الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أوليفييه جيرو: أُقيّم نفسي بنفسي .. والبريميرليغ أصعب من دوري أبطال أوروبا

أوليفييه جيرو: أُقيّم نفسي بنفسي .. والبريميرليغ أصعب من دوري أبطال أوروبا
على الرغم من مرور خمسة أشهر على الإنجاز التاريخي للمنتخب الفرنسي بالتتويج بلقب كأس العالم 2018 في روسيا، لا يزال نجم منتخب الديوك أوليفييه جيرو، يعيش عظمة المناسبة، حيث تحتشد ذاكرته بمشاهد مثل سير حافلة الأبطال ببطء في الشانزليزيه منتصف يوليو الماضي، وسط أكثر من نصف مليون مشجع، فضلاً عن طائرات القوات الجوية التي حلقت فوق سماء المدينة احتفالاً بالإنجاز.

ولا شك في أن جيرو استرجع تلك اللحظات التاريخية وهو يجلس إلى جانب زملائه في تشيلسي الإنجليزي إيدين هازارد، أنطونيو روديغير وماتيو كوفاسيتش، داخل حافلة البلوز العائدة إلى مقر النادي بعد هزيمة غير متوقعة أمام ولفرهامبتون واندررز في الجولة الـ 15 من الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ)، إذ علق بقوله «بالطبع، كانت مشاعر خليط بين الحزن والفخر، فاجأني روديغير بقوله «لا تهتم على أي حال .. يكفي أنك توجت بكأس العالم».

وتابع «قال لي كوفاتيتش الفائز بثلاث بطولات دوري أبطال أوروبا لا يوجد شيء فوق كأس العالم، أعتقد أنهم يروني بشكل مختلف، خصوصاً في غرفة الملابس .. لقد كنت محظوظًا، لكنني دائماً أقول إن كرة القدم هي بداية جديدة بعد كل يوم، لا يمكنك النوم على سابق أمجادك، عليك أن تثبت نفسك مرة أخرى».


وأضاف «لم أكن امتلك الوقت لكي استوعب الأمر بالصورة المثالية، صحيح أننا فزنا باللقب وأخذنا إجازة مدة 19 يوماً، لكنها في تقديري لم تكن كافية للاحتفاء بالإنجاز».


وبعيداً عن الأجواء الاحتفالية، يتوجب على جيرو إعادة التفكير، بل وتقييم مستواه الحالي، إذ لا يزال لاعباً بديلاً في تشيلسي، وهو السيناريو ذاته الذي حدث له نهاية العام الماضي مع أرسنال، والذي بدوره كان يجلس فيه احتياطياً، قبل أن يفتح أمامه باب الرحيل، وينقذه تشيلسي بضمه إلى ستامفورد بريدج بعقد مدته عامين ونصف العام.

عموماً، لا يرى جيرو أن مستقبله في خطر مع تشيلسي، مشيراً إلى تأقلمه بشكل جيد مع البلوز داخل الملعب وخارجه «أشعر بأنني ألعب هنا منذ أعوام طويلة».

ثقة

يواظب جيرو على الوجود على منصات مواقع التواصل الاجتماعي ما يجعله متابعاً لمنتقديه باستمرار «يمكنك قراءة الكثير من الأشياء السلبية حتى عن أفضل اللاعبين في العالم، في بعض الأحيان أعرف نفسي أنني لم أقدم المطلوب، لذا لا أحتاج إلى نقد من آخرين».

وعن رأيه في مقومات اللاعب المميز، والتي جعلته أحد أبطال العالم على الرغم من الانتقادات التي يتلقاها بين الفينة والأخرى «في رأيي تمثل القوة الذهنية 80 في المئة من جودة أي رياضي، إذا لم يكن لديك ذلك لا يمكنك أن تنجح، لأن الموهبة وحدها ليست كافية، ألعب مع العديد من اللاعبين الذين هم أفضل مني، من الناحية الفنية، لذلك عليك أن تكون قوياً بالقدر الكافي».

وصحيح أن جيرو أنهى مشاركته في كأس العالم من دون أهداف، لكنه عمل بشكل فعال طعماً للمدافعين، ما خلق مساحة وفرصة كيليان مبابي وأنطوان غريزمان للوصول إلى شباك الخصوم، ولعل ذلك كان أهم أسباب نجاح المنتخب الفرنسي في المونديال.

وعلى الرغم من تحسر الفرنسي على عدم التسجيل في المونديال، فإنه يؤمن بمساهمته الفعالة في التتويج «كمهاجم من الواضح أن الأمر محبط ألا أسجل، لكن إذا سألت هاري كين مثلاً عما إذا كان سيتخلى عن الأهداف الستة التي سجلها في روسيا مقابل الفوز بكأس العالم، فمن المؤكد أن إجابته ستأتي بنعم، يمكن أن يتنازل عن الحذاء الذهبي كذلك».

وأضاف «إذا فكرت في التسجيل وفك نحسي بعدم التمرير لإمبابي ليحرز هدفاً في مرمى بيرو، ربما أخفق، ويتسبب ذلك في الخسارة .. كان ضميري سيؤنبني لا محالة، أعرف مساهمتي، وأدرك كيف ينظر إلي زملائي في المنتخب، أحياناً يمكنني شغل مركز لاعب محور صريح إذا لزم الأمر، أعرف قيمتي لدى المنتخب الفرنسي».

ولعل قيمة جيرو والتقدير الذي يحظى به بين زملائه داخل المنتخب يتجليان في مباراة أوروغواي ودياً في نوفمبر الماضي، عندما حثه الجميع على تولي تنفيذ الجزاء التي منحت الديوك الفوز، ليصل بذلك إلى الهدف الـ 33 في رصيده من 87 مباراة دولية.

حلم

من الواضح أن لاعبي تشيلسي ينظرون إلى جيرو بالمستوى ذاته من الإعجاب، فهازارد لا يسجل الموسم الجاري دون جيرو في الملعب، لكن المهاجم الفرنسي اكتفى بخمس مشاركات فقط باعتباره أساسياً مع الفريق في المباريات الكبيرة، بعدما عاد للفريق متأخراً أكثر من ألفارو موراتا، والذي يتنافس معه على المركز الأساسي.

ودائماً ما كان جيرو ينشد المنافسة العادلة، حيث يرى أنه من العدل الاعتماد على موراتا إن كان يؤدي بشكل أفضل، حتى ولو جلس الفائز بكأس العالم على مقاعد البدلاء، فهو في المكان الذي يود أن يكون فيه «أفضل أن أكون في نادٍ كبير بدلاً من أن ألعب كل أسبوع في فريق أقل شهرة».

وأضاف «الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز هو حلمي الأخير، ربما أكثر من الفوز بدوري الأبطال، لأنني أعرف مدى صعوبة الفوز بهذا الدوري، لدي زملاء في الفريق هنا فازوا به، لذلك أشعر بالغيرة بعض الشيء، أريد تحقيق ذلك».دومينيك فيفيلد ـ لندن