الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أبرزها قوة الشخصية والطموح.. 10 معايير لاختيار مدرب الأبيض الجديد

أبرزها قوة الشخصية والطموح.. 10 معايير لاختيار مدرب الأبيض الجديد

من حصة تدريبية سابقة للأبيض. (الرؤية)

لم يتوقف الكثيرون، ربما، عند خبر إنهاء عقد المدرب الصربي إيفان يوفانوفيتش مع المنتخب الأول لكرة القدم الاثنين الماضي، وذلك نسبة لتوقعهم للخطوة حيث عقد المدرب القصير (6 أشهر)، وأيضاً لتأكيدات رئيس لجنة المنتخبات في اتحاد الكرة يوسف حسين السهلاوي بأن القرار فني بحت، لتتحول الأنظار بالتالي إلى المدرب الجديد الذي ستحدد هويته على الأرجح في غضون شهر.



والآن، تدور في الشارع الرياضي المحلي الكثير من الآراء، التي اتفقت في غالبيتها على ضرورة حسن اختيار الربان الجديد لسفينة الأبيض، من أجل تحقيق التطلعات ومسح الصورة المهزوزة للأبيض في الآونة الأخيرة.



وفي هذا السياق، فتحت «الرؤية» زاوية سعت عبرها للوقوف على المواصفات المطلوبة في المدرب الجديد، واستطلعت آراء عدد من الرياضيين والمحللين، والذين حددوا إجمالاً 10 شروط، يتوجب توفرها في المدرب الجديد، من أجل ضمان حقبة جديدة واعدة بالإنجازات.



الطموح يتصدر

وتأتي على رأس المواصفات أو الشروط الـ10 التي حددها الرياضيون، أن يكون المدرب صاحب طموح ولديه الرغبة في تحقيق مجد شخصي جديد، وليس مدرباً يتقاضى راتباً فقط.



ولم يغب العمر عن قائمة الاشتراطات، إذ شددوا على ضرورة أن يكون شاباً مواكباً للتطورات التي يشهدها عالم كرة القدم الحديثة، في حين رأوا في الشرط الثالث أن يتمتع المدرب الجديد بالخبرة الكافية التي تؤهله للعمل مدرباً لمنتخب الإمارات.



واستبعد الرياضيون في الشرط الرابع جنسية محددة للمدرب سواء كان إماراتياً أو أجنبياً مفضلين أن يكون اتخاذ القرار بالتعاقد معه، عائداً لقدراته التدريبية وليس لجنسيته.



وطالبوا في الشرط الخامس، بأن تكون مدة التعاقد طويلة لا تقل عن 3 سنوات حتى يتمكن المدرب من تنفيذ برنامجه التدريبي دون ضغوطات، إضافة لتفهم المدرب وإدراكه لطبيعة المرحلة الانتقالية التي تمر بها الكرة الإماراتية وهي تستشرف طريقها لبناء الجيل السادس حالياً بعد تقدم العمر بجميع عناصر المنتخب الأول وليس في مقدورها العطاء لفترة طويلة.



أما الشرط السادس، فتركز في مطالبة المدرب الجديد ببناء منتخب جديد بالتركيز على العناصر الموجودة في المنتخب الأولمبي الذي شارك في نهائيات كأس آسيا التي أقيمت في تايلاند 2020 يناير الماضي.



وتمثل الشرط السابع، في ضرورة الاستفادة من الأخطاء السابقة التي لازمت التجارب الأخيرة مع مدربي الأبيض تحديداً الثنائي (زاكيروني، ومارفيك)، لضمان عدم تكرارها مستقبلاً، سواء في فرض الانضباط على اللاعبين خارج وداخل معسكرات الأبيض.



وشدد الرياضيون في الشرط الثامن، على ضرورة، أن تكون شخصية المدرب قوية تؤهله للتعامل بحنكة واقتدار مع غرفة الملابس وما يدور بداخلها باعتبارها منبع المشكلات التي تعاني منها المنتخبات بشكل عام، وفي حال فرض السيطرة عليها من قبل المدرب، ستكون الأمور في مصلحة المنتخب، ويتجنب المشكلات التي تأتي منها.



وقللوا في شرطهم التاسع من أهمية أن يكون المدرب الجديد خاض تجربة في منطقة الخليج العربي، نسبة لانعدام المدربين الناجحين في السنوات الماضية مع المنتخبات الخليجية، وبالتالي ليس ضرورياً أن يكون من أصحاب التجارب ويجب منح الفرصة للوافدين الجدد.



