السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

كيف تكون كرة القدم ما بعد كورونا؟

كيف تكون كرة القدم ما بعد كورونا؟

سيناريوهات عدة ترتسم في مخيلة الكل محلياً وعالمياً لمرحلة ما بعد كورونا على جميع المستويات وفي مختلف الرياضات ما يرفع كم وكيف الاحتمالات لما سيكون عليه الحال في مرحلة ما بعد كورونا، خصوصاً كرة القدم.

وأكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جان إنفانتينو في تصريحات أكثر من مرة أن كرة القدم ستشهد تغيراً كبيراً بعد كورونا التي أوقفت الحياة وأطفأت أنوار الملاعب الكاشفة على حين غرة ليجد فيفا نفسه في وضعية لا يُحسد عليها تحتم عليه الجلوس على طاولة البحث والمراجعة والدراسة وبسرعة كبيرة من أجل تقييم الوضع ورسم خارطة طريق جديدة لكرة القدم العالمية لمرحلة ما بعد كورونا.

فيفا مطالب أكثر من أي وقت مضى بتطبيب آثار كورونا على جسم كرة القدم العالمية بالتعامل مع كل قارة على حدة، فالمشكلات التي ظهرت في أوروبا ليست نفسها في آسيا أو أفريقيا، أما وقوفه في موقف المتفرج على الأندية والاتحادات المختلفة وهي تُخفض رواتب اللاعبين تارة وتقلص أعداد أطقمها الفنية والإدارية العاملة تارة أخرى فلن يجدي نفعاً لكرة القدم ويعيد سحرها المغتصب على أيدي كورونا.

عودة الشغف

يبقى التفكير بصوت عالٍ هو أحد أهم الوسائل التي ستساعد فيفا والاتحادات الأعضاء بمختلف دول العالم على اتخاذ القرارات الصحيحة في معالجة مشكلات أندية كرة القدم في جميع أنحاء العالم وأهمها إعادة اللعبة للواجهة بتعزيز شغف جماهيرها فيها مرة أخرى خصوصاً أن المشجع لن يكون هو نفسه مشجع ما قبل كورونا التي عصفت باقتصادات الأفراد بنفس قدر عصفها بميزانيات الأندية والاتحادات.

الرابح الأكبر

ويقفز سؤال.. كيف تُصبح كرة الإمارات الرابح الأكبر أو أحد أبرز الرابحين من أزمة كرة القدم العالمية وآثارها على منافسيها في القارة الآسيوية؟ قياساً على اعتماد كرة الإمارات على الدعم الحكومي المستمر والمستقر خصوصاً مع حرص قيادة دولة الإمارات الدائم على تدفق الدعم للرياضة في العموم وكرة القدم خصوصاً والمعاناة المتوقعة لمنتخبات وأندية الدول المنافسة في الشرق والغرب بسبب جائحة كورونا مثل اليابان والصين وكوريا الجنوبية وأستراليا وحتى ايران لأنها تعتمد على التسويق والرعاية والاعلان وبيع القمصان وغيرها من أمور ستتأثر بكورونا.

اتحاد الكرة

وجد اتحاد الكرة الجديد نفسه في أول اختبار قوي وصعب أسهل خياراته صعب يتطلب الكثير من البحث والدراسة، أهمها التشخيص الصحيح لأمراض وعلل الكرة الإماراتية، ومراجعة مرحلة الاحتراف منذ بدايته وحتى اللحظة وجموح عقود اللاعبين والإنفاق على الأجهزة الفنية، ودراسة وتقييم إن كان مواهب الكرة الموجودة من المواطنين والأجانب يستحقون ما أنفق عليهم، تنظيم العلاقة مع المجالس الرياضية بشكل دقيق وواضح يبين الحقوق والواجبات، ممارسة كرة القدم والسعي لزيادتهم، ودراسة ملف اللاعبين وعدد الأجانب والمقيمين.

تأثيرات سالبة

أكد عضو مجلس إدارة نادي العين لكرة القدم ماجد العويس تأثيرات جائحة كورنا العميقة في كرة القدم، مستدركاً بأن الجميع مطالب بألا ينظر لها كآثار سالبة بقدر ما يتعامل معها بإيجابية من الاستفادة منها في مراجعة ملفات عدة مؤجلة.

