الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«كورونا» وراتب سيميوني وأقساط الملعب الجديد تؤزم وضع أتلتيكو مدريد المالي

مع تمدد أزمة فيروس «كورونا» المستجد، والتوقعات باستمرارها أطول مما توقع البعض، بدأت الكثير من أندية كرة القدم العالمية في اتخاذ إجراءات من شأنها الحفاظ على وضعها المالي في خانة الاستقرار، وأبرز تلك الإجراءات تخفيض أجور اللاعبين والمدربين في النادي.



وفي إسبانيا، توصل برشلونة خلال الساعات الماضية، إلى اتفاق مع لاعبيه بخفض أجورهم بنسبة 70%، وسبقه إلى ذلك إسبانيول وبلد الوليد وأتلتيكو مدريد، لكن من دون أن تعلن هذه الأندية نسبة تخفيض الرواتب، في حين كان ريال مدريد مخالفاً لهذا النهج، عندما أعلن رسمياً، أنه ليس بحاجة إلى تخفيض رواتب موظفيه ولاعبيه.



وفي أتلتيكو مدريد، يبدو أن الوضع الذي تسبب به فيروس «كورونا» أكبر من إشكالية تتم معالجتها بهذه الخطوة (تخفيض الرواتب)، والسبب هنا بحسب ديلي ميل البريطانية، يعود إلى راتب المدرب دييغو سيميوني الضخم، والذي ظل يرهق خزينة الروخيبلانكوس، وأيضاً الصرف البذخي في ميركاتو الصيف، إضافة إلى دفعه أقساط بناء ملعبه الحالي واند ميترو بوليتانو.



وتصدر أتلتيكو مدريد أخبار الميركاتو الشتوي بضمه البرتغالي اليافع جواو فيليكس، من بنفيكا البرتغالي، مقابل 126 مليون يورو، ليصبح أغلى لاعب في تاريخ النادي، وهي صفقة تزامنت مع انتقاله الفريق إلى ملعبه الجديد واند ميترو بولياتنو خارج مدريد، بدلاً عن ملعبه التاريخي فيسنتي كالديرون.



بنظرة سريعة إلى تاريخ أتلتيكو مدريد الحديث، يطل في الواجهة مؤسس نهضة الفريق الفنية، لاعبه السابق ومدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني، والذي تقول أرقامه إنه نجح منذ استلامه تدريب الفريق في قيادته لتحقيق لقب الدوري الأوروبي مرتين، ولقب في الليغا ومثله في كأس الملك، إلى جانب وصوله نهائي دوري الأبطال مرتين ونصف النهائي مرة، وهي أرقام لم يحققها الروخيبلانكوس طوال تاريخه على الأرجح.



وفي مقابل هذه الإنجازات، يبدو سيميوني الآخر، المدرب الذي يعد صاحب أعلى راتب بين نظرائه المدربين حالياً، وهو أمر بحسب الخبراء سيكون أحد أبرز العوامل التي ستهدد وضع أتلتيكو مدريد المالي في حال تمددت أزمة «كورونا»، وحالت دون إكمال الموسم في الليغا الإسبانية، حيث يحوم هنا شبح فقدان الأندية لأموال البث التليفزيوني، أو بحال كماله بدون جماهير.



وطوال فترته التي تقارب الثمانية أعوام و4 أشهر، جنى سيميوني ثروة طائلة من أتلتيكو مدريد تقدر بنحو 300 مليون يورو، وهو الآن يحصل على راتب سنوي قيمته 40 مليون يورو، بفارق 10 ملايين يورو عن أقرب ملاحقيه من المدربين أنطونيو كونتي.



بند الصرف يتضاعف

رغم كلفة راتب سيميوني الكبيرة، بدت إدارة أتلتيكو مدريد سخية في ميركاتو الصيف الماضي، وذلك عندما دفعت 126 مليون يورو، لضم جواو فيليكس (19 عاماً)، لتضع بالتالي جميع بيضها في سلة موسم فني مبهر، يحققه أبناء المدرب سيميوني، قبل أن تفاجأ بكورونا حالياً.

وقبل ذلك، صرف أتلتيكو مدريد الملايين على ضم الفرنسي توماس ليمار من موناكو، مقابل 70 مليون يورو (صفقة قياسية قبل مجيء فيليكس).

وتزامن هذا الصرف مع رغبة النادي في افتتاح ملعبه الجديد واندا ميترو بوليتانو، وهو الذي لم يكن ليكتمل لولا لجوء النادي ورئيسه إنريكي سيرزو إلى الاقتراض من الملياردير المكسيكي كارلوس سليم، مالك شركة انبرسا.



واستدان أتلتيكو مدريد من كارلوس سليم 200 مليون يورو، على أن يتم استرجاعها في موعد أقصاه 2028.



وتضاف أقساط هذا القرض إلى رواتب الفريق السنوية الكبيرة، و348 مليون يورو، ليبدو الوضع المالي للفريق في خطر كبير، ربما لن تكون إجراءات خفض الرواتب الحالية كافية لإنقاذه.



وفي هذا السياق، سبق وأن أعلن الفريق الإسباني في بداية الموسم، أنه يتوقع أن تصل عائداته بنهاية الموسم إلى 515 مليون يورو، وكان يعول عليها في أن تعيد ضبط ميزانه المالي، لكن شبح عدم اكتمال الموسم الحالي، أو إكماله خلف أبواب مغلقة دق فعلياً ناقوس الخطر في أروقة ملعب واناد ميترو بوليتانو الفخيم.



حلول

ربما من أبرز الحلول التي سيلجأ إليها الفريق هذا الصيف، هو بيع عدد من نجومه من أجل تعويض الخسائر المنتظرة.



وبحسب موقع ديارو آس الإسباني، المختص في أخبار انتقالات اللاعبين، فإن الفرنسي توماس ليمار سيكون أول (المباعين) من أتلتيكو مدريد.

ويأتي في المرتبة الثانية الغاني توماس بارتي (26 عاماً)، والذي سيفيد بيعه النادي كثيراً، إذ يبلغ شرطه الجزائي 50 مليون يورو.



ولا يبدو الحارس يان أوبلاك في مأمن من خروجه لأحد الأندية، وذلك على الرغم من ثقة النادي الكبيرة في بقائه لأطول مدة ممكنة مع الفريق.