وضعت تونس للتوقعات المحبطة التي استبقت مشاركة العرب في أولمبياد طوكيو 2020 المؤجل، والذي افتتح رسمياً الجمعة الماضية، إذ اقتنص رياضيوها ميداليتين فضية وذهبية في أول وثاني أيام العرس الرياضي العالمي، ليفتح الشهية لبقة الإنجازات العربية.
وبداية أهدى محمد خليل الجندوبي تونس والعرب أول ميدالية في طوكيو 2020، بعد تتويجه بالميدالية الفضية في رياضة التايكوندو.
بدوره، حقق القرش التونسي أحمد الحفناوي ذهبية 400 متر سباحة وهي ثاني ميدالية للعرب في طوكيو، ليرفع سقف التوقعات بين أفراد البعثة التونسية بطوكيو، والتي يبلغ قوامها 63 رياضياً ورياضية كثاني أكبر بعثة بتاريخ تونس في الأولمبياد، بعد بعثتها لأولمبياد لندن 2012.
ورغم مرور أسبوع على الأولمبياد، فإن رئيس البعثة التونسية في الأولمبياد ورئيس الجامعة التونسية للرماية رضا المناعي قال إن تونس لن تتوقف في محطة الميداليتين، متوقعاً المزيد من الإنجازات في مقبل الأيام، وتحديداً في رياضيتي المصارعة والملاكمة.
وأوضح المناعي في حوار مع «الرؤية»، أن قضية السباح والبطل الأولمبي أسامة الملولي، والتي شغلت الساحتين المحلية والعالمية ستطوى قريباً، وذلك من أجل ضمان تفرغه لتحقيق الإنجازات للرياضة التونسية مستقبلاً.
---
+حدثنا عن الإنجازات التي حققتها البعثة في الأولمبياد الحالي.. وهل قدمت تونس كل ما لديها في هذا العرس الأولمبي؟
أعتقد أن مشاركتنا في أولمبياد طوكيو 2020 تسير بصورة جيدة حتى الآن.. في أول يوم حصلنا على ميدالية فضية وفي ثاني يوم على ميدالية ذهبية، كان ذلك أمراً مميزاً لنا.
وفي الحقيقة لا أعتقد أننا سنتوقف في محطة الميداليتين. هناك إنجازات أخرى قادمة في الطريق.. إذ إن الذين نعوّل عليهم ما زالوا لم يبدؤوا المنافسات.. وشخصياً أنتظر مزيداً من الميداليات.
+برأيك ما سرّ هذا التميز التونسي حتى الآن؟
أعتقد أن ما تحقق الآن هو نتاج اجتهاد شخصي للأبطال. مع الأسف اهتمام الدولة في السنوات الأخيرة تراجع بالرياضة خاصة الألعاب الفردية، ففي السابق كان الاهتمام أكبر لكن هؤلاء الرياضيين الشباب لهم كفاءة وقدرة ذهنية وبدنية مكنتهم من التتويج بالذهب والفضة في طوكيو 2020.
+كيف تنظر لحجم المشاركة والبعثة التي تترأسها في هذا الحدث؟
البعثة الحالية هي ثاني أكبر بعثة بتاريخ تونس الأولمبي.. وأعتقد أنها مؤهلة للمزيد من الإنجازات.. نعم كان بالإمكان أن تكون أكبر من العدد الحالي، خاصة في المبارزة بالسيف ورفع الأثقال وهناك مشاركات متوقعة في المصارعة والملاكمة ربما تتوج بميدليات أيضاً.
+هنالك قضية مهمة أحدثت دوياً في الأوساط الرياضية المحلية والعربية بل والعالمية وهي انسحاب السباح أسامة الملولي وعدوله عن الاعتزال مجدداً.. حدثنا أكثر عن ذلك؟
بعيداً عن تفاصيل القضية، هناك مساعٍ للصلح وغلق الملف في هذا الخلاف بين الملولي والجامعة، وأعتقد أن ذلك سيحدث بصورة وشيكة لحل الأزمة من جذورها.
وتفصيلاً، اتفقت مع رئيس اللجنة الأولمبية التونسية الأستاذ محرز بوصيان على التدخل بالصلح في هذا الخلاف بين الجامعة التونسية للسباحة وأسامة الملولي مباشرة بعد نهاية الألعاب الأولمبية والعودة إلى تونس، ويبقى الملولي سباحاً عملاقاً جاء إلى اليابان من أجل التتويج وأرجو أن يتحقق هذا ويطوي الخلاف.
+الجميع كان يترقب توهجاً للاعبة المضرب أنس جابر لكنها صدمت الجميع بالوداع المبكر في الأولمبياد.. برأيك ما سبب ذلك؟
أعتقد أنها عثرة بسيطة في مسيرتها ستداركها مستقبلاً. أنس جابر لا يزال أمامها مستقبل كبير وانسحابها وخسارتها في الألعاب الأولمبية هو حدث بسيط يحدث لكل الرياضيين وعلينا أن لا نهوّل الموضوع، فكل رياضي معرّض في مسيرته إلى عثرات وانتكاسات لكن المسيرة ما زالت طويلة لرياضية شابة وهي في ترتيب دولي محترم أرجو أن نجدها ضمن العشرة الأوائل في العالم.
تفاصيل أزمة الملولي
دخل أسامة الملولي في نزاع قضائي مالي مع اتحاد السباحة منذ سنوات، قبل أن يعلن قبل انطلاق طوكيو 2020 وعلى حسابه في «فيسبوك» اعتزاله، لكنه تراجع الثلاثاء الماضي عن القرار ليحلق بالبعثة في طوكيو.
وكتب في تدوينة: "بعد شهر من المحنة، فقدت كل أمل في المصالحة أو كسب قضيتي.. لذا قررت الانسحاب من المنافسات الدولية وأولمبياد طوكيو."
وأبدى السباح تذمره بسبب مثوله مع والدته، التي تدير أعماله، أمام السلطات الأمنية أثناء تحضيره للمشاركة السادسة له في الألعاب الأولمبية.
وتوج الملولي (37 عاماً) بالميدالية الذهبية لسباق 1500 متر سباحة حرة في أولمبياد بكين 2008، كما فاز بالميدالية الذهبية لسباق الماراثون لمسافة 10 كيلومترات في أولمبياد لندن 2012 بجانب الفوز بالميدالية البرونزية لسباق 1500 متر سباحة حرة .