الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

لاعب بني ياس السابق عبدالجليل راشد: الرفاهية شغلت لاعب اليوم عن الكرة

لاعب بني ياس السابق عبدالجليل راشد: الرفاهية شغلت لاعب اليوم عن الكرة

لاعب بني ياس السابق عبدالجليل راشد. (من المصدر)

يعد عبدالجليل راشد واحداً من الأسماء الراسخة في ذاكرة جماهير بني ياس، لجهة انتمائه لما تطلق عليه جماهير السماوي الجيل الذهبي لفريقها.

وارتدى راشد قميص بني ياس لما يربو على عقد كامل نجح خلاله في قيادة الفريق للتتويج بكأس رئيس الدولة لكرة القدم في موسم 1992- 1993 وهو أول وآخر لقب للفريق في المسابقة الأغلى، قبل أن يشق مسيرته الإدارية والإشرافية النيرة مع الفريق بعد ذلك.

وطالب راشد في حواره مع «الرؤية الأسبوعي» الأجيال الجديدة بتحويل جل تركيزهم لكرة القدم، والتغاضي عن الأمور المالية، التي بحسبه شغلت الكثيرين عن الأهم وهو الاستمرار والتفوق


في كرة القدم.


وسرد راشد في حواره الكثير من الأسرار عن تفوق أبناء جيله واختلافهم عن لاعبي اليوم، قبل أن يقدم نصائح ذهبية لصغار اللاعبين، تعينهم في مسيرتهم في عالم المستديرة.

• كيف كانت بدايتك كلاعب كرة؟

كنت كأي طفل ألعب كرة القدم في منطقتي مع أصدقائي، وشهدنا افتتاح نادي بني ياس عام 1981 وأنا بسن الـ11 من عمري وأتذكر جيداً يوم افتتاح النادي كنت من ضمن الأشبال المشاركين بالافتتاح، ولا أنسى كيف كان أهالي المنطقة يستفيدون من أرضية الملعب الخضراء للجلوس عليها والاستمتاع بالأجواء، حيث امتازت أرضية الملعب بقوتها وعدم تأثرها، حيث كنا سعيدين بوجود أرض خضراء في منطقتنا، وكنا كأشبال صغار نتدرب بجوار النادي ببيت شعبي.

أما بخصوص مشواري كلاعب في فريق بني ياس، فقد تدرجت في النادي بداية من فريق بني ياس من مدرسة الكرة، وصولاً للفريق الأول في نهاية الثمانينات، ومن أبرز إنجازاتي بقميصه هو تحقيقنا كفريق بطولة كأس رئيس الدولة في موسم 1992- 1993.

• خلال مسيرتك مع السماوي ما أصعب مباراة خضتها معه؟

مباراتنا أمام الوصل لتحديد بطل الدوري، كانت مباراة صعبة والوصل من الفرق المرشحة للحصول على بطولة الدوري وانتهت بالتعادل، أيضاً مباراتنا ضد النصر في كأس رئيس الدولة كانت الأصعب والأجمل وفرصة عمر لنيل اللقب ولم تتكرر.

• هل تتذكر أول راتب حصلت عليه؟

عندما كنت في الناشئين لم نكن نتقاضى رواتب بالمفهوم الحديث، لبساطة ذلك الزمن، بل كانت عبارة عن وجبات طعام في كيس صغير يحتوي على شوكولاتة مارس وتويكس وحبة موز، لقد كنا سعيدين بها جداً ونتناولها بعد كل تمرين، لكن عندما صعدت للفريق الأول استلمت 3000 درهم فقط.



• الآن يتحدث كثيرون من عشاق السماوي عن زمنكم بأنه الذهبي لبني ياس.. برأيك ما أسرار ذلك التفوق؟

لكل مرحلة ظروفها، ونحن ظروفنا كانت مختلفة، لقد كنا على قلب واحد ولا نفترق داخل وخارج النادي، الانسجام والحب بيننا كبير جداً، ولم يكن هناك شيء يشغلنا سوى كرة القدم، ولا وجود للاعب من خارج أبناء النادي والمنطقة بيننا، أتذكر أنني في نهائيات كأس رئيس الدولة كنت مصاباً وكنت بين كل مباراة والأخرى في الأدوار الأخيرة أتعالج علاجاً فردياً ولا أتمرن، من أجل المشاركة مع الفريق، وأضغط على ألمي حباً بكرة القدم، كما أتذكر أنه لا وجود للتفريغ من عملنا، حيث كنت أعمل صباحاً وأيضاً أتمرن وألعب مساءً.

