السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الأولمبياد الخاص 2019.. أبوظبي تبهر العالم بحدث رياضي إنساني تاريخي

الأولمبياد الخاص 2019.. أبوظبي تبهر العالم بحدث رياضي إنساني تاريخي

لاعبة منتخب الإمارات اليازيه الغساني. (تصوير: محمد بدر الدين)

"الإرادة تصنع الفرق يا عيالي".. بهذه الكلمات أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة شارة انطلاق الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية في الـ16 مارس 2019 بالعاصمة أبوظبي للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي بتشريف رؤساء وقيادات عالمية إنسانية وسياسية وجماهير امتلأت بهم جنبات استاد مدينة زايد الرياضية بلغ عددهم 40 الفاً وأكثر من 7500 رياضي ورياضية من 192 دولة.

وقبل انطلاق الحدث جابت شعلة الأولمبياد الخاص جميع مناطق الدولة كعرف أولمبي وبشارة خير بقرب الحدث الإنساني العظيم في تاريخ الإمارات والمنطقة العربية.

24 لعبة

تبارى أبطال الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية أبوظبي 2019 على ألقاب 24 لعبة معظمها كان في أبوظبي، بينما استضافت دبي الرياضات البحرية وألعاب القوى بتواجد وفود نحو 53 دولة، فاز من فاز ولم يخسر من خسر.. فاز الجميع بالميداليات التشجيعية والتحفيزية فكان الفرح عنوان تلك النسخة الاستثنائية كأكبر تجمع إنساني عالمي في أبوظبي والمنطقة.

المنتخب الأكبر

كان مبهراً حجم المنتخب الإماراتي المشارك في الأولمبياد الخاص بـ 302 لاعباً ولاعبة كأكبر منتخب مشارك في الألعاب العالمية وهي المرة الأولى التي تشارك فيها دولة الإمارات بجميع الألعاب وعددها 24 لعبة بعد إضافة 12 لعبة جديدة لأول مرة.

وبلغ عدد المتطوعين الذين قدموا خدمات هائلة طوال أيام الفعالية العالمية 20 ألفاً قاموا بخدمات متميزة لكل الرياضيين الضيوف.

رؤية الامارات

حالف اللجنة المنظمة للنسخة الإماراتية من الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية أكبر نجاح بعد إقناع 22 دولة بالمجيء والمشاركة في نسخة أبوظبي بعد أن نشرت بينهم مبادئ الأولمبياد الخاص وذللت كل الصعاب التي تحول دون قدومهم ومشاركتهم.

وعقدت اللجنة المنظمة عبر مبعوثيها ورش عمل مكثفة للدول الجديدة في كل من كينيا وفيجي بهدف تعريفهم بثقافة الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية وتوصيل رؤية دولة الإمارات عبر محاضرات تثقيفية تعرف المشاركين على مشاكل الإعاقات الذهنية وأهمية التنمية المبكرة للأطفال من هذه الفئة، بالتشديد على أهمية الأسرة والرياضة ونشر التضامن والتكاتف بين فئات المجتمع.

أذنا السنغالي مدياي تسمعان للمرة الأولى في أبوظبي



فجأة علا الهتاف والأصوات الاحتفالية العالية داخل إحدى قاعات عيادة الأذن عندما همهم لاعب الأولمبياد السنغالي مام مدياي (31 عاماً) بأصوات مبهمة مفادها أنه يسمع، وكان يقفز عالياً مستبشراً والدموع في عينيه لأنه يسمع للمرة الأولى، بعد أن عانى منذ ولادته من عدم القدرة على السمع والكلام.

جيء بمدياي لمركز السمع التابع للعيادات الطبية المصاحبة للأولمبياد الخاص كخدمة طبية تُقدم للأبطال ضمن خدمات أخرى تُصاحب كل نسخة، اختبر الأطباء حاسة السمع لدى مدياي بتركيب سماعة أذن إلكترونية حضرت المفاجأة المذهلة أنه استطاع السمع وسط دهشة وتهليل وصيحات كل الحضور ودموع مدياي وتأثره وفرحته العارمة.

