الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

«كورونا» يهدد أحلام قطر في تنظيم مونديال 2022

تلقي أزمة كورونا بظلالها على جميع المنافسات الرياضية حول العالم، وخاصة مسابقات كرة القدم الدولية والمحلية، التي تم تعليقها مع بداية انتشار الفيروس على نطاق واسع حول العالم في الأسبوع الثاني لشهر مارس.

وظل الترقب سيد الموقف حول مصير الموسم الكروي في جميع القارات، وحجم التداعيات الاقتصادية التي ستعاني منها الأندية حول العالم، وكذلك هناك علامات استفهام كبيرة حول مستقبل كأس العالم 2022، في ظل إمكانية تأثر أشغال بناء الملاعب التي ستحتضن البطولة بعد عامين.

وحسب صحيفة «ذا غارديان» البريطانية، فإن أشغال بناء وتجهيز ملاعب كأس العالم 2022 مهددة بالتوقف في أي لحظة، في ظل استمرار عمل عدد كبير من العمال المهاجرين في مجموعات مكتظة وفي ظروف لا تحترم السلامة الشخصية والمسافة الموصى بها لتجنب تناقل العدوى، في ظل أزمة كورونا التي تعاني منها قطر وباقي دول العالم.

وستكون إصابة واحدة في صفوف العمال كفيلة بإحداث كارثة إنسانية، تضاف إلى كوارث سابقة طالما ظلت تلاحق قطر في هذا الملف تحديداً، وهو أمر اتهمتها بها رسمياً منظمات حقوق إنسان دولية، كما يمكن أن يضع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمام أزمة جديدة على بعد أقل من 1000 يوم على انطلاق المونديال المنتظر.

ونقلاً عن المصدر نفسه، فإن قطر لا تزال تصر على إكمال أشغال بناء 6 ملاعب مخصصة لكأس العالم بالوتيرة ذاتها، وفي بيئة العمل نفسها التي تثير سخط المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان منذ أكثر من 4 سنوات.

وتحاول قطر القفز على كل الظروف حتى سلامة العمال، من أجل تحقيق ما وعدت، بأن تجهز قبل انطلاق المونديال بعام كامل 8 ملاعب، و60 ألف غرفة فندقية، لكن هذا الأمر بحسب المراقبين، يبدو أحلاماً صعبة المنال، إذ لم يكتمل من الملاعب سوى ملعبين فقط، في حين تشير متابعات إلى أن قطر لن تنجز نصف عدد الغرف الفندقية التي وعدت به.

وفي سياق معاناة العمال، نقلت «ذا غارديان»، تصريحاً لأحد العمال الكينيين الذي قال: «أعمل كل يوم وأنا خائف من تعرضي للعدوى، فيروس كورونا مخيف لكن ليس لدي خيار آخر، أنا أحتاج إلى المال»، فيما قال عامل آخر من نيبال: «لم يوفروا لنا شيئاً، لقد اشتريت قناعاً من مالي الخاص من أجل حماية نفسي من خطر العدوى، العمال الذين لا يستطيعون شراء الأقنعة يقومون بتغطية وجوههم بالأقمشة وقطع الملابس المتوافرة».

وفي السياق ذاته، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً تعبر فيه عن مخاوفها من تعرض عمال ملاعب كأس العالم 2022 في قطر لفيروس كورونا، بعد رصد عدد من الخروقات في التعامل مع العمال الوافدين، من أبرزها الاكتظاظ الكبير في أماكن العمل وفي المخيمات المخصصة لإقامتهم، إضافة إلى عدم توفير الأقنعة والمعقمات الضرورية للعمال في مثل هذه الظروف، وعدم إخضاعهم لفحوصات دورية من أجل التأكد من عدم إصابتهم بالفيروس، في الوقت الذي عُلقت فيه أغلب أشغال بناء المشاريع الكبرى حول العالم، خوفاً على سلامة العمال والموظفين.

تعليق أشغال البناء

ووفقاً لمصادر أوروبية أخرى من أبرزها مجلة «ذا ويك» البريطانية، فإن احتمالية تعليق أشغال بناء ملاعب كأس العالم تظل واردة بشكل كبير، على الرغم من إصرار قطر على تجاهل سلامة العمال خلال أزمة كورونا، وفي حالة توقف الأشغال بالفعل خلال الأيام المقبلة، سيستمر ذلك لبضعة أشهر على الأقل، وهو الأمر الذي سيمنع قطر بشكل شبه مؤكد من تحقيق الهدف المنشود بتسليم جميع ملاعب كأس العالم 2022 قبل نهاية 2021.