2019-08-12
باتت أخبار من قبيل رفض لاعب ما التدريب أو السفر مع فريقه، من أجل الضغط على ناديه للسماح له بالرحيل، أمراً عادياً في الوقت الحالي، حتى وإن كان ذلك اللاعب على بعد أعوام من نهاية عقده مع فريقه الحالي.
وتتعدد حالات التمرد من البرازيلي نيمار مع باريس سان جيرمان، مروراً بمواطنه ديفيد لويز المنتقل حديثاً من تشيلسي إلى أرسنال، وأيضاً قائد أرسنال لوران كوسيلني المنضم بدوره إلى بوردو الفرنسي، ومن قبلهم الفرنسي المنتقل من أتلتيكو مدريد إلى برشلونة أنطوان غريزمان، رغم خصوصية حالته.
وأصبح تمرد النجوم ركناً أساسياً في الأخبار الكروية، ليثير بالتالي مخاوف الكثيرين حول ما يمكن أن يحدث بين الأندية ونجومها مستقبلاً.
ويرى مراقبون بأن الأمر يتحول تدريجياً إلى فوضى تؤثر على تحكم الأندية في لاعبيها، وذهب الأكثر تطرفاً منهم إلى المطالبة العاجلة بضرورة إعادة النظر في قوانين وتشريعات عدة ظلت تمنح اللاعبين حرية أكثر من اللازم، ومن بينها بلا شك قانون بوسمان.
الآن، وفي ظل انتشار الأمر وتحوله إلى ظاهرة بعد تصاعد عدد الحالات «المتمردة» على أنديتها، ربما يتراجع الاحتفاء الكبير بقانون بوسمان، وغيره من القوانين التي أحرزت تقدماً كبيراً في تحرير اللاعبين من سطوة الأندية التي تتحكم فيهم، لصالح سن قوانين جديدة تضمن سيطرة تلك الأندية على نجومها بشكل منطقي.
وتعود قصة قانون بوسمان إلى اللاعب البلجيكي جان مارك بوسمان، الذي رفع قضيته الشهيرة في المحكمة الأوروبية عام 1990 ضد ناديه السابق ليغا البلجيكي، قبل أن تفصل فيها المحكمة في 1995، وتسمح له بالانتقال إلى نادي ديكوريه الفرنسي، قبل أن تقضي، أيضاً، بأحقية أي لاعب أكمل عقده مع ناديه التفاوض والانتقال إلى نادٍ جديد مجاناً، كما سمحت للاعبين، كذلك، بالتفاوض قبل ستة أشهر على نهاية عقدهم على أن يدفع النادي الجديد قيمة كسر شرطهم الجزائي.
وبعيداً عن قانون بوسمان، الذي ربما لا يجد الكثير من النقد حالياً، لجهة ارتباطه فقط بالنجوم المنتهية عقودهم، تتحدث الأوساط الرياضية عن تمرد نجوم، لا تزال تربطهم عقود مع أنديتهم، ولا تكتفى بسرد الأمثلة الحالية لبعضهم، بقدر ما تحذر من سير نجوم جدد على خطاهم مستقبلاً، لتبدأ بعض الصحف الإنجليزية في المطالبة بإعادة نظام (الاحتفاظ والانتقال) الذي كان سارياً في إنجلترا قبل خمسة عقود من الآن، من أجل كبح جماح سلطة اللاعبين في الوقت الحالي.
قصة أول تمرد
قبل انطلاق موسم 1959 ـ 1960 في الدوري الإنجليزي، أثار لاعب نيوكاسل جورج إيستهام جدلاً كبيراً في إنجلترا، عندما أعلن صراحة رغبته في الانضمام إلى أرسنال، احتجاجاً على ما أسماها مظالم فنية يتعرض لها مع الفريق حيث منعه نيوكاسل من تمثيل منتخب إنجلترا تحت سن 23 عاماً، إلى جانب شكواه من عدم ملاءمة السكن الممنوح من النادي له ولأسرته.
