الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

فيفا كورونا داي.. من يعوض الأندية عن خسارة لاعبيها؟

فيفا كورونا داي.. من يعوض الأندية عن خسارة لاعبيها؟

من مباراة إسبانيا وسويسرا. (AP)

وليد فاروق ـ دبي

باتت أيام الفيفا أشبه بـ«كابوس» يؤرق «منام» عالم كرة القدم على فترات متقاربة ويهدد سلامة اللاعبين الدوليين، في ظل عودة ازدياد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، وكثرة حالات إصابة لاعبين دوليين بعد انضمامهم إلى منتخبات بلادهم، ما يعني تهديداً كبيراً لقدرة الأندية على المنافسة في البطولات التي تشارك فيها في ظل غياب أبرز عناصرها.

وتشهد الأجندة الدولية خلال فترات متباعدة من العام إقامة العديد من المباريات الدولية سواء ضمن المسابقات الرسمية أم البطولات والتصفيات القارية أو «الودية» ويطلق عليها جميعاً الـ«فيفا داي».

وعلى الرغم من أن لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» تمنح الأندية حق منع لاعبيها من السفر إلى بلدانهم للمشاركة مع منتخباتهم في «يوم الفيفا»، خاصة إذا كانت قواعد الحجر الصحي تلزم المسافر المكوث 14 يوماً في العزل، ما يحتم على اللاعب الغياب عن فريقه فترة طويلة غير التي يمكثها قبل المباريات، إلا أن كثيراً من اللاعبين والأندية تتغاضى عن استخدام هذا الحق التزاماً منها بمساعدة اللاعبين على قيامهم بواجبهم الوطني.

ولم يكن الإعلان عن إصابة النجم المصري محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي، والتوغولي سيرجي سيكو لاعب فريق هلال الشابة التونسي، في يوم واحد خلال فترة انضمامهما إلى منتخبي بلديهما اللذين كانا يستعدان لخوض مواجهة بينهما في التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات الأمم الإفريقية، سوى حلقة في سلسلة إصابات طويلة تعرض لها نجوم كرة القدم عند انضمامهم إلى منتخبات بلادهم.

يذكر أن نادي العين حاول كثيراً إقناع المسؤولين التوغوليين بالإبقاء على لاعبه لابا كودجو معه خلال هذه الفترة وعدم الانضمام إلى صفوف منتخب بلاده خاصة أن اللاعب سيحتاج إلى الحجر الصحي لمدة 14 يوماً وفق الإجراءات المتبعة، ولكن طلب «الزعيم» قوبل برفض شديد وإصرار من قبل الاتحاد التوغولي، ما جعل العين يوافق على سفره وعدم التعنت في التمسك ببقائه.

وعلى مدار الأيام والشهور الماضية، شهدت قائمة إصابات النجوم بكورونا انضمام أسماء كثيرة، ولكن كان «صيت» المصابين منهم خلال فترة «الفيفا داي» أكبر وأكثر انتشاراً بسبب أن معظم الأندية كانت تتحفظ بالفعل على انضمامهم ولكنها كانت ترضخ في الآخر لتكون المفاجأة تعرضهم للإصابة وحرمانهم من المشاركة سواء مع فرقهم وربما منتخباتهم قبلهم.

وضمت قائمة النجوم المصابين خلال «الفيفا داي» مجموعة من أبرز اللاعبين حول العالم، منهم على سبيل المثال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب يوفنتوس الإيطالي، الذي تعرض للإصابة بالفيروس خلال معسكر منتخب بلاده قبل مواجهة السويد في لشبونة ضمن دوري الأمم الأوروبية، وشارك قبلها في مباراة ودية أمام إسبانيا وكذلك أمام المنتخب الفرنسي في دوري الأمم الأوروبية.

وغاب «الدون» بسبب كورونا عن يوفنتوس ما يقارب 17 يوماً، واضطر فريقه لخوض أكثر من مباراة خلال تلك الفترة في الدوري الإيطالي وكذلك دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة دون مشاركته.

وقبلها تعرض النجم الفرنسي كيليان مبابي لاعب باريس سان جيرمان للإصابة بفيروس كورونا خلال تواجده بمعسكر «الديوك» في سبتمبر الماضي ليغيب وقتها عن مباراة منتخب بلاده أمام كرواتيا، وغاب أيضاً عن افتتاح الدوري الفرنسي.

بروتوكول الفيفا «متغير»

أجرى الاتحاد الدولي لكرة القدم في أكتوبر الماضي تعديلات جديدة على قواعد استدعاء اللاعبين لمنتخبات بلادهم في المباريات الدولية، في ظل مخاوف الأندية بشأن إجراءات الحجر الصحي في ظل جائحة فيروس كورونا.

