، إذ ستكون مجابهة بمباريات في دور الـ16 والمجموعات، في فترة تبلغ فيها درجات الحرارة أقصاها، مع ارتفاع كبير في معدل الرطوبة.
حل مقترح
في ظل الظروف المذكورة، ربما يبدو إلغاء البطولة حل أمثل للاتحاد، ولكنه بعيد بسبب الرفض المتوقع من قبل شرق آسيا، لذا يجب على الاتحاد الآسيوي البحث عن حل آخر مُرضٍ لجميع الأطراف.
المتابع بدقة مسار تطور كورونا، يدرك أن الفيروس في تصاعد بوتيرة مخيفة، إذ ظل يتطور كل أسبوع، وهذا أمر يتطلب نظرة أكثر شمولية، وبالتالي قرارات أكثر واقعية.
ومن منطلق الفاتورة الباهظة للتأجيل، بدأت بعض الأصوات تطالب بإكمال روزنامة البطولة مثلما كانت مرسومة، مع تعديل بسيط في البرمجة، على أن تتحول إلى مونديال مصغر يسند تنظيمه إلى إحدى دول غرب آسيا، على أن تكون هذه الدولة قد سبق لها أن أحرزت تقدماً في مجال التعامل مع المرض والحد من انتشاره.
وفي هذا السياق، تحدثت «الرؤية» مع الأمين العام للاتحاد الآسيوي، داتو ويندسور جون، الذي رأى أن الفكرة ستكون محل ترحيب مثل غيرها من الأفكار إذا ما تم طرحها من قبل أعضاء الجمعية المؤتمرين في دبي السبت.
وقال ويندسور: «كل القرارات التي اتخذها الاتحاد منذ بداية أزمة كورونا كانت بالاتفاق مع شركائنا في الاتحادات الأعضاء، لذا فإن فكرة مثل هذه يمكن أن يتم التوافق حولها، إذا كانت مطلباً من قبل تلك الأعضاء».
وما بين المخاوف من التأجيل المربك والحفاظ على سلامة المجتمع الرياضي، يبدو أن على الجميع انتظار الساعات المقبلة حتى نهاية اجتماع الاتحاد الآسيوي، لمعرفة مصير أهم بطولات القارة الصفراء في عالم أندية كرة القدم.