الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

زيدان.. الأخلاق أهم من كرة القدم

زيدان.. الأخلاق أهم من كرة القدم

ليونيل ميسي وزين الدين زيدان. (ماركا)

قد يختلف النقاد والجماهير على زين الدين زيدان من الناحية الفنية، هناك من يراه مدرباً عملاقاً حقق لقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات على التوالي، ويصنفه بجانب بيب غوارديولا ويورغن كلوب وهانز فليك وكبار المدربين في العالم حالياً.

البعض الآخر من النقاد ينتقدون زيدان بسبب معاملته القاسية للاعبين أمثال غاريث بيل وماريانو دياز وجيمس رودريغيز ولوكا يوفيتش لكن المؤكد أن زيدان من الناحية الأخلاقية هو الشخص الذي لا يمكن سوى الاتفاق على أنه واحد من أبرز المدربين سلوكياً في الوقت الحالي.



رفض استغلال مصائب برشلونة

في مؤتمر صحفي الجمعة رفض زيدان الحديث عن الخلافات بين ليونيل ميسي قائد برشلونة وبين رئيس النادي جوزيب ماريا بارتوميو، مدرب ريال مدريد الحالي، أكد أن جميع الأندية لديها خلافات داخلية وأن برشلونة سوف يقاتل للمنافسة على جميع الألقاب في الموسم الحالي.



زيدان لم يفكر في الضغط على ميسي للرحيل بتصريحات نارية أو انتقاد أسلوب بارتوميو أو السخرية مما يحدث في برشلونة مثلما يفعل الكثير من المدربين ورؤساء الأندية لتحويل الضغط على المنافسة، ما يريده زيدان هو المنافسة الشريفة وهو ما يجب أن يتم تعليمه للناشئين في الوطن العربي وليس السخرية من المنافسة أو البحث عن الاستفادة من مصائبه خارج الملعب.

زيدان هو الرجل الذي يرفض فكرة انتقاد الحكام أو الحديث عن الأخطاء التحكيمية كما يرفض الرد على انتقادات وسائل الإعلام ولم ينتقد يوماً ما لاعباً، سواء كان داخل أو خارج الفريق.



الرد على بيل

أكد غاريث بيل أنه تعرض لضغوطات هائلة من قبل جماهير ريال مدريد وتم إطلاق صافرات الاستهجان ضده بشكل مستمر كما قال الويلزي أنه غير نادم على أي شيء قام به في ريال مدريد بينما صرح جوناثان بارنيت وكيل بيل أن جماهير النادي الأبيض العاصمي عليها أن تقبّل الأرض الذي يسير عليها اللاعب.



الأمر كان مختلفاً تماماً بالنسبة لزيدان الذي رفض الرد على تصريحات بيل ووكيله وقال في مؤتمر صحفي: «لن أجيب على ما قاله، أتمنى له الأفضل دائماً، وهذا كل شيء».



زيدان من جديد أكد أنه رجل لا يحب إقحام نفسه في المشاكل ويبحث دائماً عن العمل في هدوء واستقرار، وهو سر من أسرار نجاح المدرب في الفريق، وجعل غرفة خلع الملابس في صفوف النادي الأبيض متماسكة ومتحدة في عهد المدرب الفرنسي عكس الحال تحت قيادة جوزيه مورينيو أو أي مدرب آخر.



استغل زيزو كثيراً خبراته كلاعب سابق في ريال مدريد لمعرفة كيف يسيطر على غرفة خلع الملابس ويبعد الضغوطات عنه وعن لاعبيه، على سبيل المثال عندما كان على أعتاب الإقالة قبل مواجهة اسطنبول في دوري أبطال أوروبا أكد المدرب أنه يعلم جيداً أنه لن يستمر في تدريب النادي مدى الحياة.



زيدان ليس فقط لاعباً عبقرياً أو مدرباً ذكياً تكتيكاً بل شخصية تناسب الأندية الكبيرة، هو رائع سلوكياً ويمتلك أسرار الاستقرار داخل أي مكان يعمل به وهو ما يساعد بشكل كبير على نجاح أي مشروع يتواجد به المدرب.