وأوضح العويس: «لن تحضر مجدداً العقود الخرافية للاعبين والمدربين ذلك عهد مضى ولن يعود في القريب المنظور، وأجدها فرصة لمراجعة عصر احترافنا الذي وصل لعامه 12، ماذا فعلنا فيه سوى دفع المبالغ الطائلة وغير المبررة للاعبين والمدربين قليل منهم قدم ما يستحق عليه تلك المبالغ».

وأفاد بأن أزمة كورونا تحتم على إدارات الأندية للجلوس مع اللاعبين وتخفيض مبالغ عقودهم للحد الذي يمكن الأندية من تعديل أوضاعها والاستمرار ومهما يكن الدعم الحكومي لابد من تقليص قيمة العقود.

صدمة كورونا

قال الحكم المونديالي السابق عيسى دوريش إن قطاعات عدة الرياضة وغيرها لم تستوعب صدمة كورونا، موضحاً أن الأمور ستظل مضطربة لبعض الوقت لا يقل عن 3 أعوام خاصة في كرة القدم.

وأشار درويش إلى أن الأثر الأكبر لجائحة كورونا يتعلق بالجوانب الاقتصادية، مبيناً «الأندية العالمية ستظل تأن تحت وطأة الديون لردح من الزمن وأنديتنا تعتمد على الدعم الحكومي والنزر اليسير الذي يأتي من الرعاية وغيرها لذلك الحتمية الأولى هي التقشف وهو الأمر الذي لن تجد الأندية بداً منه ولن تستطيع بغير تطبيقه الاستمرار في عملها».

حلول عاجلة

شدد المحلل الرياضي محمد مطر غراب على أهمية إيجاد حلول عاجلة لأزمة السيولة المتوقعة والتي ستطال آثارها كرة القدم العالمية لأن كرة القدم تعتمد على استثمارات لضمان استمرارها ودفع رواتبها والتزاماتها أهمها مشاريع تكوين اللاعبين وبيعهم والرعاية والاعلان للمؤسسات الكبرى وحقوق البث التلفازي وحتى بيع الفانيلات.

وأشار غراب إلى أن شح السيولة سيطال المشجع الاعتيادي الذي سيُصبح بعد كورونا فريسة لمشكلات كثيرة أهم من كرة القدم، وهذا سيؤثر على الأندية لأن منتجها هو كرة القدم وفانيلات لاعبيها وقيمتهم الإعلانية والتسويقية.

وحول تأثير كورونا على الكرة الإماراتية، أكد المحلل الفني أن اعتماد الأندية الإماراتية على الدعم الحكومي سيصب في صالح كرة الإمارات لأن منافسيها في شرق آسيا يعتمدون على الرعاية والتسويق والعرض والطلب ما يجعلها فريسة لعواقب كورونا وتأثيراتها الاقتصادية العديدة، مشدداً على أهمية وضع سياسات واستراتيجيات دقيقة لكرتنا للمستقبل القريب والبعيد ومراجعة جدوى اللاعبين الأجانب واللاعب المقيم للمنتخب والأندية.

كرتنا أقل تضرراً



نحى لاعب عجمان السابق المحلل الفني الحالي محمد سعيد النعيمي جانباً آخر بتأكيده أن كرة القدم ستُصبح أكثر نعومة بعد جائحة كورونا لأن الهاجس الصحي سيكون حاضراً في مخيلة وذهنية اللاعبين، مضيفاً «بدون أن يشعر اللاعبين سيطبقون قواعد اللعب النظيف وتقل الخشونة المفرطة وما يُطلق عليه السلوك المشين أو التهور، فالجميع خرج للتو من أزمة صحية عالمية ستؤثر على شدة وقوة التلاحم في كرة القدم».

وجزم النعيمي بآثار اقتصادية سالبة على كرة القدم العالمية بسبب تداعيات عدة على حقوق البث والتسويق والرعاية وحتى الحضور الجماهيري الذي تعتمد عليه الأندية خارجياً، بينما أقل على كرة الإمارات التي تعتمد على الدعم الحكومي وهذا أمر رائع في هذه الأوقات ولكن على اللاعب التحلي بالمسؤولية الوطنية بالتنازل بالقدر المناسب لمساعدة ناديه ولضمان استمراره بين أسواره وإلا فإن التغيير سيطاله وتعصف به رياح كورونا.