وفي سياق النموذج الأخير، يبدو سائق حافلة الفريق الأول لاتحاد كلباء الباكستاني باتشا علي أحمد عاملاً مؤثراً في أروقة نادي كلباء، خصوصاً أنه ظل مع الفريق لمدة 38 عاماً ما أتاح له فرصة معاصرة جميع مراحل تطور الفريق.
تجول باتشا، الذي انضم للعمل في النادي منذ أن كان في الـ18 من عمره، مع الفريق الأصفر في أكثر من 13 دولة حول العالم وعاش إنجازات الفريق باستثناء الصعود الأول إلى دوري الدرجة الأولى في موسم 1979ـ1980، إلا أنه لن ينسى فترة تألق النمور من عام 1996 حتى 1999 إبان نجومية الرباعي سيف سلطان، عباس علي، نبيل أحمد، ومسعود درويش وهي الفترة التي شهدت سلسلة من الانتصارات والتميز لكتيبة الأصفر على مستوى الدولة وعلى مدار 4 سنوات متتالية.
يحكي سائق حافلة فريق كلباء لـ«الرؤية» عن النجوم واللاعبين المحببين لديه الذين مرّوا على النادي، ويأتي سيف سلطان في مقدمتهم: "أمتعنا سلطان بأهدافه واحتفاله بالملعب، وكان سبباً لسعادة المدينة بأكملها في أوقات كثيرة قبل أن ينتقل إلى نادي العين وينضم إلى المنتخب فترة الثمانينات.. وإلى جانب سلطان هنالك اللاعب عباس علي، نبيل أحمد، ومسعود درويش والأخير يصغرهم سناً فتميزه بالمهارات الفنية العالية أسهم في أن يلعب بجوار الكبار".
محطات وذكريات
يقول باتشا عن بداياته مع النمور: "التحقت بالعمل في كلباء (19 سبتمبر 1982) قبل أن ينتقل النادي إلى مقره الحالي، وكان وقتها أحمد فكري رئيساً، بدأت كمندوب وعامل مهمات، وبعد 6 أشهر حصلت على رخصة القيادة من الدولة وكُلفت بقيادة حافلة الفريق الأول منذ ذلك الوقت وما زلت، وشهد عام 2000 أولى رحلاتي الخارجية مع الفريق بمعسكراته التحضيرية، وزرت النمسا التي تم اختيارها لمقر معسكر الفريق آنذاك، ثم 2001 إلى تركيا، التشيك، سلوفاكيا، تونس، ومصر، فالنادي منحني فرصة زيارة أكثر من 13 دولة حول العالم، وأنا ممتن لجميع الإدارات التي عملت معها لما قدموه من دعم فكانوا نعم الأخوان والأسرة الواحدة.
مالابا حالة خاصة
يذكر باتشا أنه تعامل مع عدد من أجانب الفريق المميزين منذ فترة الثمانينات ومنهم الغاني جورج أدموني الذي أمتع جماهير الأصفر آنذاك، لكنه يرى أن مهاجم الفريق الحالي التوغولي بينيل مالابا هو الأميز كونه نجماً يمتلك مهارات بلا حدود داخل الملعب.. كما أنه مرح خارجه، خصوصاً أثناء عودتهم المتأخرة من المباريات التي تقام في أبوظبي أو المنطقة الغربية في أوقات متأخرة من الليل، فهو يجلس بجانبه ويمازحه حتى لا يغفو في النوم.
وعن أصعب المواقف التي مر بها مع النادي قال: «في عام 1988 تعرضنا لحادث سير وهو الوحيد منذ أن كلفت كسائق ووقع بمنطقة دفتا بالفجيرة وكان برفقتي حارس المرمى آنذاك عبدالله موسى قادمين من أبوظبي مقر عمله ليلحق بالفريق ويشارك في مباراة مهمة بالدوري سيخوضها بملعب الأصفر، واصطدمت سيارتنا بقوة بناقلة محمّلة بالديزل ومن صعوبة الحادث تم إلغاء السيارة لكننا نجونا بأعجوبة منه».
وعن تأثره بالتغيير الذي يطال إدارات النادي باستمرار قال: «لم أعانِ أبداً من التغيير بمجلس إدارة النادي فجميعهم عملت بجانبهم عندما كانوا لاعبين أو إداريين للمراحل السنية، ويتعاملون معي بكل احترام وتقدير وهذا ما شجعني للاستمرار في قلعة النمور، ولكن محمد عبيد اليماحي نائب رئيس شركة كرة القدم السابق كان الأقرب إلى قلبي».
وباتشا له ولدان وبنتان وجميعهم درسوا هندسة الإلكترونيات، وينوي سائق حافلة النمور بعد عامين مغادرة النادي والإمارات ككل بعد مسيرة عملية طويلة داخل أروقة الأصفر تصل إلى 40 عاماً.