الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تداعيات فيروس كورونا تفرض مقاربة مختلفة للأندية في سوق الانتقالات

تداعيات فيروس كورونا تفرض مقاربة مختلفة للأندية في سوق الانتقالات
تستيقظ كرة القدم الأوروبية من سبات فيروس كورونا المستجد على واقع مختلف لما كانت عليه قبل الوباء، سواء كان بالنسبة للمباريات أو اللاعبين أو المشجعين، ولن يختلف المشهد خلف الكواليس لا سيما في مقاربة الأندية لنشاطها في سوق الانتقالات.

مع عودة عجلة الدوري الألماني إلى الدوران خلف أبواب موصدة بوجه الجماهير ووفق بروتوكول صحي صارم للحد من تفشي الوباء، تستعد كرة القدم لمواجهة أزمة اقتصادية ومالية ستؤثر على كل جوانب اللعبة.

وسيكون ذلك جلياً بشكل خاص في سوق الانتقالات الذي شهد في السنوات الأخيرة إنفاق الأندية الكبرى مبالغ باهظة وخيالية لشراء اللاعبين، كانت أبرزها الصفقة القياسية لانتقال البرازيلي نيمار من برشلونة الاسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي بقيمة 222 مليون يورو في 2017.


راقب الفرنسي داميان كومولي عن كثب كل هذه التطورات بعد أن ترك منصبه كمدير كرة القدم في نادي فنربغشة التركي في يناير الفائت.


وقال المدير الرياضي السابق لناديي ليفربول وتوتنهام الإنجليزيين لوكالة فرانس برس إنه يتوقع تراجع قيمة الصفقات "بنسبة بين 30 و50% مقارنة بالأسعار المعتادة وتراجع بنسبة 70 إلى 75% من نشاط" الأندية في السوق.

وسيؤثر تراجع إيرادات الأندية جراء عدم بيع تذاكر المباريات بشكل كبير على ميزانياتها. أما في ما يخص التعاقد مع اللاعبين، فإن الموكلين تلك المهمة لم يتمكنوا ببساطة من أداء مهامهم.

الاستفادة من الوقت

ويقول مارتن غلوفر مدير قسم الكشافة في نادي ساوثمبتون الإنجيليزي إن "الجزء الأكبر من عملي هو مراقبة الأهداف (اللاعبين) لأسواق الانتقالات المقبلة"، حيث غالباً ما يمضي الكشافون وقتهم يتنقلون من ملعب إلى آخر وبين البلدان لمشاهدة اللاعبين الذين يرغبون في الحصول على خدماتهم.

ويتابع غلوفر الذي عمل سابقاً مع إيفرتون "أكون خارج البلاد كل أسبوع تقريباً. قد أسافر إلى باريس لمشاهدة باريس سان جيرمان واليوم التالي إلى ألمانيا لمشاهدة لاعب آخر. يشمل أسبوعي 3 أو 4 مباريات مباشرة" من الملعب.

وشغل روبرت ماكينزي دوراً مشابهاً في فريق لوفن الذي ينافس في الدرجة الثانية البلجيكية والذي بات منذ 2017 مملوكاً من مجموعة "كينغ باور" التايلاندية مالكة نادي ليستر سيتي بطل إنجلترا عام 2016.

ويقول ماكينزي، الذي يتابع من أرض الملعب ما يقارب 20 مباراة في مختلف الدوريات خلال شهر واحد، لفرانس برس "من الواضح أن للوضع الحالي آثاراً كبيرة على ما كان تاريخياً أهم جزء من العملية: تقييم اللاعبين مباشرة من أرض الملعب".

ويضيف "أفكر غالباً متى ستكون المرة المقبلة التي أجلس فيها بملعب كرة قدم لأتابع مباراة، من يعلم؟"

إلا أن ماكينزي لم ينف أن فترة توقف المباريات وفرّت له وقتاً لتقييم الأمور والخيارات.

في المقابل، أثار نيوكاسل يونايتد الإنجليزي الجدل عندما منح ستيف نيكسون، مدير قسم الكشافة، إجازة مع موظفي القسم بأكمله، مما أدى إلى تعطيل قسم مهم في النادي.

على أي حال، كيف يمكن أن يخطط ناد في الدوري الممتاز لسوق الانتقالات الصيفية من دون معرفة ما إذا كان سيبقى في البرمييرليغ الموسم المقبل أو إذا كان الموسم الحالي سيُستأنف من عدمه، لا سيما إذا نظرنا إلى التداعيات المالية؟

ويقول غلوفر "هناك الكثير من الأمور التي لا يمكن تقييمها أو التنبؤ بها. لسنا بناد قد ينفق 80 مليوناً لشراء لاعب على كل حال".

وتابع "أنا متأكد من أن الفرص ستقدم نفسها تلقائياً نظراً لكل ما حصل، سواء في الداخل أو في الخارج، ولكن الجزء الأصعب هو المالي".

مقاربة مختلفة

ويقر غلوفر بأن المقاربة في سوق الانتقالات ستتغير للأبد. ساهم كومولي في إدخال استخدام البيانات والإحصاءات إلى كرة القدم الإنجليزية ويعتقد أن هذا النهج سيلقى رواجاً.

ويقول كومولي "ستستخدم ربما أندية أكثر البيانات والإحصاءات بدلاً من الكشافة المباشرة وقد تحقق الأندية أكثر عن اللاعب نفسه، عائلته وطريقة عيشه".

وتابع "إذا كانت لي فرصة واحدة لمتابعة اللاعب مباشرة (من الملعب) أو أن ألتقيه مع عائلته، سألجأ إلى فرصة أن ألتقيه مباشرة".

ويعتقد الفرنسي أن الأندية التي ركزت على الكشافة عن طريق الفيديو والبيانات يمكن أن تخرج من الأزمة من دون ضرر على فرقها.

ويشمل ذلك الأندية في الدرجات الدنيا أيضاً، بما فيها لوفن الذي سينتظر حتى أغسطس لخوض منافسات "بلاي أوف" لمعرفة الدرجة التي سينافس فيها الموسم المقبل.

ويؤكد ماكينزي "أعتقد أن العديد من الفرص ستتقدم لنا في النادي نتيجة الوضع الحالي، لم تكن في الحسبان سابقاً".