السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

زيدان في عصر كورونا.. قائد أوركسترا التناوب والمداورة

زيدان في عصر كورونا.. قائد أوركسترا التناوب والمداورة

زيدان مع لاعبي ريال مدريد. (ماركا)

قاد الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد الفريق في عصر كورونا لتحويل تأخره بفارق نقطتين عن المتصدر برشلونة إلى التفوق بفارق 4 نقاط وذلك قبل 3 جولات من نهاية المسابقة.

وطالب زيدان مع استئناف النشاط الرياضي لاعبيه بتحقيق الفوز في 11 مباراة نهائية وبالفعل نجح الفريق في الفوز في 8 مباريات حتى الآن ليتبقى له 3 نهائيات أمام غرناطة وليغانيس خارج الديار وفياريال على ملعب ألفريدو دي ستيفانو.

قائد الأوركسترا

ظهر زيدان كقائد لأوركسترا موسيقية بخبرة كبيرة نجح من خلالها في التحكم في التناوب والمداورة للحفاظ على لياقة اللاعبين.

قائد الأوركسترا هو شخص لا يعزف على آلة موسيقية مثلما لا يلعب زيدان بالكرة ويكتفي بالوقوف خارج الميدان لكن آلته هي يداه المُنسجمتان مع بقية أجزاء جسده وتعبيرات عضلات وجهه. يُمسك في إحدى يديه عصا صغيرة ورفيعة يُحركُها بمسارات راقصة صعوداً ونزولاً ليتحكم في الجميع مثلما زيدان يفعل بتعليماته التي يوجهها للاعبيه.

تحكم المدرب الفرنسي في رتم المباريات ومنح لاعبيه الحوافز للقتال على لقب الليغا بهذا الشكل وهو من قلب الطاولة على برشلونة في الجولات الثمانية الماضية في عصر الكورونا.

رفع زيدان شعار «لكل لاعب خيار» بديلاً لذلك قرر أن يجد بديلاً لكل لاعب في التشكيلة الأساسية لفريقه عكس حال المدرب كيكي سيتيين الذي فشل في العثور على بديل للاعبين أمثال جوردي ألبا وليونيل ميسي ونيلسون سيميدو وجيرارد بيكيه وسيرجي بوسكيتس وفريكي دي يونغ.

التناوب في الدفاع

منح زيدان في غياب راموس وفاران الثقة الكاملة للبرازيلي ايدير ميليتاو الذي أصبح الآن لاعباً مهماً في تشكيلة الفريق الأبيض عقب مستواه المميز أمام أتلتيك بلباو وديبورتيفو ألافيس كما استطاع المدرب الفرنسي أن يخلق منافسة بين فيرلاند ميندي ومارسيلو في مركز الظهير الأيسر وأن يعوض غياب داني كارفخال سواء من خلال إشراك ميندي كظهير أيمن أمام إيبار أو الاعتماد على لوكاس فاسكيز كظهير أيمن ضد ألافيس.

افتقد المدرب الفرنسي ناتشو فيرنانديز متعدد الاستعمالات الذي يجيد اللعب كظهير أيمن وأيسر وقلب دفاع لكنه نجح في تعويض ذلك بالاعتماد على ميليتاو في الدفاع كبديل لراموس وفاران مع تواجد خافي سانشيز كخيار رابع على دكة البدلاء مع تواجد ميندي ومارسيلو وميغيل غوتيريز كخيارات في الجانب الأيسر وكارفخال وفاسكيز وميندي وميليتاو في مركز الظهير الأيمن.

حلول مثيرة في الوسط

يمتلك زيدان الكثير من الحلول الرائعة في الوسط لاسيما مع تواجد رباعي بحجم مودريتش وكاسيميرو وفالفيردي وكروس كما هناك إيسكو اللاعب الذي يمكنه استخدامه في وسط الارتكاز.

عندما افتقد زيدان إلى كاسيميرو أشرك فالفيردي في مركز الوسط الدفاعي كما قرر إراحة لوكا مودريتش في أكثر من لقاء والاعتماد على كروس وفالفيردي وكاسيميرو معاً في الوسط في غياب الساحر الكرواتي الأنيق.

هازارد ليس ميسي

في برشلونة لا يمكن الاستغناء عن ميسي، سيتيين رفع شعار أن النجم الأرجنتيني غير قابل لراحة لذلك يشعر اللاعب بإجهاد شديد بسبب لعب 8 مباريات توالياً من دون راحة تماماً بينما في الطرف الآخر فإن زيدان أثبت أنه يمكنه تعويض هازارد سواء عن طريق الاعتماد على فينيسيوس أو أسينسيو أو رودريغو كما هناك خيارات بديلة مثل فاسكيز وإبراهيم دياز وذلك رغم خروج غاريث بيل وخاميس رودريغيز من حسابات المدرب.

ورغم مشاكل لوكا يوفيتش التي لا تتوقف لكن بنزيمة نجح في الحفاظ على لياقته البدنية كما قرر زيدان إراحته في الدقائق الأخيرة من المباريات مع التفكير في إشراك ماريانو دياز في العديد من المباريات أو إيدين هازارد كما حدث في لقاء ألافيس.

عرف زيدان جيداً وبحيلة ذكية أن يدير فريقه ليلعب مباراة كل 72 ساعة دون الشعور بالتعب والإرهاق كما عرف تعويض المصابين أمثال فاسكيز وناتشو ويوفيتش وتمكن من تعويض إيقاف كاسيميرو وكارفخال وراموس ومودريتش ليكون فريقاً قادراً على السير نحو الأمام حتى في غياب أهم لاعبيه وهو أمر لم يحدث في برشلونة ليتمكن مدريد من الاقتراب من الظفر باللقب حيث يحتاج فقط إلى فوز وتعادلين في آخر 3 مباريات من أجل الفوز بالليغا هذا الموسم.