وختموا قائمة الشروط الواجب توفرها في المدرب بمطالبة لجنة المنتخبات والشؤون الفنية، بتدقيق النظر في السير الذاتية التي تصلها للمدربين وأن يكون الاختيار لصاحب الكفاءة دون أي اعتبارات أخرى، وألا تتعجل في اختيار المدرب دون دراسة كافية والاطمئنان بأنه الأفضل.

السيطرة على اللاعبين ضرورة

ورأى المحلل الفني ومدير الفريق الأسبق لنادي النصر خالد عبيد أن أبرز الشروط التي يجب توفرها في المدرب الجديد هي قوية شخصيته، التي تمكنه من فرض سيطرته على اللاعبين، وكذلك إيمانه بالعمل الذي يقوم به وأن يختار فريق عمله بنفسه دون تدخلات، إضافة لقدراته الفنية العالية.

وأضاف عبيد: «المواصفات التي ذكرتها لا تتوفر حالياً في المدربين المواطنين وبالتالي هم خارج دائرة ترشيحات المدرب الجديد، والمرحلة المقبلة تحتاج إلى مدرب صاحب لمسة قادر على بناء منتخب جديد، وحل جميع المشكلات والصعوبات التي تعترض طريقه وهذا لا يتوفر في أي مدرب وإنما نوعية محددة من المدربين، وهو يصعب الأمر على المسؤولين في لجنة المنتخبات ويتطلب منهم بذل جهود مكثفة في مهمة اختيار مدرب جيد للأبيض».



وأكمل عبيد: «ليس بالضرورة أن يكون المدرب المقبل للأبيض صاحب تجربة في منطقة الخليج العربي فجل المدربين الذين دربوا منتخبات المنطقة في السنوات العشر الماضية لم يكونوا أصحاب تجارب ناجحة وليس هناك مدرب استمر لأكثر من 3 سنوات مع منتخب خليجي فلذلك عليهم استبعادهم من الترشيحات والابتعاد عن ظاهرة تدوير المدربين، والبحث عن وجوه جديدة لديها الرغبة في خوض تحديات جديدة».

المواطن الكفاءة

وبدروه، يدعم مدرب منتخب الإمارات الأسبق الوطني الدكتور عبدالله مسفر، تواجد الكادر الوطني في قيادة الأبيض مستقبلاً، وذلك نسبة لفشل الأجانب وعدم تحقيقهم لأي إنجازات تذكر مع كافة المنتخبات الوطنية،حسب رأيه، ما يتطلب بالتالي العودة لإفساح المجال للمدربين المواطنين.

وأوضح مسفر أنه في حال استقرار لجنة المنتخبات والشؤون على اختيار عنصر مواطن لتدريب الأبيض، ينبغي أن يكون الاختيار لصاحب الكفاءة التدريبية والشخصية المؤهلة وصاحب التجربة الدولية في الكرة الآسيوية مع المنتخبات الوطنية، وألا يكون هناك تنازلاً عن تلك المعايير، علماً بأنه جرى الاستعانة في الفترة الماضية بمدربين أقل كفاءة من المدربين المواطنين في عمل المنتخبات الوطنية تحديداً (الناشئين، الشباب، الأولمبي) ويجب أن يصحح هذا الوضع.



وتابع: «المرحلة المقبلة، تحتاج لمدرب مواطن ملم بتفاصيلها سواء المنافسة على التأهل لنهائيات كأس العالم 2022 أو كأس آسيا 2023، خصوصاً وأن المنتخب الأول خلال عامين تعاقب على تدريبه 3 مدربين فهذا يوضح أن هناك عدم استقرار، وبالتالي سينعكس على مردود اللاعبين فوجود العنصر الوطني مهم حالياً فهو قادر على حل كافة المشاكل التي يعاني منها اللاعبون وإعادة الأمور لوضعها الطبيعي وتصحيح المسار».

إنجازات الكوادر الوطنية

بدوره أيد مدرب فريق الرديف لنادي الشارقة عبدالمجيد النمر، ما ذهب إليه مسفر متمنياً أن يقود منتخب الإمارات مدرب مواطن بعد عدم التوفيق الذي لازم أكثر من مدرب أجنبي في الفترة السابقة.

وقال النمر: «تعاقب على المنتخب 3 مدربين باوزا، وزاكيروني ومارفيك بأسمائهم الكبيرة، إلا أننا لم نشهد أي إنجازات جديدة، وبقيت أفضل الإنجازات التي تحققت في عهد المدربين المواطنين خاصة مهدي علي».



