الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

المدرب الخليجي.. صنعته الصدفة وينتظر الفرصة

المدرب الخليجي.. صنعته الصدفة وينتظر الفرصة

شهدت كرة القدم في دول الخليج العربي تطوراً لافتاً على المستويات كافة، إلا أن نظرة إدارات اتحاداتها وأنديتها ظلت ثابتة تجاه المدرب الخليجي كما هي، إذ يعد «الخليجي» مدرباً للطوارئ، يسد النقص حتى موعد الفراغ من قراءة السير الذاتية لمدربين أجانب، يتولون المهمة ليصبحوا هم القاعدة و«الخليجي» هو الاستثناء.



وبدورهم، يرفض المدربون الخليجيون، هذا الدور، ويشكون التهميش، ويقولون إن إمكاناتهم وتأهيلهم الأكاديمي والمعرفي يفوق في الكثير من الأحيان ما يمتلكه الأجانب، بحسب رأيهم.

ومن جهتها، تسوق إدارات الأندية في دول الخليج العربي، العديد من المبررات لإغلاق باب التعاقد مع المدرب الوطني من أبناء المنطقة، أبرزها، بحسب ما أكدوا لـ«الرؤية الأسبوعي»، عدم احترافهم للعمل التدريبي، وعدم تفرغهم بشكل تام والارتباط بمهن أخرى في دولهم لتأمين معاشهم، وهو أمر ينفيه العديد من المدربين الخليجيين الذين شددوا على تفرغهم وجاهزيتهم لتولي أي مهمة تدريبية، وفي زحام الجدل هناك حالات فردية ناجحة لها بريق لكنها لم تنجح في فتح الطريق.

الصدمة.. لا وجود خارجياً وخجول داخلياً

بإلقاء نظرة سريعة على أغلب دوريات المنطقة الخليجية، يتبين عدم وجود أي مدرب خليجي يحترف مهنة التدريب خارج بلاده في تلك الدوريات، حيث تخلو دوريات الإمارات، السعودية، عمان، الكويت، البحرين تماماً من أي مدرب خليجي، أي من دولة خليجية أخرى يعمل في أنديتها.

وعلى صعيد المدربين الوطنيين نجد أرقامهم خجولة، حيث يتواجد في الدوري الإماراتي، مدرب الشارقة عبد العزيز العنبري، ومدرب الوصل سالم ربيع من أصل 14 مدرباً.

وفي الدوري السعودي يتواجد مدرب مواطن وحيد هو السعودي خالد العطوي مدرباً لفريق الاتفاق الذي حقق معه نتائج إيجابية في الموسم الماضي، جعلت إدارة النادي تمدد عقدها معه حتى موسم 2022.

ويتصدر الدوري العماني الدوريات الخليجية، بتواجد أكبر عدد من المدربين المواطنين إذ يتواجد 5 مدربين عمانيين من أصل 14 مدرباً لأندية الدوري، وهم رشيد جابر مدرب ظفار، إبراهيم صومار مدرب مسقط، عيسى الغافري في الرستاق، هيثم العلوي مدرب فنجاء، فاروق عبد الله مع نادي العروبة.

فيما يتواجد في الدوري الكويتي 4 مدربين مواطنين من أصل 10 وهم: سلمان عواد مدرب السالمية، أحمد عبد الكريم في النصر، يوسف جالي مدرب الساحل، جمال القبندي مع نادي التضامن، فيما لا يتواجد أي مدرب خليجي يعمل لصالح الأندية الكويتية أسوة بالدوريين الإماراتي والسعودي.

وفي الدوري البحريني يبلغ عددهم 4 مدربين في 8 أندية تمثل الدوري البحريني وهم: علي عاشور مدرب الرفاع، محمد الملقة في الحد، محمد الشملان مع المنانة، عارف العسمي مدرب الحالة.

