الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

البيت الكاتالوني يتداعى

البيت الكاتالوني يتداعى

نجم برشلونة ليونيل ميسي. (أ ب)

لم يكن أكثر المتشائمين وسط مشجعي برشلونة الإسباني يتوقع ما حدث للفريق الكتالوني ليلة الجمعة في لشبونة، وذلك بعد السقوط المذل لرفاق ميسي أمام بايرن ميونيخ الألماني بـ8 ـ 2، في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا (الشامبيونزليغ)، ليودع البرسا البطولة ملاحقاً بعار هزيمة لم يتجرع مثلها بمباراة واحدة منذ 1946، وتحديداً بعد الخسارة أمام إشبيلية صفر ـ 8 في مسابقة الكأس الإسبانية.



وعلى ملعب النور بدا وأن بايرن ميونيخ يلعب وحيداً بعد أن ظهر برشلونة بلا روح، ليتجرع البلاوغرانا هزيمة ساحقة، لن تنتهي تبعاتها عند وداع البطولة وغضب الأنصار، بل ستتخطى ذلك لتقلب الأوضاع في البيت الكتالوني رأساً على عقب، هذا إن لم يتداعَ تماماً جراء وقعها وصداها غير المسبوق.



العزاء في التغيير

في خضم الغضب اللامتناهي بين أنصار البرسا، تبدو كلمات من قبيل التغيير الجذري، وإعادة ترتيب البيت هي المسكن الوحيد في الوقت الحالي لامتصاص الصدمة الكبيرة، وبالفعل كان مدافع الفريق جيرارد بيكيه أول من عزف على هذا الوتر، عندما طالب بعد المباراة بإجراء تغيير شامل في منظومة الفريق، كما عرض نفسه لأن يكون أول المغادرين، إذا ما رأت رياح التغيير عدم صلاحيته لفترة ما بعد الهزيمة التاريخية المشينة لتاريخ وسمعة البلاوغرانا.



ومن جانبه أكد رئيس نادي برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو بأن الوقت قد حان تماماً لاتخاذ إجراءات كبيرة، وقال: «سنتخذ قرارات معينة.. بعضها تم اتخاذه بالفعل قبل المباراة».

وفي السياق ذاته، سيكون بارتوميو في مرمى نيران منتقديه مجدداً، إذ انتاشته بالفعل الكثير من هذه السهام السبت.

وقال رئيس البرسا السابق خوان لابورتا على حسابه على تويتر: «تصريحات بارتوميو علامة على الجبن وعدم الكفاءة».

وبدوره، قال فيكتور فونت المرشح المحتمل لرئاسة النادي: «مر النادي بسنوات عديدة من الخزي والحزن».



وبالعودة إلى التغيير المنتظر يتوقع أن يكون المدرب سيتين أول الضحايا، إذ يرتقب أن يتم الإعلان عن ذلك في غضون ساعات قليلة.

ورشحت تقارير إعلامية نجم الفريق السابق والمدرب الحالي لنادي السد تشافي هيرنانديز لتولي المهمة، رغم عدم علاقته الجيدة مع الإدارة الحالية.

ويعد المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو خياراً آخر مرشحاً للمسؤولية، وفي هذا الخصوص أكدت تقارير عدة أن بارتوميو تناول معه العشاء أخيراً، وتطرقا لمسألة قيادته تدريب الفريق.



صداع ميسي



ربما كان التعاطف الوحيد الذي حصده برشلونة في ليلة السقوط المخزي كما وصفته الصحف الكتالونية، سببه أسطورته الأرجنتيني ليونيل ميسي، وذلك نظراً لما نثره من إبداع بقميص برشلونة، لكن في الوجه المقابل، بدأت الكثير من التكهنات تسري بشأن طلاق نهائي للنجم مع برشلونة.



ولا يعيش ميسي في أفضل حالاته خارج المعلب، وتحديداً منذ 2017، عندما سمح بارتوميو لسان جيرمان الفرنسي بكسر الشرط الجزائي للبرازيلي نيمار، وهو الذي كان يشكل مع ميسي وسواريز هجومياً مرعباً في كرة القدم.



وتواصلت خيبة ميسي بفشل الثلاثي كوتينيو وديميبلي وغريزمان في خلافة نيمار، قبل أن يزيد بارتوميو الطين بلة، بإقالته المدرب إرنستو فالفيردي وتعويضه بكيكي سيتين، وهو أمر لم يكن يرغب فيه ميسي.



يذكر أن برشلونة صرف على الثلاثي نحو 350 مليون يورو، وهو مبلغ كان كافياً في جعل نيمار يعدل عن قرار الرحيل.



والآن، وفي ظل الحديث عن إكمال بارتوميو لسنته الأخيرة في إدارة برشلونة، يبدو أن رحيل ميسي، بات أقرب عن أي وقت مضى، وهو أمر إن حدث سيقضي على آخر أمل لبارتوميو في تجاوز العاصفة المدمرة.



وفي هذا السياق، بدأت الكثير من التقارير ترشح ميسي للانضمام إلى مانشستر سيتي الإنجليزي والاجتماع مجدداً مع مدربه السابق بيب غوارديولا، وهو السيناريو الأكثر قرباً للتحقق حتى الآن.



وكانت تقارير أخرى رشحت ميسي للانضمام إلى إنتر ميلان في الأسابيع الماضية، وذلك في أعقاب شراء والده ووكيل أعماله خورخي ميسي منزلاً في مدينة ميلانو الإيطالية.