الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

اضحك.. الصورة.. لها حقوق؟

وضع توتنهام جماهيره في حالة ترقب طوال شهر ديسمبر الماضي، وذلك بعد تناقل الصحف البريطانية اقترابه من التعاقد مع النجم الأرجنتيني باولو ديبالا، قبل أن تتحول حالة التفاؤل بين أنصار السبيرز إلى صدمة، وذلك بعد تعثر الصفقة بسبب ما يصطلح عليه بـ«حقوق الصورة» في عقد اللاعب، والتي تمتلكها شركة ستار إيمدج الشهيرة.

وطلبت الشركة التي يوجد مقرها في مالطة، نحو 14 مليون جنيه استرليني لبيع تلك الحقوق إلى توتنهام، والذي رفض هذه الزيادة غير المتوقعة في قيمة الصفقة.

وما بين حسرة توتنهام وفرحة السيدة العجوز بتألق الأرجنتيني و الدور المؤثر له في التتويج بالبطولات، ظهر على سطح الأحداث موضوع حقوق الصورة، فما هي قصة هذا المصطلح في عالم الرياضة؟


أكبر من مجرد فوتوغرافيا


خلافاً لما يعتقد البعض بأن حقوق الصورة هي فقط بيع الصور التي يتم التقاطها للاعب وتسويقها على منصات التواصل الاجتماعي، فإن الأمور لا تبدو بهذه البساطة ،رغم أن ذلك جزء منها، وإجمالاً، تشمل حقوق الصورة حق اللاعب في استغلال صورته واسمه وهيئته وصوته وتوقيعه وطريقة احتفاله، وأي شيء يميز شخصيته، بمعنى أن يقوم موكله بتسجيل ذلك بشكل مماثل لما يحدث في الملكية الفكرية للاختراعات والابتكارات.

وبعد ذلك يكون بمقدور اللاعب استغلال هذا الأمر لأهداف تجارية أو إعلانية، ما يبررالأرقام الفلكية التي يتحصل عليها النجوم جراء حقوق صورتهم، مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي أو البرتغالي كريستيانو رونالدو.

وعلى سبيل المثال، لا يمكن لأي معلن أن يستخدم طريقة احتفال رونالدو الشهيرة دون الحصول موافقة من صاحب حقوق الصورة للاعب، حتى لو لم تظهر صورة اللاعب في الإعلان.

لماذا لا يحتفظ اللاعبون بحقوق الصورة الخاصة بهم؟

عادة، ما يقوم اللاعبون بإنشاء شركة خاصة بإدارة حقوق الصورة الخاصة بهم أو بيعها إلى شركة مختصة في التعامل مع مثل هذه الحقوق. في حالة ديبالا على سبيل المثال، باع اللاعب تلك الحقوق إلى شركة ستار إيمدج من مالطة منذ عام 2016. ومن النادر أن يحتفظ لاعب بحقوق الصورة الخاصة به، حيث سيضطر لدفع الكثير من الضرائب عنها، فيما سيدفع ضرائب أقل بكثير إذا كان من يملك تلك الحقوق شركة وليس فرداً.

وفي بريطانيا، سيكلف احتفاظ اللاعب بحقوق الصورة ضرائب تبلغ نسبتها 45% من عوائدها، أما إذا آلت ملكيتها إلى شركة، فتلك الشركة تقوم بدفع 18% فقط من عوائد حقوق الصورة كضرائب.

حقوق بين النادي واللاعب

وتعتبر حقوق الصورة من الأمور المعقدة التي تستهلك الكثير من الوقت عند التفاوض بين النادي واللاعب، نظراً للمساحة الرمادية الكبيرة التي تحتويها، حيث يسعى النادي دوماً لزيادة استفادته من حقوق الصورة الخاصة بلاعبه، سواء لبيع منتجاته (من قمصان وما شابه)، أو للترويج إلى رعاة النادي، أو مشاركة اللاعب في الفعاليات الخاصة بالنادي.

وعلى الجانب الآخر، يحاول اللاعب دائماً الحصول على أكبر قدر من حقوق الصورة الخاصة به، خاصة إذا كان اللاعب نجماً كبيراً.



فالأرجنتيني ليونيل ميسي ينص عقده مع برشلونة على حصوله على نسبة 100% من حقوق الصورة الخاصة به، حيث يملك نجم البرسا الأول شركة خاصة لإدارة تلك الحقوق.

وبفضل استحواذ ميسي على حقوق صورته، فإن ميسي يحصد 35 مليون دولار سنوياً من مشاركاته الإعلانية مع بيبسي وجيليت والعديد من الحملات الأخرى.

أما النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، فقد باع حقوق الصورة الخاصة به إلى بيتر ليم مالك نادي فالنسيا الإسباني في عام 2015، بعقد لمدة 6 سنوات حتى 2021، ويحصد من ورائها نحو 44 مليون دولار سنوياً.

ولا ينسى المتابعون في الوطن العربي أزمة النجم المصري محمد صلاح هداف ليفربول الإنجليزي، مع اتحاد الكرة في بلاده بخصوص استخدام صورته في دعاية لإحدى شركات الاتصالات في مصر دون إذنه، وهي الأزمة الأولى من نوعها على المستوى العالمي التي تنشب بين لاعب واتحاد الكرة المحلي بخصوص حقوق الصورة.

وانتهت الأزمة آنذاك بإزالة صورة صلاح، لكنها سلطت الضوء على «حقوق الصورة» من عدة جوانب كان يجهلها الملايين من عشاق كرة القدم.