الذوادي: ابحثوا عن السماسرة وتدوير الفاشلين



المدرب البحريني السابق والمحلل الفني رياض الذوادي، أرجع عدم احتراف المدرب الخليجي في دوريات المنطقة وإغلاق الأبواب أمامه إلى عدة أسباب أبرزها، وقوع إدارات الأندية تحت تأثير مكاتب التعاقدات التي يديرها الوسطاء والسماسرة، الذين بدورهم يعملون على تدوير المدربين الفاشلين تحديداً القادمين من شرق أوروبا على حد وصف الذوادي. وأضاف الذوادي: «أغلبية هؤلاء المدربين مؤهلاتهم الفنية ضعيفة مقارنة ببعض المدربين الخليجيين أصحاب الكفاءة الفنية إلا أن الوسطاء يقفون حائلاً دون تعاقد الأندية معهم».



وأردف الذوادي: «المتابع لحركة انتقالات المدربين في دول الخليج يجدهم متجولين في تلك الدول، بشكل أشبه بإعادة التدوير وهذا بتخطيط دقيق من الوسطاء الذين يعملون على انتقال المدربين الأجانب بين دوريات الخليجية، فكثيراً ما تشاهد المدرب يعمل في منطقة الخليج العربي لمدة تفوق 15 عاماً، حيث يبدأ على سبيل المثال في السعودية ومن ثم يذهب إلى الإمارات بعدها الكويت وهكذا».

وشدد الذوادي على أن المدرب الخليجي لن يجد فرصة للاحتراف في ظل فرض السماسرة لسطوتهم على سوق انتقالات المدربين، وذلك بإغلاقهم الباب أمام المدربين الخليجيين، يضاف إلى ذلك عدم وجود رؤية واضحة من الاتحادات والأندية الخليجية لدعم المدرب المواطن صاحب الكفاءة، حتى يستطيع أن يجد فرصاً للعمل في دوريات المنطقة.

العنبري والعطوي.. استثناء يدعو للفخر



تظل تجربة مدرب الشارقة عبد العزيز العنبري، جديرة بالاحتفاء نسبة للنجاحات التي حققها والتي تحسب في رصيد المدرب المواطن والخليجي، بقيادته الشارقة لتحقيق درع دوري الخليج العربي بعد غياب دام 23 عاماً، وكذلك الفوز بكأس السوبر الإماراتي، وصناعة فريق مستمر في المنافسة على البطولات، وأن يكون المرشح الأول في الإمارات للفوز ببطولة الدوري وجميع المسابقات الأخرى.



ونظراً لتلك الرحلة المتميزة مع الشارقة، كافأت إدارة الملك مدربها بتوقيع عقد هو الأطول في تاريخ المدربين الإماراتيين في عصر الاحتراف، بتجديد عقده حتى 2022، بعدما استعانت به الإدارة في الجولة الخامسة للدوري موسم 2017 – 2018 كمدرب مؤقت لتوقع معه في نهاية الموسم عقداً لموسمين، ويتم تجديده في أكتوبر الماضي 2020 مرة ثانية.



إلى جانب العنبري، يعتبر المدرب السعودي الشاب خالد العطوي صاحب تجربة ناجحة، وذلك باستمراره للموسم الثاني على التوالي مدرباً لنادي الاتفاق، بعدما حقق نتائج مميزة في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، الذي يعد من أفضل الدوريات الخليجية بالنظر للكفاءات التدريبية المحتشدة فيه، والصرف المالي الكبير لأنديته، مما يعني أن وجود مدرب سعودي على رأس نادٍ للموسم الثاني يعتبر نجاحاً كبيراً للمدرب المواطن.



عبيد: قرار الإقالة جاهز للخليجي



مدير الفريق الأول لنادي النصر الأسبق خالد عبيد، ذهب إلى أن أزمة المدرب لا تكمن في فشله بتحقيق النتائج الإيجابية فهذا أمر طبيعي، ويحدث مع العديد من المدربين الكبار من الأجانب.



