السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

جارالنبي إبراهيم.. 42 عاماً في عيادة الإمبراطور

جارالنبي إبراهيم.. 42 عاماً في عيادة الإمبراطور

جارالنبي إبراهيم. (من المصدر)

على الرغم من كون كرة القدم الحديثة أصبحت منظومة متكاملة، فإن كبار النجوم ما زالوا يتمتعون بالزخم الأكبر في وسائل الإعلام، إذ نادراً ما التفتت الصحف والعدسات لجنود خلف الكواليس، يعتبرون فعلياً هم الصنّاع الأوائل لتلك الإنجازات، بالنظر إلى أدوارهم غير المرئية التي يؤدونها لهؤلاء النجوم.

وعلى سبيل المثال، نادراً ما يتذكر المتابعون أسماء الأطباء في النادي، على الرغم من دورهم المؤثر في حماية النجوم من الإصابات أو علاجهم منها، إن حدثت، ليظلوا بذلك جنوداً مجهولين في عالمنا الرياضي.

ومن بين هؤلاء يبرز السوداني جارالنبي إبراهيم عبدالعاطي أقدم اختصاصي علاج طبيعي بالإمارات ونادي الوصل تحديداً، وعضو الاتحاد الدولي للطب الرياضي، والذي يسلط عليه «العدد الأسبوعي» الضوء في المساحة التالية.

بدايات

تعود بدايات عمل جارالنبي مع نادي الوصل إلى عام 1978 وما زال، حيث عمل اختصاصياً بجميع الألعاب بالنادي وأسهم في تأهيل أكثر من 200 لاعب أصيبوا برباط صليبي أو غضاريف بالإمارات ومن دول مجلس التعاون (البحرين، سلطنة عمان، اليمن، السعودية وقطر)، بجانب معالجته الكثيرين من أبناء بلده، خصوصاً لاعبي المريخ، وجميعهم تماثلوا للشفاء في فترات وجيزة.

ويروي جارالنبي تفاصيل رحلة عمله بالإمارات قائلاً: «عملت مع كل الإدارات التي تعاقبت على نادي الوصل منذ إدارة سمو الشيخ بطي آل مكتوم إلى إدارة راشد بلهول الحالية، وتحت قيادة ربان هذه السفينة سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، رئيس النادي، ولنادي الوصل الفضل في تأهيلي أكاديمياً وعلمياً، وهو دَين في رقبتي لن أنساه ما حييت، وبفضله وصلت إلى مستويات راقية في مجال عملي».



مساهمة مع الإمبراطور

لجارالنبي أدوار بارزة في مسيرة الإمبراطور، حيث كان حاضراً معه في أول بطولة أحرزها النادي بقيادة المدرب البرازيلي نينوس في موسم 1981ـ1982، وكذلك المدرب الأرجنتيني ميغيل الذي حقق في أول موسم له مع الوصل بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، ثم في العام التالي أحرز بطولة الدوري، ثم أتى البرازيلي زوماريو الذي أحرز الثنائية في موسم 2006ـ2007.

وعن هذه التجربة، أكد أن الثلاثي نينوس وميجيل وزوماريو كانوا من أكثر المدربين حرصاً على متابعة إصابات اللاعبين، إضافة إلى العمل بجانب المدرب الدكتور فتحي المكور وهو من أنجح المدربين الذين مروا على تاريخ الإمارات من حيث الاهتمام بحالات اللاعبين قبل وبعد نهاية كل مباراة.

العمل مع نجوم قدامى الوصل

أهّل جارالنبي الكثير من اللاعبين المشاهير في نادي الوصل، أمثال فهد خميس، زهير بخيت، أحمد محبوب، فاروق عبدالرحمن، فهد عبدالرحمن، أحمد شومبي، حمد سلطان، محمد عبيد، خلفان عبدالله والقائمة تطول، كما عمل مع فريق السلة، بقيادة راشد بلهول رئيس مجلس إدارة نادي الوصل الحالي، والعميد عبيد سلطان، واللواء عبدالرحمن سبت، وناجي، والراحل أحمد الجميري، وسلطان ووليد المناعي، وخيام، عادل خميس، وكوكبة من النجوم.

أخطر الإصابات

يعتبر جارالنبي أن إصابة بلع اللسان أو ارتخاء عضلات اللسان بمسماها العلمي التي تسد مجرى الهواء، هي أخطر الإصابات التي واجهها في مسيرته حتى الآن، هذا إضافة إلى إصابة مزدوجة وهي نزيف بالرأس بسبب ارتجاج بالمخ والإغماء، وكلاهما يحتاجان إلى الدقة لكي لا يفقد اللاعب حياته، بجانب الكثير من إصابات الكسور مثل عظمة الترقوة، كسر في اليد، الفخذ، الساعد، الساق، الحوض بجانب خلع الكتف، الركبة، والكوع وغيرها من إصابات الملاعب الخطرة.

محطات عالمية

عمل جارالنبي مع الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» خلال فترة تولي جوزيف بلاتر رئاسته اختصاصياً للعلاج الطبيعي والإصابات الرياضية لحكام كأس العالم للأندية الأبطال، وكرة القدم الشاطئية أيضاً.

وأسهم كذلك في علاج حكام العالم وعلى رأسهم الحكم الإيطالي الشهير كولينا، كما أشرف على إصابة النجم الإسباني سلغادو عندما زارهم في وحدة العلاج الطبيعي والتأهيل بنادي الوصل حيث كان يعاني من إصابة في أسفل قدمه إبان مشاركته في بطولة «بريمير فوتسال» لكرة القدم عام 2017، والتي أقيمت بدبي في نادي الوصل، وضمت هذه البطولة أساطير من ألمع نجوم كرة القدم العالمية.



رحيل وشيك

بعد قضاء 42 عاماً مع الوصل يعتزم اختصاصي العلاج الطبيعي بالنادي أن يغادر منصبه خلال العام الجاري 2020 ويعود إلى بلاده ليواصل مهنته بافتتاح مركز للعلاج الطبيعي، وسيحمل معه كل جميل طوّقه به أبناء الوصل، فقد عرفهم رجالاً قلّ أن يجود الزمان بمثلهم، ودخل بيوتهم، حسبما ذكر لـ«الرؤية» وأصبح واحداً من أبنائهم، وحين تلم به نائبات الدهر يجدهم أمامه وخلفه يتسابقون في إزالة معاناته مؤكداً أنهم أهله وعزوته، والنادي سيظل داره ومقداره.