أروى السودانية تقهر المستحيل وتظفر بـ5 ميداليات في الأثقال



أهدت لاعبة منتخب السودان المشارك في الأولمبياد الخاص أروى محمد بلادها 5 ميداليات ملونة في رياضة رفع الأثقال في مشاركتها هي ومنتخب بلادها الأولى محققة 3 ذهبيات وفضية وبرونزية، وكانت مفاجأة كبيرة ظفرها بكل هذا العدد من الميداليات في أول مشاركة.

وكانت كلماتها تخرج وسط دموعها وهي تعبر عن فرحتها بتوالي الميداليات والإنجاز وهي تقول:"أنا فخورة بما حققته في الأولمبياد الخاص لبلادي، لم أتدرب كثيراً ولكني وضعت هدفي تشريف بلدي".

وكان لإنجاز أروى مفعول السحر وسط البعثة السودانية التي تكونت من 34 لاعباً وإدارياً في تحفيز زملائها لتحقيق الأفضل فكانت سبباً في رفع غلة الميداليات السودانية في البطولة العالمية.

السعودي معن يتقمص دور هداف الهلال السعودي غوميز



تقمص لاعب المنتخب السعودي لكرة السلة المشارك ضمن الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص معن الزيد (26 عاماً) دور مهاجم فريق الهلال السعودي الفرنسي غوميز الذي درج على الاحتفال بطريقة مشية الأسد وزئيره كلما أحرز هدفاً في مرمى الخصوم، فكان احتفاليته مصدر سعادة لدى رفاقه في منتخب السلة السعودي، إذ كلما يُحرز هدفاً يحتفل يتقمص شخصية غوميز ويقوم بالاحتفال على طريقته.

ويؤكد الزيد أنه بذل جهوداً كبيرة منذ عام 2007 وهو يوالي التدريب من أجل اللعب لأخضر السلة السعودي، وقال :"أنا هلالي أزرق وأعشق مهاجمه الفرنسي غوميز وطريقته الخاصة في الاحتفال بكل هدف يحرزه".

لاعبو بولندا يهدون ميدالياتهم لضحايا " مسجد كريستشرج"



أهدى لاعبو الأولمبياد الخاص النيوزيلندي الميداليات التي حققوها لأرواح شهداء المجزرتين اللتين ارتكبهما متطرف أسترالي بقلته خمسين رجلاً من المصلين في مسجدين يقعان في مدينة "كرستشرش" أثناء صلاة الجمعة تضامناً مع رسالة الإمارات بإطلاقها لـ "عام التسامح"، مشيرين إلى أنها الرسالة الإنسانية الأسمى التي يحتاجها العالم في مواجهة كل أشكال التطرف والوحشية ورفض الآخر.

وأفاد جميع لاعبي المنتخب الملقب بـ "الكيوي" أنهم بإهدائهم ميدالياتهم لأرواح شهداء مجزرة المسجدين يهدفون لنشر قيم التسامح والمحبة، ليؤكد لاعب منتخب نيوزيلندا جيمس ويلسون بقوله :"نهدي الميداليات التي حصدناها لأرواح الشهداء، وأتمنى من قلبي أن تسعدهم أينما كانوا هذه اللحظة".

الحذاء الأولمبي

كانت لفتة رائعة من اللجنة المنظمة للأولمبياد الخاص للألعاب العالمية نسخة أبوظبي توزيعهم لأحذية رياضية أولمبية رائعة لجميع اللاعبين المشاركين في البطولة بكل مقاساتهم لم تستثني أحداً منهم.

وأكدت شريحة واسعة من اللاعبين وأطقمهم الفنية والإدارية عن سعادتهم الكبيرة بالهدية الثمينة خصوصاً مع العناية الفائقة التي توفرها عيادة الأقدام بمراجعتها لأقدامهم وتقليم أظافرهم وتنظيفها لتأتي الخطوة التالية ارتداء الحذاء الأولمبي الاحترافي بعد التأكد بدقة من مقاس القدم.