وأضح: «عندما يتعرض الأجنبي لهزائم لا يقابل بالنقد العاجل، بعكس المدرب المواطن من دول الخليج العربي، فالنظرة تكون مختلفة وردة الفعل التي يجدها من قبل الإعلام أو المشجعين تكون أكبر وأسرع بصورة أقرب للاستهداف، وسرعان ما تجد إدارة النادي المعني اتخذت قرار الإقالة».



ويكمل عبيد: «ما يعزز وجهة نظري هو عدم وجود وكلاء أو وسطاء يثقون في قدرات وإمكانات المدرب الخليجي رغم وجود أسماء خليجية حققت نتائج كبيرة وإنجازات مع المنتخبات أو الأندية، لكنها الآن عاطلة عن العمل، فهذا يعد أمراً غير منصف في حين أن مدربين أصحاب كفاءة متدنية تجدهم يعملون في أندية كبيرة في دوريات الخليج».

خلف ملفي:مدرب طوارئ.. و«أين مهدي»؟



الناقد الرياضي السعودي خلف ملفي، يرى أن النظرة للمدرب الخليجي ما زالت هي نظرة مدرب الطوارئ الذي يستعان به في وقت الأزمات، بجانب أهمية وجوده كمساعد للمدرب الأجنبي لمساعدة الأجنبي في الأمور التي ستكون عصية عليه بخصوص اللاعبين ولإيجاد حلقة وصل بينه واللاعبين لإيصال ما يريده منهم الأجنبي.



وأشار إلى أن تجربة الإمارات والسعودية الناجحة مع المدرب المواطن كانت في المنتخبات، بحيث أتيحت لهم الفرصة ووجدوا الدعم اللازم في مراحل سابقة وحقق نجاحات كبيرة إلا أن التجربة لم تستمر طويلاً مثلما حدث مع مدرب الإمارات الوطني مهدي علي، والآن هو بلا عمل رغم الإنجازات الكبيرة مع منتخب الإمارات في مراحل سابقة.



وأضاف ملفي: «في السعودية الجميع يتذكر تجربة خليل الزياني كعميد للمدربين السعوديين علماً بأنه قاد الأخضر للتتويج بلقب كأس آسيا 1984، وهو اللقب الأول من ضمن 3 ألقاب حققتها السعودية في البطولة، ولكن المحصلة بشكل عام لم تمضي نحو الأفضل كما كان يتوقع الجميع».



وأردف: ما يقدمه المدرب السعودي خالد العطوي مع الاتفاق يعتبر تجربة استثنائية لا تتكرر كثيراً، عطفاً على ما حدث مع مدرب الهلال السعودي سامي الجابر الذي وقع عقداً احترافياً لمدة طويل مع أزرق الرياض ولكنه لم يستمر طويلاً بعد إكمال موسمه الأول، ولهذا أرى تجربة العطوي استثناء، بالرغم من تواجد المدربين السعوديين على مستوى منتخبات المراحل السنية في اتحاد القدم. وعاب ملفي على المدربين الخليجيين بشكل عام والسعوديين خاصة عدم تفرغهم لمهنة التدريب واحترافها بصورة رسمية عدا الثلاثي (خالد العطوي

وسعد الشهري وفيصل البدين)، فهؤلاء يحترفون التدريب، ولكن البقية لديهم وظائف حكومية ويأخذون إجازات عن العمل عندما يكونون مرتبطين بعمل مع الأندية، فهم يخططون للاحتفاظ بالوظائف الحكومية حماية لأنفسهم في ظل عدم وجود عقود طويلة الأجل من إدارات الأندية التي لا توقع معهم مثلما تفعل مع الأجانب الذين يوقعون عقوداً قابلة للتجديد بمزايا وراتب مغرية، حتى وإن كانوا مدربين مغمورين، فيأخذون مبالغ كبيرة للغاية، وتبخل الإدارات بربعها على المدربين الوطنين وتمنحنهم مبالغ زهيدة، ولهذا السبب نجد احترافهم التدريبي مظهراً فقط.

