السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

بارتوميو يطوي صفحة برشلونة مكرهاً بعد سلسلة فضائح

بارتوميو يطوي صفحة برشلونة مكرهاً بعد سلسلة فضائح

بارتوميو.

يتعيّن على نادي برشلونة الإسباني استعادة الثقة بعد غرقه منذ يناير في أزمة عميقة يأمل جمهوره أن تكون وصلت إلى خواتيمها السعيدة، بعد استقالة رئيسه جوزيب ماريا بارتوميو ومجلس إدارته الثلاثاء.

برغم نفيه تقديم استقالته قبل يوم واحد إثر استهدافه بتصويت لسحب الثقة منه، رفع بارتوميو أخيراً الراية البيضاء، بعد تعرضه لانتقادات لاذعة من الجماهير، اللاعبين وأعضاء مجلس إدارته.

قبل 24 ساعة من قراره، قال بارتوميو: «أعتقد أنها ستكون أسوأ لحظة للتخلي عن بارسا»، لكنه لم يتأخر بإعلان الاستقالة راضخاً للضغوط والأمر الواقع «قرار مدروس، هادئ ومشترك وافق عليه جميع أعضاء مجلس الإدارة».

وتمكن المعارضون (بينهم بعض المرشحين للانتخابات الرئاسية للنادي المقررة في 20 مارس 2021) من جمع أكثر من 16521 توقيعاً ضرورياً من الأعضاء (المشجعين-المساهمين) لتفعيل مسلسل العزل.

وكان بارتوميو (57 عاماً) انتخب رئيساً للنادي الكاتالوني عام 2014 وأحرز الفريق في ولايته بطولة إسبانيا 4 مرات ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة عام 2015. ومن المقرر إجراء انتخابات جديدة في غضون 3 أشهر، مع تولي مجلس إدارة مؤقت المسؤولية.

وشهدت ولايته توترات كبيرة في النادي، على غرار فقدان النجم البرازيلي نيمار المنتقل إلى باريس سان جيرمان الفرنسي ثم اختيار بدلاء عير موفقين له، التعاقد مع شركة اتهمت بتلميع صورة الإدارة على حساب اللاعبين في وسائل التواصل الاجتماعي، النزاع بين قائد الفريق الأرجنتيني ليونيل ميسي والمدير الرياضي إريك أبيدال قبل إقالته لاحقاً وأزمة تخفيض الرواتب في خضم أزمة كورونا.

كان عام 2020 كارثياً على برشلونة على مختلف الأصعدة، فيما أتت الاستقالة بعد خسارة رمزية أمام الغريم التاريخي ريال مدريد 1-3 في الدوري، وفي عقر داره ملعب «كامب نو».

- ديون ثقيلة

لكنها لم تكن أثقل الخسائر في 2020 لـ«بلاوغرانا»، فقد تعرض للإذلال أمام بايرن ميونيخ الألماني 2-8 في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، لينهي أول موسم له في 6 سنوات دون إحراز أي لقب في مختلف المسابقات.

أثّرت أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد كثيراً على مالية النادي أيضاً، فقد أقر مجلس الإدارة الاثنين موازنة 2020-2021 مع الكثير من التخفيضات، وذلك بعد الإعلان عن خسائر بلغت 97 مليون يورو (114 مليون دولار) الموسم الماضي وتعميق مجمل الديون إلى 488 مليون يورو.

ضربة أخرى لنادٍ مثقل بالديون (200 مليون يورو كربح فائت منذ بداية الحجر، زائد صافي الدين بنحو 200 مليون يورو منذ بداية 2019).

طلب النادي من لاعبيه التفاوض مجدداً على تخفيض رواتبهم، وذلك بعد التخلص من بعض أصحاب الرواتب الكبيرة على غرار البرازيلي أرتور، الكرواتي إيفان راكيتيتش، التشيلي أرتورو فيدال والأوروغوياني لويس سواريز.

وكاد بارتوميو يفقد الأسطورة الحية في النادي، الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي طلب صراحة الرحيل مجاناً الصيف الماضي وفسخ عقده من جانب واحد، معبراً عن خيبة أمله من النتائج وقرارات الإدارة على غرار أسلوب التخلي عن صديقه سواريز.

ورغم هذا الإعصار المستمر منذ مطلع يناير، حاول برشلونة إعادة بناء تشكيلته في سبتمبر مع تسمية المدرب الهولندي رونالد كومان مدرباً بدلاً من كيكي سيتيين المقال من منصبه.

أخفى كومان، المُهدَّد ربما مع الإدارة الجديدة، تراجع كوادر الفريق على غرار ميسي والفرنسي أنطوان غريزمان من خلال الدفع بالمواهب الشابة مثل أنسو فاتي، بيدري والبرتغالي ترينكاو.

ملامحُ أمل نادرة لن يشهد بارتوميو على إمكانية نجاحها ومحاولة برشلونة استعادة موقعه الطبيعي محلياً وأوروبياً.