وتضمن آخر «بروتوكول» للفيفا تطبيق اللوائح بالشكل المعتاد، باستثناء الحالات التي تشهد فترة حجر صحي أو عزلاً ذاتياً، إلزامية لمدة 5 أيام على الأقل، في المكان الذي يقع به النادي أو لدى الوصول إلى المكان الذي تقام فيه المباراة الدولية.

ويحق للأندية عدم السماح للاعبيها بالانضمام إلى قائمة المنتخب «في حالة وجود قيود سفر إلى أو من موقع آخر» أو في حالة عدم منح استثناء للاعبين من قبل السلطات المعنية.

تعويض مالي

أكد المستشار صالح العبيدلي عضو محكمة التحكيم الرياضي «كاس»، المتخصص في اللوائح والقوانين الرياضية، أن من حق الأندية مطالبة شركات التأمين بتعويضات «مادية» جراء تضررها من غياب لاعبيها نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا، شريطة أن يكون النادي مؤمناً على لاعبه، وأن يكون منصوصاً على ذلك في بنود التعاقد معه.

وأوضح العبيدلي أنه مع التسليم بعدم قدرة الأندية على منع لاعبيها من الانضمام إلى صفوف منتخبات بلادهم، إلا أنه في حالة إصابة أي لاعب، ووفق معظم العقود الرياضية، يحق للأندية مطالبة شركات التأمين بالتعويض المناسب جراء تضررها من غياب لاعبيها وحرمانها من جهودهم خلال فترة غيابهم، بشرط أن يكون منصوصاً على ذلك في بنود تعاقدهم.

وأضاف «معظم الأندية الكبرى الأوروبية والمنتخبات العالمية تقوم بالتأمين على لاعبيها ضد الإصابات، بغض النظر عن كون هذه الإصابات تمت داخل المستطيل الأخضر أم خارجه، وفي ظل انتشار جائحة كورونا في العالم، باتت الإصابة بها تعوق مشاركة اللاعبين المحترفين مع فرقهم لفترات تطول أو تقصر، وسواء تمت هذه الإصابة في بلد إقامة اللاعب أو في بلده الأم».

وتابع «وفق أغلب وثائق التأمين فإن شركات التأمين ملزمة بتعويض خسارة النادي عن فقدان لاعبيها جراء الإصابة وغيابه عنها، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن الكثير من عقود اللاعبين النجوم في الفرق الكبرى على سبيل المثال تمنعهم من ممارسة أي نشاط خطير أو رياضات خطيرة، أما غير ذلك فهو قابل للتنفيذ ويخضع لحالات التأمين».

محاذير واحتياطات

على الصعيد الطبي، يرى الدكتور طارق صادق، أخصائي الطب الرياضي، أن الإجراءات الاحترازية المتبعة مع اللاعبين الدوليين خلال تواجدهم مع منتخبات بلادهم، هي نفسها المتبعة معهم خلال تواجدهم مع أنديتهم، بنفس المحاذير والاحتياطات، سواء فيما يتعلق بعدم الاختلاط والتباعد الاجتماعي والحرص على ارتداء الكمامات خارج الملعب، ونظافة الأيدي وغيرها من الإجراءات المتبعة، وبالتالي فإن حدوث أي خرق لهذه الإجراءات يعني أن هناك تقصيراً وقع سواء من قبل اللاعب نفسه أو إدارة فريقه أو جهازه الطبي.

وقال صادق إن «البروتوكول» الصحي المتبع مع اللاعبين الدوليين ينص على ضرورة إجراء مسح للكشف عن فيروس كورونا قبل سفره من قبل ناديه، وهو فحص «غير» الفحص الذي يجريه اللاعب لتقديمه إلى خطوط الطيران قبل سفره، وبناء على نتيجة هذا الفحص يوافق ناديه على السماح له بالسفر.

وأوضح أخصائي الطب الرياضي أنه بمجرد سفر اللاعب وهو يحمل نتيجة فحصه «سلبية» يعتبر في حوزة منتخب بلاده، هو المسؤول الأول والأخير والمباشر عنه وعن سلامته حتى عودته مرة أخرى إلى ناديه.

وأشار إلى أن أي تقصير يقع في هذه الدائرة تقع نتائجه في المقام الأول على ناديه الذي يحرم من مجهوداته لحين شفائه واستعادة لياقته البدنية والصحية بالكامل، ما يعني غيابه فترة تطول أو تقصر عن عدد من المباريات، على عكس منتخب بلاده الذي يفقده في مباراة واحدة أو 2 على أقصى تقدير.

وأكد دكتور صادق أن الأندية حتى الآن لا تملك القدرة على حرمان لاعبيها من الانضمام لمنتخبات بلادهم، كما أنها في نفس الوقت لا تملك الوسيلة التي تمنحها «تعويض ضررها» عن غياب لاعبها إذا تعرض للإصابة سوى توجيه ربما «رسالة لوم» إلى الاتحادات الأهلية ومنتخبات لاعبيها على ما أصابها من ضرر.