وأردف: «الحال نفسه ينطبق على منتخبات الفئات السنية فهي الأخرى لم تحقق أي إنجازات في حقبة المدرب الأجنبي، ولذلك من الأفضل لمنتخبنا أن تبحث لجنة المنتخبات والشؤون الفنية عن مدرب مواطن متمكن لقيادة المرحلة المقبلة للأبيض، ومن وجهة نظري مهدي علي هو الأنسب حالياً لأنه يمتلك خبرة كبيرة على المستوى الدولي والآسيوي وحتى الخليجي كمدرب، وسبق وأن قاد المجموعة الحالية من اللاعبين».

الحذر في الاختيار ضرورة

وأكد الناقد الرياضي عادل درويش أن التدريب لا وطن له والمدرب صاحب الكفاءة هو من تبحث عنه المنتخبات والأندية، ومن هذا المدخل يجب أن تنظر لجنة المنتخبات والشؤون الفنية في اتحاد الكرة لملف اختيار المدرب الجديد بحذر.

وقال درويش: «من أهم الشروط التي يجب توافرها في مدرب الأبيض الجديد التأكد من تمكنه على التعامل الذكي مع غرفة الملابس التي دائما ما تكون سبباً للمشكلات التي تعاني منها المنتخبات لا سيما وأن اللاعبين يأتون إلى المنتخب من أندية مختلفة ولفترات محدودة فلا بد أن تكون هناك سيطرة تامة من قبل المدرب على تلك الغرفة».



وشدد درويش، على ضرورة أن يكون المدرب الجديدة مدركاً لصعوبة المرحلة المقبلة لمنتخب الإمارات باعتبارها مرحلة انتقالية من الجيل الخامس إلى الجيل السادس.



وأردف: «المنتخب الذي يجب تشكيله مستقبلاً سيكون هو الجيل السادس لكرة الإمارات بالتركيز على أفضل العناصر للاعبي منتخبي الأولمبي والشباب، خصوصاً بعد تقدم أعمار الجيل الخامس الذي يمثله لاعبو المنتخب الحاليون، ولهذا لا بد أن تتوفر في المدرب الجديد القدرة على بناء وتكوين منتخبات جديدة، وليس مدرباً عادياً يتعامل مع الأمر وكونه راتباً يتقاضاه آخر كل شهر، ولا بد أن يكون قائداً وصاحب مشروع طموح يسعى لتحقيق إنجازات وقادراً على خوض التحديات».



وطالب درويش لجنة المنتخبات والشؤون الفنية، باستصحاب صعوبات المرحلة وإدراجها ضمن معايير اختيار المدرب بحيث تكون المدة طويلة لا تقل عن 3 سنوات، فالعمل الذي ينتظر المدرب المقبل كبير ويحتاج لوقت.



وخلص درويش، إلى أهمية إيجاد انسجام وتوافق بين الأضلاع الثلاثة للمنتخب (اللاعبين، الجهاز الفني، الجهاز الإداري)، ويجب أن يكون كل طرف مستوعباً لدوره وما هو مطلوب منه، فالعمل جماعي يحتاج تضافر جميع الجهود وفي حال حدوث أي تراجع لضلع من الأضلاع الثلاثة ستكون النتائج غير مرضية.

الاستفادة من الأخطاء السابقة

دعا مدرب منتخب البحرين الأسبق والناقد الرياضي رياض الذوادي، لجنة المنتخبات والشؤون الفنية للاستفادة من الأخطاء التي صاحبت اختيارات المدربين السابقين للأبيض وألا تكررها مجدداً، فهناك 4 مدربين مروا على الأبيض دون أن يضعوا أي بصمة تذكر، فيجب على اللجنة أن تدرس بعناية ملفات المدربين الذين سيتم ترشيحهم لها دون استعجال واتخاذ القرار بهدوء.

ولفت الذوادي إلى أنه، ليس مطلوباً مدرباً مواطناً أو أجنبياً، وإنما مدرباً يملك الخبرة والمعرفة اللازمتين لكي ينجح في التحدي الأساسي وهو بناء منتخب جديد، خلافاً للجيل الحالي، فنهاك متسع من الوقت لاختيار الأفضل بعيداً عن جنسيته فالمدرب بلا موطن وإنما قدراته هي من تقدمه للجميع.