إسماعيل: مواطنون أكفاء بلا عمل



هاجم المحاضر الآسيوي في حراسة المرمى ومدرب حراس منتخب الإمارات السابق حسن إسماعيل، إدارات الأندية قائلاً: «بعض الإدارات تقف عقبة في طريق المدرب المواطن، والدليل هو وجود مدربين مواطنين من الكفاءات حالياً بلا عمل، ونشاهد أجانب أصحاب قدرات تدريبية متدنية يعملون في الأندية، والطبيعي هو أن تدعم تلك الإدارات المدربين المواطنين وتمنحهم الفرصة للعمل، وهذا ليس على سبيل المجاملة وإنما لكفاءتهم التدريبية التي نالوها عبر الخبرات التراكمية والتأهيل المستمر، فلماذا لا نجد الفرصة للعمل منذ بداية الموسم وتوفر لنا كافة الإمكانات التي يجدها الأجانب، ومن ثم تكون المحاسبة في نهاية الموسم، بدلاً من طريقة التعامل معنا كمدربي إنقاذ للفرق من الهبوط وننجح في ذلك ثم تتم إقالتنا ليأتي الأجانب للعمل».

وأضاف: «ظللنا نشاهد أشياء غريبة تحدث في أنديتنا وهي منح الفرص للمدربين الأجانب على حساب المواطنين وتصعيدهم من تدريب فرق المراحل السنية ليكونوا مدربين للفريق الأول للمرة الأولى في حياتهم بلا خبرات سابقة أو مؤهلات تدريبية عالية ولا حتى رخص تدريبية تخوله ممارسة التدريب على مستوى دوري المحترفين، وتوفير جميع الإمكانات لهم للنجاح سواء باستقطاب اللاعبين المميزين الأجانب أو المواطنين الجيدين، والشواهد كثيرة لدينا فكم من مدرب أجنبي أتي به ليكون مدرباً للأكاديمية أو الرديف وجد نفسه مدرباً لفرق عريق في دورينا، وصنع لنفسه اسماً واكتسب خبرات عديدة، وفي المقابل تحرم الكفاءات الوطنية من ربع هذه الفرصة».

وأردف: «المدرب الوطني يحمل رخصة تدريب المحترفين الآسيوية لكنه يعاني من البطالة، في حين يعمل الأجانب الذين لا يحملونها بكل أريحية وتمنح لهم الاستثناءات».

إدارات أندية: شهاداتهم التدريبية «مجاملة»

أكدت إدارات الأندية أن المدرب الخليجي هو الذي لم يثبت وجوده بالصورة الكافية، ثم يتم اللجوء إليه في الطوارئ، ويصبح الأجنبي خياراً دائماً وثابتاً، فقد دافع عضو مجلس الإدارة في نادي الشباب البحريني حسن سعيد عن إدارات الأندية قائلاً: «ليس من حق المدربين الخليجين إلقاء اللؤم على إدارات الأندية الخليجية في عدم إيجاد فرص عمل لهم سواء في دولهم أو دول الخليج العربي بصفة عامة، فالواقع الذي نعيشه في دول الخليج العربي يقول إنهم لا يملكون العقلية الاحترافية».



وأضاف سعيد: «عندما نصل إلى مرحلة الاحتراف الكامل مستقبلاً، سيكون بمقدور المدربين الخليجيين الاحتراف في دولهم، وسيجدون الفرصة الكاملة للعمل داخل بلدانهم، ولكن حالياً لن يحدث ذلك، نسبة لعدم وجود مدربين خليجيين يحترفون التدريب بشكل كامل، ولا توجد لديهم مهن أخرى أو تقاعدوا عن العمل بسبب بلوغهم سن المعاش، وهذا لا يعني أنه تفرغ للتدريب فالمتقاعدون في دول الخليج العربي لديهم معاش تقاعدي، فالتفرغ الحقيقي يكون بالاعتماد على التدريب كمهنة منذ البدايات، وعدم العمل في أي مهنة خلافها، فلا يمكن أن يكون المدرب مؤمناً لحياته عبر معاشه الحالي أو التقاعدي، ويتعامل مع التدريب كدخل إضافي وفي أوقات الفراغ، فبكل تأكيد لا يمكن أن نطلق عليه مدرب محترف».



