الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

عادل حديد: نحن جيل الجامعة في عقله و«الساحرة» في قلبه

عادل حديد: نحن جيل الجامعة في عقله و«الساحرة» في قلبه

عادل حديد. (من المصدر)

يرى عادل حديد لاعب الشارقة والمنتخب الإماراتي السابق، أن الإصرار على النجاح في الدراسة الجامعية، وممارسة كرة القدم، وصولاً لأعلى مستوياتها الاحترافية، هو أكثر ما يميز عدداً كبيراً من أبناء جيله، وفي ذلك رسالة للجيل الحالي الذي أصبح أكثر انشغالاً بالاحتراف، ويؤكد عادل حديد لـ«الرؤية» أنه كان أول الحاضرين على مقعد الدراسة في جامعة الإمارات بمدينة العين صباح كل يوم، وأول من يحرصون على خوض التدريبات مع فريق الشارقة عصراً.

بداية عادل حديد مع الدراسة وكرة القدم.. كيف كانت؟

أنا من مواليد الشارقة في أغسطس عام 1964، وكانت بدايتي مع كرة القدم في نادي الخليج قبل أن أتجاوز السادسة، ودرست في مدارس: حطين، وعلي ابن أبي طالب بالشارقة، وأكملت دراستي بجامعة الإمارات التي تخرجت فيها عام 1987، أنا أحد أبناء الجيل الذي لم يجد تعارضاً بين الدراسة وممارسة كرة القدم، وقد نجحنا في ذلك بالإصرار والعزيمة، والرغبة القوية في الجمع بين المؤهل الجامعي، وتحقيق النجومية الكروية، سواء مع أنديتنا أو في صفوف المنتخب.

من واقع تجربتك الكروية، ما النصيحة الأهم لكل لاعب شاب؟

بالنسبة لي نجحت في الصعود للفريق الأول في عمر الـ15، وهذا في حد ذاته يكفي للشعور ببعض الغرور، ولكن هذا لم يحدث لي بسب استماعي لخبرات من يحيطون بي، وكذلك رغبتي في استكمال طريق النجاح، ما أريد قوله للجيل الشاب، إياكم والغرور حينما تحققون بعضاً من النجاح في مستهل مشواركم، كما أن الإصرار على تعلم كل جديد، وتطوير الذات، وعدم اليأس، جميعها صفات تأخذكم للقمة.

بالعودة إلى إصرار جيلكم على النجاح دراسياً وجامعياً.. هل من مواقف تتذكرها؟

نعم، يكفي أن أتذكر رحلة التنقل بين العين والشارقة في كل يوم، بل لأكثر من مرة، فقد كنت حريصاً على حضور المحاضرات الجامعية في كل صبح، وبعد ذلك أقطع رحلة العودة للشارقة سريعاً لخوض التدريبات، وفي المساء أعود إلى مقر سكني في الجامعة، ليس أنا فقط من كان يفعل ذلك، بل كثيرون من أبناء جيلي، لقد كنا نقوم بذلك ونحن يتملكنا شعور بالمتعة، والرضا عن النفس، فالهدف كان النجاح دراسياً وكروياً في نفس الوقت.

يقولون إن جيلكم يتحدث بنوع من القسوة عن الجيل الحالي.. ما تعليقك؟

قد يكون ذلك بدافع تقديم النصيحة، ولكن بالنسبة لي أرى أن الجيل الكروي الحالي لديه الشهرة والمال والدعم المعنوي والجماهيري، ولكنه لم يحقق نجاحات كبيرة لأنه جيل مظلوم، هذا يبدو متناقضاً، ولكن لا يوجد تناقض، فأنا أعني بأنه مظلوم لأسباب بعينها، منها سيطرة اللاعب الأجنبي على دورينا وأنديتنا، كما أن الإعلام أصبح قوياً جداً، وهو عامل ضغط على اللاعبين في بعض الأحيان، وكثرة المال قد تكون أحد أسباب تراجع الدوافع لدى بعض اللاعبين.

تتحدث عن الضغوط، فكيف ترى ما يحدث مع علي مبخوت؟

أشعر بالدهشة والغضب مما يتعرض له علي مبخوت، صحيح أن الجماهير لها كل التقدير للدور الذي تقوم به في دعم منتخبنا، وفي جعل كرة القدم أكثر متعة، ولكن الهجوم بهذه الطريقة على لاعب أسعدنا كثيراً لا يمكن قبوله، وليسمح لي المشجعون، هل تقبلون أن يتعرض أهلكم لمثل هذا التطاول؟ بالطبع لا، كما أن ما حدث جعل مبخوت يشعر بضغوط هائلة، ما جعله يهدر فرصاً كان يسجلها بسهولة سابقاً.

من ينقذ حلم التأهل للمونديال بعد تعثر المنتخب في التصفيات الحالية؟

أرى أن مهدي علي لديه الخبرة والقدرة على قيادة المنتخب الآن، في حال كان التوجه نحو تغيير الجهاز الفني، كما أن لدينا عبدالعزيز العنبري المدرب الوطني الذي أثبت نجاحه أيضاً، وكما شاهدنا جميعاً فقد كان المدرب الحالي مارفيك يجلس بكل هدوء وأريحية، ولا تظهر عليه علامات التأثر بتراجع أداء المنتخب، أرى أن الأمل قائم وعلينا التمسك به، والإصرار على العودة لطريق الانتصارات في المباريات المقبلة، بشرط أن يتكاتف الإعلام والجماهير خلف المنتخب من جديد.

هل ترى أن استدعاء حالة ما قبل التأهل لمونديال 90 سيكون ملهماً للجيل الحالي؟

نعم بكل تأكيد، مع الفارق الكبير بين الجيلين، ومع وجود الكثير من الاختلافات، ولكن ما أعنيه أنه يمكننا استدعاء حالة الدعم الجماهيري، وحماس وإصرار اللاعبين، وكما أقول الأمل دائماً موجود، ولا يمكننا أن نفعل شيئاً في الوقت الراهن سوى العودة للوقوف مع منتخبنا على أمل تحقيق حلمنا.

هل ما زال عادل حديد يمارس كرة القدم؟

قد لا يعلم البعض أنني مع أبناء جيلي، وبعض نجوم الأجيال اللاحقة نلعب كرة قدم كل يوم، أنا وحسين غلوم، ونبيل إبراهيم، وسعيد الكاس، ونواف مبارك وغيرهم من النجوم السابقين، كرة القدم شغف لا ينتهي بالنسبة لنا، كما أن الحفاظ على الصحة واللياقة يدفعنا للاستمرار في الملاعب وممارسة كرة القدم كهواية حتى بعد الاعتزال.


لا تناقض بين الدراسة والاحتراف الكروي الغرور يقضي على مستقبل الموهوبين عليك أن تتعلم كل يوم ولا تتوقف عن تطوير الذات

مواليد 1964 بالشارقة بدأ ممارسة كرة القدم عام 1972 تخرج في ثانوية العروبة بالشارقة تخرج في جامعة الإمارات عام 1987 لعب لنادي الشارقة ومنتخب الإمارات