• هذا يقودنا لسؤال طالما تكرر كثيراً.. ما الفرق بين جيل الأمس واليوم؟

في رأيي جيل اليوم يتمتع بدعم متكامل، نذكر على سبيل المثال الإعلام الذي يعكس ويحفز على التألق، وأيضاً الجانب المالي.. ولكن ثقافة اللاعبين والمستويات الفنية والانسجام يختلف بين جيلنا وجيل اليوم، في تقديري الرفاهية والرواتب العالية شغلت لاعب اليوم عن كرة القدم، ولهذا لا وجود للاعب ثابت المستوى نتيجة حياته خارج الملعب.

• أول وآخر مباراة شاركت بها؟

أول مباراة كانت أمام نادي الإمارات مع كابتن عبدالوهاب مدرب بني ياس، أما آخر مباراة لي مع نادي بني ياس ضد نادي الشباب سابقاً 2001-2002، ومن بعدها ودعت الملاعب، وانتقلت للإشراف على أكاديمية بني ياس وأتذكر أنه كان ضمن فريق الأكاديمية الراحل النجم ذياب عوانة والدولي عامر عبدالرحمن.

• حدثنا عن محطاتك بعد خلع قميص السماوي؟

توليت في الفترة من 2001 حتى 2005 الإشراف على قطاع الناشئين في بني ياس، وبعد ذلك ولمدة عامين أصبحت مديراً لفريق السماوي، وبعدها انقطعت لمدة عن النادي، قبل أن أعمل في الفترة من 2015 وحتى 2017 مشرفاً على أكاديمية نادي الجزيرة ومدارس الكرة، وبعد ذلك عدت إلى بني ياس في 2017 في منصب مدير الفريق وصعدت معه إلى المحترفين.

• والآن، أين عبدالجليل راشد؟

تركت الرياضة من 3 سنوات لأتفرغ لأسرتي وعملي ومتابعة ابني طلال عبدالجليل، وهو مدافع أيمن في رديف بني ياس، ومنتخب الشباب أيضاً، والذي التحق بالخدمة الوطنية حالياً.

• بالعودة للمستديرة، هل أنت مع ضرورة توفر الخبرة واللعب سابقاً لإدارات أنديتنا؟

من وجهة نظري فإن التمتع بشخصية القائد والمسؤولية هو أهم الشروط لذلك.. الشخصية أهم من الخبرة،.. لقد شاهدنا عدداً من نجوم الكرة فشلوا إدارياً والعكس صحيح، أما إذا اجتمعت الخبرة مع الشخصية فمن المؤكد أن النجاح سيتحقق.



• ما وصْفتك لنهضة كرة الإمارات؟

ليس هنالك مستقبل أفضل لكرتنا من الاهتمام الشديد بالأكاديميات، لا بد من استمرارية دعم الأكاديميات، هذا مطلب مهم لتطور كرة الإمارات.

• بماذا تنصح الأجيال القادمة في كرة القدم؟

نصيحتي لكل لاعب الاستفادة من الرياضة وكل ما يأتي منها من خلال المحافظة على النفس داخل وخارج الملعب، إلى جانب التركيز على الكرة وليس الجانب المادي، كما عليكم التمسك بأحلامكم في كل الظروف. أما نصيحتي للإداريين فهي أن يعلموا جيداً أن الكرة فوز وخسارة وعلى كل إداري أن يواجه الإعلام عند الخسارة قبل الفوز ويوضح ويجيب عن جميع التساؤلات، أما نصيحتي لرؤساء مجلس الإدارة فهي اختيار الإداري الجيد بعيداً عن المحسوبية.

وعلى إدارة شركة كرة القدم أن تضع أهدافاً ومطالبة الإدارة بتحقيقها وفي حالة عدم تحقيقها يجب التغيير وعلى الإداري أن يستقيل ويعطي المجال لغيره.