وتابع: «عاصرت الحركة الرياضية في البحرين ودول الخليج العربي منذ أكثر من 40 عاماً وكنت لاعباً حتى صرت إدارياً ولهذا أعرف كل الخبايا بهذا المجال وأجزم بأنه ليس هناك مدرب خليجي يذهب إلى التدريب دون المرور بالوظيفة الحكومية أو الحصول على معاش تقاعدي، فجميعهم يخافون المصير المجهول ويبحثون عن تأمين حياتهم، ويعلقون الاتهامات على شماعة إدارات الأندية بأنها لا ترغب في التعاقد مع المدرب المواطن وهذا أمر غير صحيح فهم من الأساس غير محترفين لمهنة التدريب».



وفيما يتعلق بالحلول لأزمة بطالة المدربين المواطنين، قال عضو مجلس إدارة نادي الشباب البحريني: «خلال عملي المتواصل في نادي الشباب لما يزيد عن 28 عاماً، تعاقدت مع مدربين كثر ومن جنسيات كثيرة، إلا أنني أرى أن المدرب الخليجي يريد أن يأخذ أمولاً كثيرة دون أن يعطي، وعندما يقال هذا مدرب محترف، فذلك يعني أنه يعمل ما لا يقل عن 10 ساعات في اليوم بكرة القدم، وليس أن يأتي إلي المدرب في الحصة التدريبية بعد نهاية دوامهم الحكومي أو في شركته، ويبقى لمدة ساعتين في الحصة التدريبية ويغادر».



وأردف: « هذا حتماً لا يمكن أن نطلق عليه صفة مدرب محترف، ولهذا أنصحهم بتقبل واقعهم والعمل على تعلم أسس الاحتراف الصحيحة وأداء واجباتهم التدريبية الاحترافية بصورة سليمة وأن يكونوا متفرغين للتدريب تماماً».



وأردف رداً على ادعاءات بعض المدربين الخليجين بأنهم مؤهلون وحاصلون على شهادات تدريبية عالية من الاتحاد الآسيوي ولا يجدون فرصة عمل مقابل الإتيان بأجانب غير مؤهلين بقوله: «الشهادات لا تصنع مدربين، وإنما العمل الفني داخل الملعب هو من يحدد ما إذا كنت مدرباً جيداً أم لا، وللأمانة والحقيقة فهناك بعض المدربين في البحرين ودول الخليج العربي منحوا شهادات الاتحاد الآسيوي عن طريق المجاملة وليس الكفاءة، ولهذا يجب عليهم أن يطوروا من أنفسهم وينموا قدراتهم ويرتقوا بإمكاناتهم، وألا يستسهلوا أمر التدريب، ويتخلصوا من دور أنهم ضحايا لقرارات الإداريين في الأندية، ولا يرغبون فيهم، فنحن لا نتعامل مع ملف التدريب بالجنسية وإنما بالكفاءة والسيرة الذاتية المميزة و شخصياً لا أنظر إلى لون جواز المدرب أو اللاعب، الدليل عملوا مدربين أجانب وعرباً وبحرينيين منهم رياض الذوادي في 2001 وكانت مرحلة صعبة وحقق فيها نجاحاً منقطع النظير، وكان اختياره بناء على متطلبات تلك المرحلة».

الهاشمي المدرب الخليجي متواضع القدرات



أوضح رئيس نادي البشائر العماني راشد الهاشمي، أن تواضع قدرات المدرب الخليجي هو ما جعل إدارات الأندية تحجم عن التعاقد معه، بصورة دائمة وإنما تفضل اللجوء إليه في حالات الطوارئ، وعندما نقارن أدواته وقدراته التدريبية مع المدرب الأجنبي حتماً ستكون فرصه في العمل ضيقة جداً، والفرص المتاحة أمام المدربين الخليجيين للتأهيل ضعيفة للغاية، في ظل ضعف الدوريات الخليجية وعدم قدراتها على إبراز مدربين مميزين، عكس ما يحدث في أوروبا، فيظلون أسارى لتجارب ضعيفة ودوريات متدنية، وكل من يريد أن يطور من نتائج ناديه لا يتعاقد معهم.