بدوره، سارع نيوكاسل وقتها لنفي مزاعم اللاعب، ولوّح في وجهه بتطبيق نظام ما كان يعرف وقتها بنظام «الاحتفاظ والانتقال» والذي يتيح للنادي التحكم في اللاعب حتى بعد نهاية عقده، بل ومنعه من اللعب لأي نادٍ آخر بشرط أن يكون النادي المنتسب له قد عرض عليه شروطاً منطقية للتجديد.
بدوره، رفض إيستهام الانضمام إلى معسكر فريقه الصيفي، ورحل إلى مدينته سري جنوب شرقي إنجلترا، يساعد أسرته على مشروع تجاري صغير، قبل أن يذعن نيوكاسل لرحيله إلى أرسنال، وينضم بالتالي إيستهام للمدفعجية مقابل 47.500 ألف استرليني.
ولم يكتف إيستهام بالسماح له بالرحيل، وإنما ذهب إلى المحكمة، مقاضياً نظام (الاحتفاظ والانتقال) بحجة أنه يقيد احتراف اللاعبين، قبل أن يحصل من القضاء البريطاني على حكم بإلغاء النظام، والسماح لأي لاعب بالرحيل عن ناديه، طالما وجد فريقاً آخر قادراً على دفع مطالبه وناديه المالية.
واعتبرت تلك الحالة أول تمرد ناجح للاعب، كما استفاد منه بقية اللاعبين، الذين رأوا في إيستهام محررهم الأول من سطوة الأندية.
تزايد تدريجي
قضية تمرد اللاعبين بشكلها الحالي رغم زيادة حدة الجدل حولها الآن، ربما لا تبدو جديدة كلياً، إذ شهد الدوري الإنجليزي نفسه نماذج عدة أبرزها وليام غالاس، يوهان كاباي ولوكا مودريتش وغيرهم، وجميعهم نالوا مطلبهم بالرحيل بعد تمردهم، لكن ما زاد المخاوف حالياً، هو ظهور أكثر من حال واحدة في نافذة انتقالات صيفية، ما ينبئ بأن القادم ربما يكون أسوأ.
ومن هنا ربما تبدو الحاجة ملحة لتحرك الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وسن قوانين جديدة، لا تكبل اللاعبين، بقدر ما تتيح للأندية سلطة أكبر في الاستفادة من نجوم طالما دفعت المزيد من الأموال لجلبهم، وهي خطوة إن تمت، ربما يكون لها في الجانب المقابل دور إيجابي في كبح جماح سوق الانتقالات وأمواله الباهظة.
وما بين المطالبة بقوانين رادعة، وتمسك لاعب بحجم نيمار حتى الآن بمطلب الرحيل عن فريقه الحالي سان جيرمان، تبدو معركة التمرد في طريقها إلى التصاعد لا محالة، لتبقى الأعوام المقبلة كفيلة بكشف المزيد عن الظاهرة، التي يتوقع أن تؤرق عدداً من الأندية.في 2016 ظهر مدرب أرسنال الإنجليزي وقتها أرسين فينغر في فيلم وثائقي بعنوان «لي بلوز» وركز على الوقوف على الأسباب التي جعلت منتخب فرنسا 1998 يتوج بكأس العالم، وتلك التي تسببت في خروجه بفضيحة إدارية، حيث الخلاف بين لاعبين في الديوك ومدربهم دومينيك، ووقتها ركز فينغر بذكاء شديد على نقطة في غاية الأهمية تتمثل في سلطة اللاعبين.
شكوى مبكرة
في 2016 ظهر مدرب أرسنال الإنجليزي وقتها أرسين فينغر في فيلم وثائقي بعنوان «لي بلوز» وركز على الوقوف على الأسباب التي جعلت منتخب فرنسا 1998 يتوج بكأس العالم، وتلك التي تسببت في خروجه بفضيحة إدارية، حيث الخلاف بين لاعبين في الديوك ومدربهم دومينيك، ووقتها ركز فينغر بذكاء شديد على نقطة في غاية الأهمية تتمثل في سلطة اللاعبين.
وقال فينغر «الآن المدربون في كرة القدم هم الحلقة الأضعف، ليست لديهم سلطات على لاعبيهم، سوى الإقناع، وهذا سلاح ربما لا يكون قوياً في الكثير من الأحيان في السيطرة على اللاعبين، وضمان أدائهم بالشكل المطلوب، أو استمرارهم مع الفريق».
