لفت الأنظار إليه بشدة في موسمه الأول مع شباب الأهلي دبي رغم أن عمره وقتها لم يتجاوز الـ19 عاماً، وتم قيده ضمن فئة «المقيمين»، إلا أنه برهن على أنه يمتلك من القدرات والإمكانيات التي تجعله مختلف كثيراً عن معظم لاعبي «فئته» التي تعتمد معظم فرق دوري الخليج العربي، على قيد لاعبين فيها للرجوع إليهم وقت الحاجة.
انضم جيسوس إلى «الفرسان» بداية الموسم الماضي قادماً من فريق كوريتيبا أحد أندية دوري الدرجة الأولى البرازيلي، ولا يعلم الكثيرون أن اللاعب كان على وشك الانضمام إلى صفوف فريق الشارقة، قبل أن يغير مساره بعد اتفاق ناديه السابق مع شباب الأهلي مستفيداً من لائحة إمكانية تسجيله مباشرة ضمن فئة المقيم لأول مرة باعتباره من مواليد 2000 وما فوق، حيث كان عمره وقتها 19 عاماً باعتباره من مواليد 25 فبراير 2001.
وعلى مدار موسمه الأول مع شباب الأهلي، نجح المهاجم الموهوب في حجز مكان ثابت في تشكيلة «الفرسان» التي تعج بالنجوم الأجانب والمواطنين، سواء مع المدرب السابق الإسباني جيرارد زاراجوسا، أو المدرب الحالي مهدي علي، وتمكن من تسجيل 21 هدفاً في 40 مباراة في مختلف المسابقات المحلية، ودوري أبطال آسيا، وساهم في تتويج الفريق بثلاثة ألقاب في موسمه الأول، هي كأس سوبر الخليج العربي، وكأس الخليج العربي، وكأس صاحب السمو رئيس الدولة.
وتشير إحصائيات رابطة المحترفين الإماراتية إلى أن اللاعب شارك مع شباب الأهلي في 24 مباراة بدوري الخليج العربي، بإجمالي زمن مشاركة بلغ 2070 دقيقة وسجل 12 هدفاً، احتل بها صدارة هدافي المسابقة في الدور الأول، إلى جانب مساهمته في صنع 8 تمريرات حاسمة، وساهم في ارتقاء الفريق من المركز السادس إلى المركز الثالث مع نهاية المسابقة.
وربما حالة التألق اللافتة التي ظهر بها اللاعب في أول موسم له مع شباب الأهلي، والذي يعد في نفس الوقت أول تجربة احترافية له خارج البرازيل، دافعاً للعديد من الأندية الأوروبية، لإظهار اهتمامها باللاعب وإبداء رغبتها في التعاقد معه خاصة أنه في بداية مسيرته الكروية، وينتظر منه تقديم المزيد من القدرات والتألق، وكان من بين هذه الأندية مارسيليا الفرنسي وغالطا سراي التركي، وإيفرتون الإنجليزي.
ورغم هذا الاهتمام الذي يتمناه أي لاعب، إلا أن جيسوس اعترف بفضل شباب الأهلي ورعاية النادي الذي وضعه في بؤرة النجومية، وهو ما أكده في حديثه للصحافة البرازيلية عندما بدأ موسمه الأول مع «الفرسان» بأنه أفضل موسم مر به في مسيرته الكروية حتى الآن، بعدما حقق فيه كل أهدافه التي وضعها لنفسه، وهو ما يحفزه إلى ضرورة الظهور بشكل أفضل الموسم المقبل لتحقيق المزيد من الأهداف والطموحات.
وأكد نائب المشرف الفني على أكاديمية نادي شباب الأهلي، عنتر مرزوق، أن جيسوس مهاجم متميز ويمتلك إمكانات فنية كبيرة خاصة على صعيد مركز رأس الحربة، وظهوره بهذا المستوى المتألق في أول موسم له بدوري الخليج العربي رغم صغر سنه تدل على قدراته العالية، وعلى قدرته على تقديم المزيد في المواسم التالية بعد انسجامه أكثر واكتسابه المزيد من الخبرة.
وقال مرزوق: «أعتقد أن اللاعب سيكون له شأن أكبر في المواسم المقبلة، ويكفي أنه نجح بجدارة في أن ينال لقب أفضل لاعب مقيم في دوري الخليج العربي في أول موسم له، وكان من أكثر اللاعبين تأثيراً على فريقه وساهم في تتويج شباب الأهلي بثلاثة ألقاب، وأعتقد انه سيكون له شأن أيضاً في منافسه فريقه على لقب الدوري الموسم المقبل، وهو اللقب المحلي الذي افتقده (الفرسان) في الموسم الماضي».
وأشاد مرزوق باختيار نوعية مثل جيسوس في فئة المقيمين لدى فرق دورينا، متمنياً أن تراعي كل الفرق عند إتمام اختياراتها من اللاعبين المقيمين أن يكون لديهم نفس المستوى من العطاء والتميز الموجود عند هذا اللاعب.
واعترف مرزوق بأن جيسوس من اللاعبين الأجانب القلائل الذين كانوا على مستوى الطموح لفرقهم ليس فقط على صعيد اللاعبين المقيمين ولكن على صعيد اللاعبين الأجانب ككل، وربما يكون هذا هو الدافع بالنسبة له لتثبيت أقدامه أكثر وتقديم مستويات أفضل في المواسم المقبلة.