السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

2019 يعيد «التاج» لرأس الملك بعد 23 عاماً من الغياب

2019 يعيد «التاج» لرأس الملك بعد 23 عاماً من الغياب

احتفال الشارقة بلقب دوري الخليج العربي. (من المصدر)

على الرغم من المتغيرات الكثيرة التي مرت على فريق الشارقة في العامين الماضيين، فإن لحظة تحليق الفريق الملقب بـ«الملك» بلقب دوري الخليج العربي في مايو 2019 تأبى التواري عن سطح الأحداث في نادي الإماراة الباسمة، وذلك بعدما عانق ملكها تاج البطولة بعد 23 عاماً من الغياب، إذ يعود آخر لقب دخل إلى خزينة الشارقة إلى موسم 1996- 1997.

وعاشت جماهير الملك ليلة تتويج فريقها لحظات عظيمة امتدت لأيام وليالي، طاف فيها درع الدوري على جميع المؤسسات بالإمارة، لأخذ الصور التذكارية معه من قبل عشاق النادي، خصوصاً الأجيال الجديدة التي لم تحضر إنجازات الشارقة في السابق، وتحديداً صغار المشجعين الذين رأوا النور بعد عام 1996، فجميعهم لم يحضر أيام إنجازات الملك الخوالي، فقد تعلموا عشق الشارقة من آبائهم الذين تعلقوا بحب الملك وغرسوه في أبنائهم جيلاً بعد جيل، ما جعل فرحة تتويج الملك بلقب الدوري تعم جميع أنحاء الشارقة.

ولا ينسى كثيرون مشاهد المسيرات الهادرة التي خرجت لاستقبال بعثة الفريق العائدة من ملعب نادي الإمارات في رأس الخيمة بعد نهاية المباراة التي لعبت بين الفريقين في الجولة الختامية لدورينا آنذاك.

وكان متوقعاً أن تلعب مباراة التتويج بين نادي الإمارات والشارقة على استاد خالد بن محمد في الشارقة، لتكون مسرحاً لتتويج الفريق، إلا أن ظروف فريق الإمارات وقتها حتمت عليه أن يلعب المباراة على أرضه، إذ كان يخوض المباراة لتفادي الهبوط من دوري المحترفين وقتها، وهو الأمر الذي تقبلته إدارة الشارقة التي كانت تحاول مع رابطة المحترفين الإماراتية لنقل المباراة إلى ملعبهم لمنح جماهير الملك الفرصة لمتابعتها من داخل الملعب، والاحتفال بتتويج الفريق بدرع الدوري، إذ لا تسمح ظروف الكثير من الجماهير بالذهاب إلى رأس الخيمة لا سيما أن المباراة لعبت في شهر رمضان المبارك.

عودة ظافرة

عودة الشارقة إلى التتويج بالبطولات أسعدت عشاقه على وجه الخصوص، والكثير من جماهير الأندية الأخرى التي ترى في عودة الشارقة لمنصات التتويج بداية لتعافي كرة الإمارات، وذلك باحتلال إحدى ركائزها لموقعه الطبيعي ضمن فرق المقدمة بعد فترة تراجع في النتائج عاشها الملك أبعدته عن حصد البطولات، وجعلته أحياناً يتبوأ أسفل الترتيب.

وهو الأمر الذي انعكس إيجابياً على قوة المنافسة، فالشارقة فريق صاحب تاريخ عريض، ولذلك عودته إلى واجهة المنافسة على البطولات منح المسابقات المحلية الإثارة والندية المطلوبتين فعودته أسهمت في ارتفاع متابعة ومشاهدة مباريات دورينا سواء من داخل الملاعب قبل مرحلة فيروس كورونا، ومن خلف شاشات التلفزة بعد كورونا، لا سيما أن ملك الإمارات يحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة تقف خلفه، وكذلك عودته عملت على تقوية المنافسة من ناحية الفنية بتعدد الفرق التي تنافس على البطولات دون احتكارية لفرق بعينها تتبادلها وبدخول نادي الشارقة تغيرت خارطة المنافسة المحلية.



إنجاز بأيادي وطنية

ومن الأشياء التي أسعدت جماهير الشارقة كثيراً، أن عودة فريقهم إلى منصات التتويج وحصوله على الدرع السادس في دوري الخليج العربي (إذ فاز من قبل بـ5 نسخ لبطولات الدوري)، جاءت بأيدٍ وطنية خالصة، وذلك بفضل حنكة وعبقرية مدربه المدرب الوطني عبدالعزيز العنبري، الذي سطر اسمه بحروف من نور باعتباره أول مدرب يحقق لقب الدوري مع نادٍ إماراتي في عصر الاحتراف.



وعن الإنجاز قال العنبري وقتها: «الاعبين كانوا رجالاً داحل الملعب وخارجه.. ونموذجاً يشرف ويدعو للفخر، أشكرهم على ما قدموه، كما لا أنسى دور الجماهير التي ضربت أروع الأمثلة في الوفاء.. وكانت أكثر ثقة في قدراتنا الكبيرة».



ومنح لقب الدوري السابق، الشارقة والعنبري الفرصة مجدداً في الموسم الجاري لتحقيق إنجاز جديد يحسب لهما في حال التتويج مرة أخرى بلقب دورينا لموسم 2020 – 2021، بعدما جعلت الظروف للشارقة يدافع عن لقبه السابق، وذلك بعد أن تم إلغاء نتائج الموسم الماضي 2019 – 2020، الذي لم يستكمل بسبب فيروس كورونا المستجد، وبالتالي دخل الملك الموسم الحالي مسابقة الدوري، وهو آخر فريق توج بلقب الدوري، الأمر الذي منح لاعبيه ومدربه العنبري الدافع القوي للمحافظة على لقبهم السابق، علماً بأن الفريق يتصدر حالياً الدوري بـ36 نقطة، ولكنه يجد منافسة شديدة من المطاردين المباشرين على رأسهم الجزيرة صاحب المركز الثاني بـ33 نقطة.

جوائز فردية

ولم تقتصر إنجازات الشارقة في موسم 2018 – 2019، على تحقيق بطولة الدوري فقط، بل اكتسح لاعبوه جوائز رابطة المحترفين الإمارتية في حفل ختام الموسم الكروي آنذاك، بنيلهم لأربع جوائز، حيث ذهبت جائزة القائد لمدرب الفريق عبدالعزيز العنبري، بينما نال جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب أجنبي لاعبه البرازيلي إيغور كورنادو، وذهبت جائزة القفاز الذهبي إلى حارسه عادل الحوسني، وتوج الجمهور الشرقاوي بجائزة أفضل جمهور، إذ ظل يقف مسانداً فريقه في جميع المباريات التي تلعب في ملعبه أو خارجه مطبقين مقولته الخالدة فعلاً واقعياً (خلف الملك أوفى جمهور).