وتتعدد حالات التمرد من البرازيلي نيمار مع باريس سان جيرمان، مروراً بمواطنه ديفيد لويز المنتقل حديثاً من تشيلسي إلى أرسنال، وأيضاً قائد أرسنال لوران كوسيلني المنضم بدوره إلى بوردو الفرنسي، ومن قبلهم الفرنسي المنتقل من أتلتيكو مدريد إلى برشلونة أنطوان غريزمان، رغم خصوصية حالته.
وأصبح تمرد النجوم ركناً أساسياً في الأخبار الكروية، ليثير بالتالي مخاوف الكثيرين حول ما يمكن أن يحدث بين الأندية ونجومها مستقبلاً.
ويرى مراقبون بأن الأمر يتحول تدريجياً إلى فوضى تؤثر على تحكم الأندية في لاعبيها، وذهب الأكثر تطرفاً منهم إلى المطالبة العاجلة بضرورة إعادة النظر في قوانين وتشريعات عدة ظلت تمنح اللاعبين حرية أكثر من اللازم، ومن بينها بلا شك قانون بوسمان.
الآن، وفي ظل انتشار الأمر وتحوله إلى ظاهرة بعد تصاعد عدد الحالات «المتمردة» على أنديتها، ربما يتراجع الاحتفاء الكبير بقانون بوسمان، وغيره من القوانين التي أحرزت تقدماً كبيراً في تحرير اللاعبين من سطوة الأندية التي تتحكم فيهم، لصالح سن قوانين جديدة تضمن سيطرة تلك الأندية على نجومها بشكل منطقي.
وتعود قصة قانون بوسمان إلى اللاعب البلجيكي جان مارك بوسمان، الذي رفع قضيته الشهيرة في المحكمة الأوروبية عام 1990 ضد ناديه السابق ليغا البلجيكي، قبل أن تفصل فيها المحكمة في 1995، وتسمح له بالانتقال إلى نادي ديكوريه الفرنسي، قبل أن تقضي، أيضاً، بأحقية أي لاعب أكمل عقده مع ناديه التفاوض والانتقال إلى نادٍ جديد مجاناً، كما سمحت للاعبين، كذلك، بالتفاوض قبل ستة أشهر على نهاية عقدهم على أن يدفع النادي الجديد قيمة كسر شرطهم الجزائي.
وبعيداً عن قانون بوسمان، الذي ربما لا يجد الكثير من النقد حالياً، لجهة ارتباطه فقط بالنجوم المنتهية عقودهم، تتحدث الأوساط الرياضية عن تمرد نجوم، لا تزال تربطهم عقود مع أنديتهم، ولا تكتفى بسرد الأمثلة الحالية لبعضهم، بقدر ما تحذر من سير نجوم جدد على خطاهم مستقبلاً، لتبدأ بعض الصحف الإنجليزية في المطالبة بإعادة نظام (الاحتفاظ والانتقال) الذي كان سارياً في إنجلترا قبل خمسة عقود من الآن، من أجل كبح جماح سلطة اللاعبين في الوقت الحالي.
قصة أول تمرد
قبل انطلاق موسم 1959 ـ 1960 في الدوري الإنجليزي، أثار لاعب نيوكاسل جورج إيستهام جدلاً كبيراً في إنجلترا، عندما أعلن صراحة رغبته في الانضمام إلى أرسنال، احتجاجاً على ما أسماها مظالم فنية يتعرض لها مع الفريق حيث منعه نيوكاسل من تمثيل منتخب إنجلترا تحت سن 23 عاماً، إلى جانب شكواه من عدم ملاءمة السكن الممنوح من النادي له ولأسرته.
بدوره، سارع نيوكاسل وقتها لنفي مزاعم اللاعب، ولوّح في وجهه بتطبيق نظام ما كان يعرف وقتها بنظام «الاحتفاظ والانتقال» والذي يتيح للنادي التحكم في اللاعب حتى بعد نهاية عقده، بل ومنعه من اللعب لأي نادٍ آخر بشرط أن يكون النادي المنتسب له قد عرض عليه شروطاً منطقية للتجديد.
