السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

2004.. أحمد بن حشر يهدي الإمارات أول ميدالية أولمبية

2004.. أحمد بن حشر يهدي الإمارات أول ميدالية أولمبية
لم يكن في مخيلة الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم وهو يبدأ مسيرته مع رياضة الإسكواش عام 1984، أنه سيحتفل ومعه دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً بعد 20 عاماً وتحديداً في 2004 بتحقيق إنجاز تاريخي بحصول الإمارات على أول ميدالية أولمبية بتاريخها في «الرماية» وليس «الإسكواش».

ويعتبر فوز الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم بذهبية الأولمبياد وتحقيق إنجاز تاريخي للعرب وللإماراتيين بحصوله على أول ميدالية ذهبية لدولة الإمارات في مسابقة الرماية «دبل تراب» ذهبية الحفرة المزدوجة في دورة الألعاب الأولمبية أثينا 2004، من أعظم اللحظات في تاريخ الرياضة الإماراتية.

واستطاع الشيخ أحمد أن يحفر اسم دولة الإمارات العربية المتحدة في قائمة الميداليات «الذهبية» للمرة الأولى حيث لم يسبق لها إحراز أي ميدالية أولمبية منذ مشاركتها الأولى عام 1984 في لوس أنجلوس الأمريكية.

بدأت الحكاية عام 1984 أيضاً عندما التقى الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم مع مدرب للعبة الإسكواش في نادي شرطة دبي، والذي أقنعه بممارسة اللعبة، وكان الشيخ أحمد وقتها لا يعلم الكثير عن رياضة الإسكواش، غير أن المدرب أخبره أن هناك مستقبلاً باهراً ينتظره في حال احترافه هذه اللعبة، وهو ما تحقق لاحقاً بالفعل، وفعلاً أعطى الشيخ أحمد اللعبة كل اهتمامه وعنايته، ونجح بالفعل في التأهل إلى مرحلة ربع النهائي في بطولة الإمارات العربية المتحدة بعد أن واظب على التدريبات على يد نفس المدرب لمدة شهر، وفي العام التالي فاز بالبطولة.

وفي عام 1986 شد الشيخ أحمد الرحال إلى ولاية أريزونا الأمريكية من أجل الدراسة الجامعية، وهناك واظب على ممارسة لعبة الإسكواش التي لا تحظى بأدنى اهتمام أو شعبية من أهالي أريزونا، لذلك كان يمارس اللعبة في ملاعب التنس، وعلى الرغم من أنه كان يلعب مع أفضل 20 لاعباً في العالم، إلا أنه كان يقول: «لم أجد لاعباً من بين هؤلاء يمكنني اعتباره مثلي الأعلى في اللعبة وزاد اعتقادي بأن المدرب هو المثل الأعلى والناصح الأمين دائماً».



لم يستمر الشيخ أحمد في ممارسة لعبة الإسكواش إلا كهواية وقرر عام1997 وهو في عمر الـ34 التحول من الإسكواش إلى الرماية، في الوقت الذي كان الكثير يعتزل اللعبة في هذا السن، لكنه عوض الوقت الضائع عندما نال شرف أن يصبح أول رياضي إماراتي يمنح بلاده ميدالية وكانت من المعدن «الأصفر» في تاريخ مشاركتها في الألعاب الأولمبية.

ويقول الشيخ أحمد: «عندما كنت في مقتبل العمر كنت أهوى الصيد، لكنني بدأت التدريب جدياً في منتصف الثلاثينات وكنت أمضي ساعات طويلة في حقل الرماية حتى بعد غياب الشمس حيث كان من الصعب رؤية الأطباق، إلا أنني كنت أعتبر أنه لا بد من بذل جهود مضاعفة لتعويض الوقت الضائع».

وعلى الرغم من أن بداية منافسات الشيخ أحمد بن حشر في مسابقات الرماية بدورة الألعاب الأولمبية «أثينا 2004» لم تكن موفقة حيث حل رابعاً في مسابقة الحفرة الأولمبية، إلا أنه لم يترك خيبة الأمل تؤثر على معنوياته في باقي المنافسات فعوضها من خلال مسابقة الحفرة المزدوجة التي تعتبر اختصاصه الأول فكانت باكورتها منح الإمارات ميدالية ذهبية تاريخية.



وعن هذه الواقعة أوضح الشيخ أحمد في هذا الصدد «صراحة قررت المشاركة في الحفرة الأولمبية قبل 3 أسابيع فقط من حضوري إلى أثينا وكانت مشاركتي كمجرد حصة تدريبية للدخول في أجواء المنافسات قبل الأولمبياد، وحاولت فيها قدر المستطاع لكن الحظ لم يكن حليفي لاعتلاء منصة التتويج بفارق نقطة واحدة».

ولكن في تصفيات منافسات «الحفرة المزدوجة» ضمن الشيخ تأهله إلى الدور النهائي لمسابقة الحفرة المزدوجة بعد أن أصاب 144 من أصل 150 طبقاً، قبل أن ينطلق بقوة في الدور النهائي ويصيب في الجولات الثلاث الأولى 48 و48 و48 طبقاً على التوالي من أصل 50 في كل مرة، ولأنه تقدم على أقرب مطارديه السويدي هاكان داهلبي (138) بفارق 6 نقاط، كان مرتاحاً في الصدارة تماماً ومرشحاً بقوة لإحراز الذهبية قبل خوض الجولة الأخيرة (50 طبقاً) وهذا ما حدث بالفعل حيث حسم النتيجة قبل نهاية المسابقة بخمس محاولات وهو أمر نادر الحصول في هذه المسابقة نظراً لشدة المنافسة على المستوى الدولي.

ولم يخطئ الشيخ أحمد أيّاً من الأطباق الـ30 الأولى في الجولة الأخيرة فوسع الفارق كثيراً عن أقرب منافسيه الذين تميزوا بالعصبية بعد أن فقدوا الأمل، وذكر الشيخ تعليقاً على هذه اللحظات التاريخية في إحدى المقابلات وقتها: «عند انتهاء إحدى محاولاتي في أواخر المسابقة نظرت إلى مدربي الذي أكد لي أن النتيجة حسمت، فغمرتني فرحة كبيرة».