وأضاف: «قليل جداً من المدربين الخليجيين من كسروا تلك القاعدة مثلما حدث مع مدرب منتخب الإمارات الأسبق مهدي علي فهو من قلة استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة وترفع من أسهم المدربين الخليجيين، علماً بأنه عمل على تأهيل نفسه بالذهاب إلى أوروبا لحضور دورات المعايشة والتعلم من المدربين هناك، ولكن عندما ندقق النظر في تجارب بقية المدربين الخليجيين عندما يتم إسناد تدريب المنتخبات الوطنية أو الأندية إليهم نجدهم يواجهون صعوبات عديدة، ما يؤدي لفشل تجاربهم بسبب عدم امتلاكهم للخبرات أو القدرات التدريبية، التي تقودهم إلى النجاح».



وأرجع الهاشمي عدم تعاقدهم كإدارات أندية مع المدربين الخليجيين، إلى عدة أسباب على رأسها تواضع القدرات والإمكانات وعدم وجود ثقافة البطولات لديهم، «كيف نقوم بالتعاقد معهم وهم لم يحققوا أي بطولات مع الأندية التي دربوها سابقاً، وكذلك لديهم ارتباطات لا يريدون التخلي عنها سواء كانت أسرية أو وظيفية، فهو لا يريد إعطاء التدريب كل وقته، وإنما وقتاً محدداً بساعات قليلة في اليوم، عكس الدول الأوروبية التي يمنح مدربوها حياتهم للعملية التدريبية تماماً». ونفى الهاشمي، أن يكون هناك تحامل من قبل إدارات الأندية على المدربين الخليجيين أو المواطنين، موضحاً أن إدارات الأندية هدفها الأساسي هو تحقيق النجاح وبالتالي تبحث عن المدرب الذي يحقق لها تطلعاتها، ولذلك هي معذورة عندما تتعاقد مع المدرب الكفاءة الذي لديه القدرة على إنجاز أهدافها، فمن هذا المنطلق فهي لا تتحامل على المدرب المواطن أو الخليجين.



ودعا رئيس نادي البشائر العماني، المسؤولين عن الرياضة في دول الخليج العربي لضرورة الاهتمام بالمدرب المواطن والعمل على تأهيله ورفع قدراته، بابتعاثهم إلى أوروبا للمعايشة وغيرها من الأمور التطويرية حتى يكون في مقدورهم منافسة الأجانب وطرح أنفسهم كمدربين جيدين.

اليماحي: جلوسهم بلا عمل يدمر مستقبلهم



أقر رئيس مجلس إدارة نادي الفجيرة ناصر اليماحي، بصعوبة احتراف المدربين الخليجيين في الدوريات الخليجية الأخرى، مؤكداً أنهم بحاجة أولاً لإيجاد فرص عمل حقيقية في دولهم لاكتساب الخبرات المطلوبة.

وأضاف: «المتابع لمسيرة المدربين الخليجيين الذين يتولون أمر تدريب الأندية في دولهم يجدهم يحققون قفزات بسيطة للغاية في مستويات ونتائج الفرق التي يتولوا تدريبها، وبالتالي لا يستمرون لفترات طويلة، وتقوم الإدارات باستبدالهم بالأجانب، وعدد قليل جداً استمروا للموسم الثالث على التوالي في تدريب الأندية الخليجية كما نلاحظ تجربة عبد العزيز العنبري في تدريب نادي الشارقة».



