الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

ما هي البطولة الرسمية في كرة القدم؟

ما هي البطولة الرسمية في كرة القدم؟

البطولات في كرة القدم

سؤال يطرحه كثيرون؛ ما هي البطولة الرسمية في كرة القدم؟

النقاش محتدم حول عدد البطولات الحقيقية في عدة دول، جدل مستمر في إسبانيا، ونقاشات ساخنة تصل السعودية، حيث عدة أندية تحاول أخذ حق الاعتراف بعدد أكبر من بطولاتها من المعترف به حالياً.

وقبل أيام، ساد جدل "غريب" بشأن بطولة كأس السوبر الإسبانية، فحاول البعض القول إنها غير رسمية، وهو قول خاطئ تماماً، لكن ما هو تعريف البطولة الرسمية؟


ليس هناك تعريف رسمي للمفهوم، لكن هناك شروطاً متعارفاً عليها لجعل البطولة معتمدة تاريخياً، وهي:


1- أن تكون البطولة قد نظمت من قبل اتحاد معترف به من قبل اتحاده القاري، أو اتحاد إقليمي أو قاري معترف به من "فيفا".

فمثلاً بطولة الدوري ينظمها الاتحاد المحلي المعترف به من قبل اتحاد قارته، وبالتالي هو يعتمد القوانين الكروية المعتمدة من الاتحاد القاري الذي يستمد روح قوانينه من فيفا، ما يجعل الأمر رسمياً.

لكن على سبيل المثال، البطولة العربية هي تحت الاتحاد العربي لكرة القدم، وهو اتحاد غير معترف به لا قارياً ولا من قبل فيفا، لذلك تصبح البطولة "غير رسمية" ولو كانت مهمة للجماهير، فالشعبية والاهتمام لا تعني شيئاً بخصوص الرسمية.

ويجب الانتباه هنا إلى شرط أن الفرق المشاركة في البطولة، يجب أن تكون تحت مظلة الاتحاد المعترف به والمنظم للبطولة، فلا يجوز على سبيل المثال، اعتبار بطولة ينظمها الاتحاد الغاني لكرة القدم رسمية، والفرق المشاركة في البطولة من الكاميرون والسنغال.

2- وجود نظام رياضي واضح للمشاركة أو التأهل، فلا بد من قوانين واضحة تحدد هوية المشاركين، فعلى سبيل المثال هناك تصفيات للصعود إلى كأس العالم، وهناك هبوط وصعود في بطولات الدوري، وأنظمة تضبط قوائم اللاعبين، وقوانين واضحة تغطي كل تفاصيل البطولة.

أي بطولة لا تشمل ذلك، لا يمكن اعتبارها رسمية، فمثلاً بطولة التحدي التي تقام في أمريكا صيفاً، لا تملك معالم واضحة للمشاركة والتأهل ولا حتى قوائم اللاعبين، وبالتالي هي تعتبر بشكل مؤكد غير رسمية.

3- أن تكون غاية البطولة الاستمرارية، فإقامة بطولة من قبل اتحاد معترف به كاحتفالية لمناسبة معينة فقط، لا يمكن اعتبارها رسمية.

فمثلاً لو قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الاحتفال بمرور 100 سنة على نهاية الحرب العالمية الثانية، وأقام بطولة يشارك فيها أبطال الدوري، وانتهت البطولة بانتهاء الاحتفالية، لا تعتبر رسمية، شرط ألا يقول الاتحاد الأوروبي حينها إن هذه البطولة نسخة خاصة من "دوري الأبطال"، مثلما فعل اتحاد أمريكا الجنوبية ببطولة المئوية التي اعتبرها قانونياً امتداداً لبطولة كوبا أمريكا.

الاعتراف العكسي بالبطولات

هناك بطولات عندما أقيمت، أخذت الطابع الرسمي، لكنها لم تحقق الشروط السابقة، ولم يتم اعتبارها رسمية آنذاك، إلا أن التوثيق الكروي شهد عدة مراجعات، معترفاً بتطور كرة القدم التدريجي.

فعلى سبيل المثال، اعترف فيفا بشكل شجاع في 27-10-2017 ببطولة كأس الإنتركونتينتال كبطولة عالم للأندية، واعتبار كل الفائزين فيها ما بين 1960-2004 أبطالاً للعالم للأندية، رغم أن البطولة لم تكن تقام تحت اتحاد رسمي، لكنها كانت تقام بمباركة الاتحادين الأوروبي والأمريكي الجنوبي لكرة القدم.

وكانت مبررات فيفا أن البطولة حققت الشروط الرسمية تقريباً، بوجود نظام واضح للتأهل (بطل أوروبا يواجه بطل ليبرتادوريس)، وقوانين واضحة لكافة تفاصيل البطولة، وحققت شرط الاستمرارية بشكل مذهل.

لكن بطولة المعارض الأوروبية التي كانت بذرة تطور بطولة الدوري الأوروبي لاحقاً لم تنل هذا الاعتراف، لأنها لم تحقق الكثير من الشروط، وكانت معالمها غير واضحة ولم تقم تحت مظلة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ولا مباركته.

وعلى الأندية التي تدعي وجود حق لها في التاريخ، أن تخاطب اتحاداتها، وربما يصل الأمر لمقاضاتها رياضياً، لإثبات شرعية بطولاتها، وتحقيقها شروط الرسمية في زمن إقامتها، لتحصل على حق "الاعتراف العكسي".