الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

يوفانوفيتش بين التجديد أو الإنهاء.. أيهما أفضل للأبيض؟

وضع توقف النشاط الرياضي بسب فيروس كورونا المستجد لجنة المنتخبات والشؤون الفنية في اتحاد الكرة أمام اختبار جديد بخصوص التجديد أو إنهاء عقد مدرب المنتخب الأول الصربي إيفان يوفانوفيتش، وذلك بعد أن منحها مجلس إدارة الاتحاد برئاسة الشيخ راشد بن حميد النعيمي كافة الصلاحيات لتحديد مستقبل المدرب الصربي سواء كان بالاستغناء عن خدماته أو تجديد التعاقد معه لفترة أخرى.

وأفاد رئيس لجنة المنتخبات النائب الثاني لرئيس الاتحاد يوسف حسين «الرؤية» في وقت سابق بأن مستقبل مدرب المنتخب سيكون على رأس الملفات التي ستنظر فيها اللجنة عقب تشكيلها الجديد الذي اكتمل الأسبوع الماضي.

وتعاقدت اللجنة الانتقالية السابقة لاتحاد الكرة في يناير الماضي مع الصربي يوفانوفيتش لمدة 6 أشهر، لقيادة الأبيض في التصفيات المزدوجة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، في جولتي مارس الجاري أمام ماليزيا وإندونيسيا، إلا أن تأجيلهما بسبب فيروس كورونا المستجد، وتوقف النشاط الكروي في الدولة جعلا المدرب بلا عمل حالياً مع الأبيض، وخصوصاً أن مدة تعاقده في حال انتهائها دون تجديدها ستكون مرت دون أن يقود الصربي الأبيض في أي مباراة سواء رسمية أو ودية، نسبة إلى إلغاء التجمع الذي كان مقترحاً في مارس الحالي.

ملف مهم

وستجد لجنة المنتخبات والشؤون الفنية، نفسها أمام ملف مهم، وعليها دراسة كافة الجوانب المتعلقة بأمر المدرب، مع الوضع في الاعتبار أن الظروف التي جعلت اللجنة الانتقالية السابقة تتعاقد مع يوفانوفتيش لا تزال ماثلة، حيث لم يعرف الأبيض مصيره حتى الآن في حسابات التصفيات المؤهلة لكأس العالم وكأس آسيا، إذ يحتل حالياً المركز الرابع في مجموعته بـ6 نقاط من فوزين وخسارتين، وما زالت لديه 4 مباريات متبقية تستكمل لاحقاً.

ومن الأشياء التي عززت خطوة التعاقد مع الصربي، وقتها، معرفته بالكرة الإماراتية من خلال تجربته مع نادي النصر الذي دربه على فترتين، الأولى من 2013 حتى 2016، ثم عاد لأزرق دبي من جديد في 2018 قبل أن يغادره للمرة الثانية بعد أشهر قليلة، وبالتالي لا يزال هو أحد أبرز المدربين الذين يمكنهم قيادة الأبيض مستقبلاً نظراً لهذه المعرفة.



وتدعم الخبرة التي اكتسبها في الأشهر الماضية عبر متابعته لدوري الخليج العربي عن قرب، ومعرفته بأحوال اللاعبين موقف المدرب يوفانوفيتش وتجعله الأنسب لقيادة الأبيض، ولا سيما أنه تعرف على المشاكل التي يعاني منها لاعبو الأبيض، ووضعه للحلول المناسبة لها، خصوصاً أنه خاض معسكراً تدريبياً قصيراً مع اللاعبين في يناير الماضي مكنه من التعرف إليهم عن قرب.



رؤية مغايرة

ويرى مدرب المنتخبات الوطنية في اتحاد الكرة السابق الدكتور عبدالله مسفر أن الأفضل بالنسبة لاتحاد الكرة الجديد بخصوص المدرب يوفانوفيتش هو الاكتفاء بالفترة السابقة التي قضاها مع المنتخب، والبحث عن مدرب جديد بمشروع طويل الأمد.



وأضاف: «خطوة التعاقد مع الصربي جاءت وفق ظروف محددة أبرزها ضيق الوقت لجولتي التصفيات للمونديال وكأس آسيا، وكان هو وقتها الخيار المتاح أمام اتحاد الكرة، ولكن وهذه الأسباب الآن انتفت وتم تأجيل جولتي التصفيات، وغير معروف موعد لعبهما حتى الآن نظراً للظروف التي يعيشها العالم واحتمالية تأجيلهما مرة ثانية واردة بنسبة كبيرة، ولذلك أمام اتحاد الكرة فرصة مواتية للاكتفاء بالفترة الماضية لعقد المدرب الصربي».



وتابع: «من وجهة نظري أرى أن بديله يمكن أن يكون مدرباً محلياً، يملك الخبرة الكافية في التعامل مع اللاعبين ويكون ملماً بتفاصيلهم على عكس يوفانوفيتش الذي لا يعرف تفاصيل جميع اللاعبين وإنما عدد محدود منهم إضافة لعدم امتلاكه خبرة العمل في المنتخبات، حيث لم يسبق له أن درب منتخباً».



وختم مسفر: «تغيير المدرب الآن فرصة ذهبية، وخصوصاً أن القناعة منذ البداية بشخص يوفانوفيتش كانت باعتباره مدرباً مؤقتاً وليس دائماً، وبالتالي ذهابه في هذه الفترة جيد، والأتيان بمدرب لفترة طويلة هو الحل الأفضل».

أهداف الاتحاد

وبدوره، أكد عضو لجنة المسابقات السابق في اتحاد الكرة والمحلل الفني محمد مطر غراب، أن أمر بقاء المدرب الحالي للمنتخب الصربي يوفانوفيتش أو مغادرته تحددها الأهداف المرسومة للمنتخب الأول.

وأوضح: «إذا كان الهدف الوصول إلى كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 فهذا هدف قريب يجعل من يوفانوفيتش الخيار الأنسب بحكم تواجده بالدولة لفترة طويلة وحضوره لعدد كبير من مباريات الدوري، ومن المؤكد أنه وضع تصوراً للمنتخب في التصفيات يمكن منحه الفرصة لتنفيذه مع تواجد منظومة إدارية متميزة حوله وليس نفس الوجوه التي عاشت أمداً طويلاً مع المنتخب».



وأكمل: «أما إذا كان الهدف بعيد المدى ويتعلق بالوصول إلى كأس العالم 2026، فالمدرب يوفانوفيتش واللاعبون الحاليون لا يناسبون هذا الهدف، على أن تكون المنظومة التي تدير المنتخب تملك مواصفات مناسبة تمكنها من الاستمرار حتى يكون هناك استقرار لفترة طويلة».



وشدد غراب على ضرورة الاهتمام بكل ما يتعلق بالمنتخبات الوطنية بجميع مراحلها، سواء اللاعبين أو الأطقم الفنية والإدارية، مبيناً أن الأمر لا يتعلق بشخص المدرب فقط، بل المنظومة الجيدة هي التي تعمل على تحقيق أهداف كل منتخب، بتوافر العناصر المطلوبة في هذا الجانب بداية من التفاهم والانسجام والتأهيل.