الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

إلى متى ستتحمل كرة القدم فيروس كورونا؟

إلى متى ستتحمل كرة القدم فيروس كورونا؟

كابوتو لاعب ساسولو يرفع لافتة تقول «كل شيء سيصبح على ما يرام. فقط ابقوا بالمنزل». (الرؤية)

مع تفشي فيروس كورونا في أوروبا، وخاصة إيطاليا، لم يعد خطراً يهدد الصحة العامة فحسب، بل وصناعة كرة القدم أيضاً، وطرح العديد من الأسئلة، أبرزها إلى متى ستتحمل كرة القدم ضربة كورونا؟ وكم ستبلغ ضريبة الفيروس على اللعبة؟

وتسبب كورونا في تأجيل العديد من الفعاليات الرياضية المهمة حول العالم، وبات خطراً يهدد أولمبياد طوكيو ويورو 2020، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا والبطولات المحلية في القارة العجوز

.

إيطاليا: الصحة العامة في مواجهة صناعة كرة القدم


ومع تخطي عدد المصابين في إيطاليا 7000 مصاب، و360 حالة وفاة، فإن الخطر الأكبر بات يحيق بالكرة الإيطالية، خاصة مع ظهور بعض الحالات داخل اللعبة منها ثلاثي فريق يوفنتوس للشباب ولاعب بالدرجة الثالثة وصحافي مرافق لبعثة فالنسيا الإسباني خلال مواجهة أتالانتا في دوري الأبطال، مما جعل مصير المسابقة في مهب الريح.

وفي الوقت الذي تم تأجيل جميع المباريات حتى الثالث من أبريل المقبل، ورسالة نجم المنتخب الإيطالي السابق ماريو بالوتيللي المؤثرة، فإن هذه الآراء تقابلها الصعوبات والتحديات الهائلة التي تواجه الأندية سواء مع إقامة المباريات دون جمهور أو التأجيل أو الإلغاء.

ويحرم قرار إقامة المباريات دون جمهور الأندية من عوائد هائلة، حيث تتراوح دخول أيام المباريات بين 15 و35% من إجمالي عوائد الأندية الكبرى خلال الموسم الكامل.

فعلى سبيل المثال، ووفقاً لبيان يوفنتوس المالي للموسم المنصرم، فقد بلغ دخله من بيع التذاكر وحده 70 مليون يورو، إضافة إلى 44 مليون يورو من المبيعات التي ترتبط بشكل غير مباشر بالحضور الجماهيري بملعب «أليانز»، فيما حصل من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) على 95 مليون يورو مقابل مشاركته في دوري الأبطال، أي أن يوفنتوس حصد من أيام المباريات ما يصل إلى 114 مليون، أي ما يزيد بنحو 20 مليون عن إجمالي ما حصده من دوري الأبطال.

أما إنتر ميلان، فيكفي للتدليل على قيمة الحضور الجماهيري الإشارة إلى تحقيقه ما يقرب من 7 ملايين يورو من مواجهته أمام برشلونة الإسباني في دوري الأبطال بملعب جوزيبي مياتزا.

أما بالنسبة للفرق التي لا تشارك في البطولات الأوروبية، فإن الوضع يزداد سوءاً، حيث تزداد أهمية عوائد الحضور الجماهيري.

ووفقاً للتقارير المالية لأندية الدوري الإيطالي، فإن متوسط سعر التذكرة يبلغ 57 يورو، فيما يصل متوسط الحضور الجماهيري إلى 24 ألف شخص.

ومع تبقي 6 مباريات لكل فريق على ملعبه، فإن إقامة تلك المباريات دون حضور جماهيري سيؤدي إلى وجود عجز كبير في ميزانية الأندية، وهو ما سينعكس بالسلب على قدرتهم على دفع رواتب اللاعبين والوفاء بتعهداتهم المالية.

أما إلغاء المسابقة، فسيؤدي إلى كارثة مادية تطول الجميع، نظراً لخسارة الأندية لعوائد البث التلفزيوني، وهو العائد الأبرز والرافد الرئيس لميزانيات الأندية والاتحادات واللعبة بشكل عام.



الوضع في فرنسا

ولا يختلف الوضع في فرنسا كثيراً عن إيطاليا بعدما قررت السلطات إقامة المباريات دون جمهور أيضاً، وذلك تنفيذاً لقرار إلغاء أي تجمعات تزيد على 1000 شخص.

وستقام مباراة باريس سان جيرمان مع بروسيا دورتموند في إياب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا خلف الأبواب المغلقة، ما سيصيب النادي الفرنسي بخسائر مادية جسيمة.



ألمانيا

أما بخصوص ألمانيا، فإن الحديث عن إقامة المباريات دون جمهور أو تأجيلها هو حديث الساعة حالياً، رغم أن الأمور ليست كمثيلتها في إيطاليا وفرنسا.

ووفقاً لتقرير الإذاعة الألمانية DW، تحت عنوان «مباريات أشباح ـ فوضى الرياضة الألمانية في زمن كورونا»، فإن الفوضى هي التي تسود المشهد الرياضي حالياً في ألمانيا.

وأوضح التقرير بعض القرارات التي اتخذتها الأندية الألمانية، مثل قرار نادي مونشنغلادباخ بسحب التذاكر الموسمية من مشجعيه المقيمين في منطقة هانزبيرغ الخاضعة للحجر الصحي بسبب كورونا، وتعويضهم بالمال وتذكرة لحضور مباراة في دوري أبطال أوروبا بعد انتهاء الأزمة.

وأشار التقرير إلى أن الاستغناء عن الحضور الجماهيري هو خسارة مادية فادحة تقسم ظهور أصحاب الأرض والضيوف معاً، كما أن النظام الفيدرالي الألماني يعني أن كل ولاية ستكون مسؤولة عن اتخاذ مثل هذا القرار، وهو ما يدمر فكرة تكافؤ الفرص من أساسها.



إسبانيا وإنجلترا

اتخذت السلطات الإسبانية قراراً بإقامة مباريات الجولتين 28 و29 دون جمهور، إضافة مباراة برشلونة مع نابولي في دوري أبطال أوروبا، وهو ما وافق عليه برشلونة مع الإشارة إلى أن ذلك سوف يكلفه خسارة مداخيل المباراة وقدرها 5 ملايين يورو، وإذا قسنا على هذه الخسارة استمرار إقامة المباريات دون جمهور، فلنا أن نتخيل أن خسارة ناد واحد قد تصل إلى 50 مليون يورو، فقط في الفترة المتبقية من الموسم.

وإذا كانت البطولة الإنجليزية في مأمن «حالياً» من هذه المعايير القاسية، فإنها لن تكون كذلك لفترة طويلة. وبالتالي فإن اقتصاد كرة القدم في أوروبا تحت تهديد خطر ومباشر إذا ما استمر تفشي فيروس كورونا لأبعد من نهاية شهر مارس الجاري، الموعد المحدد لانتهاء التوقف الدولي، الذي كان ضحية لفيروس لا يرحم حياة أو صناعة.