الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

الإصابات تهدد لاعبي دورينا.. وأطباء يطالبون بالتدرج في الإعداد

الإصابات تهدد لاعبي دورينا.. وأطباء يطالبون بالتدرج في الإعداد
لم تشهد كرة القدم في تاريخها القريب والبعيد توقفاً عن النشاط لهذه الفترة الذي شهدته الساحرة المستديرة مؤخراً بسبب تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد، والذي أوقف نبض الميادين تماماً في الأشهر الماضية ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دول العالم المختلفة لحماية شعوبها من الوباء.

بدأت تدريجياً الحياة تعود إلى اللعبة الشعبية الأولى، ولكن هذه العودة تحفها المخاطر الصحية على اللاعبين، من جراء تعرضهم للإصابات العضلية وغيرها من إصابات الملاعب، وذلك بسبب توقفهم لمدة طويلة عن ممارسة كرة القدم، وإن كان بعضهم يمارس تدريبات منزلية أثناء فترة الحجر فإنها لن تسمن ولن تقيه من الإصابة.

وتسلط «الرؤية» في المساحة التالية مع عدد من مختصي الطب الرياضي، الضوء على طرق العودة الآمنة للاعبين إلى الملاعب دون تعرض لإصابات تعطل مسيرتهم، لا سيما وأن الموعد المحدد مبدئياً لاستئناف النشاط الكروي في أغسطس المقبل اقترب.

تعامل خاص



دعا طبيب المنتخبات الوطنية في اتحاد الكرة الدكتور عبدالله بارون، أطباء الأندية وإداراتها إلى تطبيق كافة المعايير والاشتراطات الصحية التي تقوم بها عند بداية كل موسم من إجراء للفحوصات الطبية، والتدرج في عملية الإعداد ريثما يقوي اللاعبين على تحمل النشاط البدني، ويستعيدون لياقتهم البدنية التي تعينهم على استكمال مسيرتهم دون تعرض للإصابات.

ولخص بارون الإصابات العضلية التي تهدد لاعبي أنديتنا في حال إغفال تنفيذ برتوكول العودة الآمنة أبرزها إصابات عضلتي (الضامة والخلفية)، نظراً للضعف الذي اعتراهما بسبب التوقف عن النشاط الرياضي، والعودة مجدداً دون أن يكون هناك تدرج في العودة، بجانب إصابات الشد العضلي والتمزقات وقطع الأربطة المختلفة، لافتاً إلى أن تدريبات اللاعبين في منازلهم لن تكون كافية كما يعتقد الكثيرون.

وأوضح طبيب المنتخبات الوطنية في اتحاد الكرة، أن التدريبات الفردية لا تجهز اللاعبين لأداء التدريبات وخوض المباريات التنافسية، «الإعداد الجماعي هو الفصيل، ولهذا ينبغي أن تؤخذ الأمور بالجدية المطلوبة، من قبل مدربي اللياقة البدنية بالتنسيق مع الكادر الطبي بإخضاع اللاعبين لاختبارات اللياقة البدنية وبناءً على نتائجها تحدد الجرعات التدريبية لهم».

وأشار إلى أن هناك مشكلات ناتجة عن زيادة أوزان اللاعبين بسبب تناولهم الوجبات الغذائية دون أن تكون هناك حركة كبيرة، «هذا هو دور الأجهزة الطبية بمدهم ببرامج غذائية تبعدهم عن زيادة الوزن، وفي المرحلة المقبلة قياس الأوزن مهم لوضع برامج تدريبية خاصة بخسارة الوزن الزائد».

سلبيات التوقف



قال المدير الطبي التنفيذي لمركز فيفا الطبي المتميز بدبي، الدكتور مراد الغرايري: «إن العودة تحتاج إلى ترتيبات خاصة مع الوضع في الاعتبار أن التوقف الاعتيادي للاعبين عند نهاية الموسم ودخولهم في فترة الراحة السلبية لا يتجاوز الشهر والنصف».

وأكد الغرايري أن التدريبات المنزلية ليست كافية لحماية اللاعبين من الوقوع في الإصابات، خصوصاً أن التوقف عن ممارسة كرة القدم أثّر على أجسام اللاعبين، حيث أدى لتراخي عضلات وأعصاب اللاعبين، وينجم عن ذلك العديد من الإصابات عند عودتهم إلى التدريبات الجماعية في الملاعب.

وأضاف: «أبرز الإصابات التي سيتعرض لها اللاعبون هي العضلية، والدليل ما حدث في الدوري الألماني عندما بدأت الأندية الاستعداد لاستئناف الدوري، حيث بلغ عدد الإصابات الأولية 10 إصابات عضلية، وكذلك إصابات لاعب برشلونة أومتيتي أثناء التدريب الأول لناديه، ولهذا لا بُدَّ من اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية اللاعبين، فأجسامهم صارت غير مهيأة للقيام بالواجبات السابقة، وتتطلب تجهيزاً تدريجياً".

وأكمل الغرايري: «الأجهزة الطبية والبدنية في الأندية مطالبة بإجراء فحوصات طبية شاملة للاعبين عند بداية إعلان موعد استئناف النشاط، ومن ثم وفق لنتائج الفحوصات الخاصة بقوة وتحمل عضلات اللاعبين تكون التدريبات الخاصة بالأحمال فهذا هو المخرج الآمن لحماية نجوم الفرق من الإصابات».

ناقوس الخطر



شدد طبيب العلاج الطبيعي بنادي الوصل، الدكتور محمد المرتضى هواري، على أهمية الحذر من شبح الإصابات اللعين الذي يمكنه أن يشكل تهديداً حقيقياً لطموحات الأندية، موضحاً أن الأمر لا يتوقف على الأندية وحدهم، وإنما يطال المنتخب الذي تنتظره 4 مباريات حاسمة في أكتوبر ونوفمبر المقبلين ضمن التصفيات المشتركة لنهائيات آسيا وكأس العالم.

وقال هواري: «شبح الإصابات للاعبي دورينا أخطر الآثار السلبية لهذا التوقف الطويل، ورغم ما يقال حول التدريبات الافتراضية فإنها لا تفي بالغرض ولن تحمي العضلات ولا تحفظ أوزان اللاعبين طالما غاب النشاط الفعلي ولعب الكرة في الملاعب».

ونصح طبيب العلاج الطبيعي بنادي الوصل بأن تكون خطوات العودة عبر مراحل تقييم بدني شامل لكل لاعب من ناحية الوزن ومرونة العضلات، ومن ثم وضع البرنامج التدريبي المتدرج بهدوء وتركيز وجودة عالية، مع وضع برنامج غذائي واضح الملامح يلتزم به اللاعبون بصرامة لتفادي الإصابة.

وأشار هواري إلى ضرورة الحذر لحالة الطقس أثناء تدريبات العودة، الذي سيكون حاراً جداً ما يتسبب في حالة فقدان سوائل الجسم بشكل مستمر، وهذا الأمر على مدربي الأحمال الانتباه له بشكل أساسي بتوصية اللاعبين على شرب السوائل بوفرة.

وختم خبير العلاج الطبيعي: «أكبر الهواجس التي ستواجه مدربي الأحمال الزيادة في الأوزان، لذا عليهم اتباع تدريبات الـ(كارديو) الخاصة بإنقاص الوزن شريطة عدم تحميل العضلات فوق طاقتها بهدف إنقاص الوزن السريع، لذلك الحذر مطلوب في كل المراحل، والتوازن مطلوب بشدة في كل التدريبات بين الحصاد المطلوب والجهد المبذول لتحقيقه».