بدوره، رفض إيستهام الانضمام إلى معسكر فريقه الصيفي، ورحل إلى مدينته سري جنوب شرقي إنجلترا، يساعد أسرته على مشروع تجاري صغير، قبل أن يذعن نيوكاسل لرحيله إلى أرسنال، وينضم بالتالي إيستهام للمدفعجية مقابل 47.500 ألف استرليني.
ولم يكتف إيستهام بالسماح له بالرحيل، وإنما ذهب إلى المحكمة، مقاضياً نظام (الاحتفاظ والانتقال) بحجة أنه يقيد احتراف اللاعبين، قبل أن يحصل من القضاء البريطاني على حكم بإلغاء النظام، والسماح لأي لاعب بالرحيل عن ناديه، طالما وجد فريقاً آخر قادراً على دفع مطالبه وناديه المالية.
واعتبرت تلك الحالة أول تمرد ناجح للاعب، كما استفاد منه بقية اللاعبين، الذين رأوا في إيستهام محررهم الأول من سطوة الأندية.
تزايد تدريجي
قضية تمرد اللاعبين بشكلها الحالي رغم زيادة حدة الجدل حولها الآن، ربما لا تبدو جديدة كلياً، إذ شهد الدوري الإنجليزي نفسه نماذج عدة أبرزها وليام غالاس، يوهان كاباي ولوكا مودريتش وغيرهم، وجميعهم نالوا مطلبهم بالرحيل بعد تمردهم، لكن ما زاد المخاوف حالياً، هو ظهور أكثر من حال واحدة في نافذة انتقالات صيفية، ما ينبئ بأن القادم ربما يكون أسوأ.
ومن هنا ربما تبدو الحاجة ملحة لتحرك الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وسن قوانين جديدة، لا تكبل اللاعبين، بقدر ما تتيح للأندية سلطة أكبر في الاستفادة من نجوم طالما دفعت المزيد من الأموال لجلبهم، وهي خطوة إن تمت، ربما يكون لها في الجانب المقابل دور إيجابي في كبح جماح سوق الانتقالات وأمواله الباهظة.
وما بين المطالبة بقوانين رادعة، وتمسك لاعب بحجم نيمار حتى الآن بمطلب الرحيل عن فريقه الحالي سان جيرمان، تبدو معركة التمرد في طريقها إلى التصاعد لا محالة، لتبقى الأعوام المقبلة كفيلة بكشف المزيد عن الظاهرة، التي يتوقع أن تؤرق عدداً من الأندية.في 2016 ظهر مدرب أرسنال الإنجليزي وقتها أرسين فينغر في فيلم وثائقي بعنوان «لي بلوز» وركز على الوقوف على الأسباب التي جعلت منتخب فرنسا 1998 يتوج بكأس العالم، وتلك التي تسببت في خروجه بفضيحة إدارية، حيث الخلاف بين لاعبين في الديوك ومدربهم دومينيك، ووقتها ركز فينغر بذكاء شديد على نقطة في غاية الأهمية تتمثل في سلطة اللاعبين.
شكوى مبكرة
في 2016 ظهر مدرب أرسنال الإنجليزي وقتها أرسين فينغر في فيلم وثائقي بعنوان «لي بلوز» وركز على الوقوف على الأسباب التي جعلت منتخب فرنسا 1998 يتوج بكأس العالم، وتلك التي تسببت في خروجه بفضيحة إدارية، حيث الخلاف بين لاعبين في الديوك ومدربهم دومينيك، ووقتها ركز فينغر بذكاء شديد على نقطة في غاية الأهمية تتمثل في سلطة اللاعبين.
وقال فينغر «الآن المدربون في كرة القدم هم الحلقة الأضعف، ليست لديهم سلطات على لاعبيهم، سوى الإقناع، وهذا سلاح ربما لا يكون قوياً في الكثير من الأحيان في السيطرة على اللاعبين، وضمان أدائهم بالشكل المطلوب، أو استمرارهم مع الفريق».