وأكمل: «من المشاكل التي يعاني منها المدرب الخليجي الفترات الكبيرة التي يقضيها دون عمل، مقارنة بالفترات القصيرة التي يكون فيها متواجداً، وإن كان ذلك عن طريق الطوارئ، ولذلك حتماً سيجدون صعوبة في العودة إلى العمل مرة أخرى».



وتابع اليماحي: «كذلك الحال نفسه في تدريب المنتخبات، فلم نشاهد مدرباً خليجياً برز على صعيد المنتخبات الخليجية بتقديم نفسه، كمدرب جديد وصاحب إمكانات عالية تغري الاتحادات أو الأندية بالتعاقد معه، علماً بأن من نجح في وضع بصمة تشير إليه على مستوى تدريب المنتخبات من بين جميع المدربين الخليجيين هما الإماراتي مهدي علي، والسعودي خليل الزياني، ومن دون ذلك لم نشاهد أسماء تدريبية حقيقية، وحسب علمي فإن مهدي علي وجد عروضاً احترافية في دول الخليج العربي ولكن لظروف خاصة به لم يوافق عليها ولم يذهب لخوض التجربة».



ولإيجاد مخرج من تلك الصعوبات التي يواجهها المدرب الخليجي دعا اليماحي إلى ضرورة تنبي خطط تعاون بين الاتحادات الخليجية لكرة القدم بخصوص تبادل الخبرات التدريبية لتطوير ورفع كفاءة المدرب الخليجي للمستقبل، وحتى وإن بدأ التعاون على مستوى المراحل السنية ثم يرفع تدريجياً، وذلك لتعزيز الثقة في المدرب الخليجي مستقبلاً، وأن يكون التبادل على غرار تبادل الحكام الذي كان معمولاً به في وقت سابق.

مسفر تجربة لم تدم طويلاً



خاض المدرب الإماراتي عبد الله مسفر تجربة احترافية في نهاية عام 2016 مع منتخب الأردن كأول مدرب إماراتي يحترف خارجياً بتسلمه لمهام تدريب النشامى، الذي كان يستعد وقتها للتأهل لنهائيات كأس آسيا 2019، التي نظمت في الإمارات العام الماضي. وبالرغم من النتائج الإيجابية التي حققها مسفر إلا أن التجربة لم تدم طويلاً لتنتهي في أكتوبر 2017، بعدما بدأت في ديسمبر من العام السابق له، لتغلق صحفة كان من الممكن أن تكون بداية قوية لانفتاح المدرب الخليجي خارج أسوار بلاده، ولسوء النتائج في المباريات الأخيرة التي خاضها مسفر مع النشامى وبسبب الإصابات وعدم اكتمال صفوف المنتخب قرر مسفر الترجل عن منصب المدير الفني لمنتخب الأردني مقدماً استقالته عن تدريب منتخب النشامى والعودة إلى بلاده الإمارات ليخوض عدداً من التجارب المحلية المتقطعة في السنوات الماضية وحالياً هو بلا عمل.



مهدي علي.. بريق لم يفتح الطريق!



يعتبر مدرب منتخب الإمارات الأسبق مهدي علي من النماذج التدريبية صاحبة الشهرة الواسعة خليجياً وآسيوياً، بالنظر لمسيرته المميزة على صعيد المنتخبات في ظل النجاحات التاريخية التي حققها طوال مشواره مع «الأبيض»، بحصوله على الألقاب، والتأهل لأولمبياد لندن 2012، وحصوله على كأس آسيا للشباب 2008 والصعود لكأس العالم للشباب، وفضية دورة الألعاب الآسيوية.

وسلطت تجربة مهدي علي الأضواء على المدربين الخليجيين، وأكدت أنهم يملكون القدرات ولكنها بحاجة إلى دعم المسؤولين في دولهم، وفي حال توافر تلك العناصر حتماً سيكون النجاح من نصيبهم مثلما أثبت ذلك فعلياً مهدي علي في وقت سابق، وعلى الرغم من نجاح وبريق مهدي علي إلا أن هذا البريق لم يفتح الطريق بالصورة المتوقعة لغيره من المدربين.