السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

واين مايسون.. فارس تدريب عاصر نهضة سباقات الخيول في الإمارات خلال ربع قرن

واين مايسون.. فارس تدريب عاصر نهضة سباقات الخيول في الإمارات خلال ربع قرن

الهندي واين مايسون. (الرؤية)

يسيطر شغف سباقات الخيول على الملايين حول العالم، وذلك نسبة للإثارة والتنافسية اللامتناهية فيها كرياضة لها تاريخ ضارب في جذورنا العربية، وهو شغف يتزايد في الإمارات التي أصبحت رقماً صعباً في هذا المضمار، وهو أمر لم يحدث من فراغ، وإنما نتاج تخطيط ورعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي أدارها برؤية فارس في المقام الأول ومحب للخيل، ليمنح ذلك كله الإمارات رصيداً قدره 27 عاماً من الخبرة في مجال استضافة وتنظيم المنافسات الكبيرة.



في الشق الفني لهذه الإثارة والتنافس، يقف الكثير من الجنود المجهولين، الذي ربما لا يعرف الكثيرون عن أدوارهم المهمة، ومن هؤلاء الهندي واين مايسون.

قصة مايسون تعود إلى سبتمبر 1992، موعد حضوره إلى دبي، قبل أن يضرب بعدها موعداً كفارس تدريب مع دروبا سيلفاراتنام في إسطبلات جبل علي.

وعن هذه الرحلة التي غيرت حياته منذ وصوله إلى دبي، يقول مايسون: «لقد قطعت شوطاً طويلاً منذ أن بدأت في السباق بإسطبلات جبل علي التي أسسها سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم بهدف تعزيز رياضة سباق الخيل في الدولة».

وأضاف: «عندما دخلت مضمار سباق جبل علي لأول مرة، كانت مجرد صحراء في كل مكان، بعدها دبي أصبحت مركز جذب للخيول العالمية من كل صوب، لقد رأيت السباقات من البداية، وعاصرت تطورها، وكذلك تطور دبي بشكل عام».

وأوضح مايسون أنه عاصر صناعة الخيل في الإمارات، وهي منظومة عمل تدار على أعلى درجات الاحترافية، وهي إمبراطورية عملاقة في مجال تحسين أنسال الخيول وإنتاج سلالات متطورة لها دور فعَّال في مضامير السباق المحلية والعالمية.



وقال مايسون إنه شهد أكبر تحول في صناعة الخيل بانطلاق كأس دبي العالمي عام 1996، الأبرز في الروزنامة العالمية، والتي باتت أسطورة السباقات، بل أكبرها وأغناها على مستوى العالم، وحضر خلالها الأسطورة «سيجار» أحد أفضل الخيول على مر العصور في أمريكا.

وأشار إلى أن كرنفال كأس دبي العالمي، منذ تأسيسه قبل 17 عاماً، توافدت خلاله نخبة الخيول العالمية من كافة أنحاء المعمورة للتنافس في الكرنفال الذي يضم 10 سباقات، ويمهد لسباق كأس دبي العالمي الرئيسي في أواخر شهر مارس من كل عام.

ظل مايسون (49 عاماً)، مخلصاً لمجاله وفياً للمهام التي يكلف بها لمدة 25 عاماً من خلال تجهيز الخيول بالتدريبات التي حلقت بكثير من البطولات الكبرى ومنحت الفرسان ألقاباً في بطولات الفرسان حتى تقاعد سيلفاراتنام في أغسطس 2017.

وقال مايسون، الذي انتقل إلى إسطبلات ساتيش سيمار «زعبيل» بعد شهرين من مغادرة سيلفاراتنام، «لقد فتح (سيلفاراتنام) العديد من الأبواب أمامي وأنا ممتن جداً له».

وكانت لدى سيلفاراتنام عين لاكتشاف المواهب في وقت مبكر، حيث لاحظ قدرات مايسون ووفر له امتطاء الخيول كفارس احتياطي من الموسم الأول عندما أقيم السباق بموجب قواعد السباق في 1992-1993.



وكان الفارس الأسترالي مايلز بلمب الفارس الرئيسي لجبل علي، حين كان مايسون يساعده، وحقق 3 انتصارات بالخيول المهجنة الأصيلة في ذلك العام، بما في ذلك ثنائية في أول اجتماع للسباق تحت الأضواء في ند الشبا.



وجاءت ثنائية مايسون على متن «نمر» بإشراف المدرب سيلفاراتنام و«وينج برنس» بإشراف مايكل كيتل في الحفل الذي تألف من ستة سباقات.



وكان هذا هو أبرز ما ميز مايسون في مسيرة ركوب الخيل في الإمارات العربية المتحدة، واستمر كفارس لمدة عشر سنوات، ولكن كان لديه أقل عدد من الخيول القوية حيث بدأ الفرسان المحترفون في الوصول من الموسم الثاني.



مهمة فارس التدريب

فارس التدريب، يمكنه ممارسة ركوب الخيل على جزء معين من العمل، مثل التدريب على العدو، وسيحتاج هذا الفارس إلى ما يكفي من الثقة والتحكم والمهارة والحكم على السرعة للركوب بسرعة محددة لمسافة محددة وفقاً لتعليمات المدرب.

وبعد ذلك، يقدم فارس التدريب ملاحظات مستنيرة حول شعور الحصان، من أجل المساهمة في التحسين المستمر في اللياقة والأداء، في إسطبلات سباقات القفز، ويمكن أن يشمل ذلك أيضاً التعليم فوق الموانع.

ولا يمكن لأي شخص أن يصبح فارس تدريب، حيث إن امتلاك المهارة الجسدية والصلابة الذهنية شرط لذلك، وهناك عدد قليل من المهارات والسمات الأساسية التي يحتاجها، والتي تساعد في تحسين أداء الجواد.

ويقوم الكثير من فرسان التدريب الناجحين، بتجهيز الخيول للفرسان الرئيسيين، لتحقيق انتصارات مبهرة في السباقات الصغرى والكبرى، ويعد من أهم أفراد الفريق الذي يعتمد عليه المدرب، ودائماً الفرسان الأبطال يحظون بالإشادة والأضواء، وهم في «طي النسيان».



دبي نقطة «انطلاق»


يعتقد مايسون، أن كل من جاء إلى دبي من أجل السباقات استفاد على المدى الطويل، وقال إن العمل كفارس تدريب مهم جداً لتحضير الخيول قبل السباقات، لأنها تتيح تجهيز الخيل بدنياً ونفسياً.

وأضاف: «حتى كبار الفرسان استخدموا دبي كنقطة «انطلاق»، مشيراً إلى أبطال أمثال بات سمولين، وجوني مورتاغ، وويلي سوبل، وبريت دويل، وويليام بويك، وجيمس دويل، وكريس هايز، وأويسين ميرفي، تمكنوا من تجهيز خيولهم بإسطبلات جبل علي.