الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الدوري الصيني يطلّق البذخ بـ«التلاتة»

الدوري الصيني يطلّق البذخ بـ«التلاتة»

لاعبو شنغهاي سيبغ محتفلون بفوز في الدوري الصيني 2017. (غيتي)

في ديسمبر 2016 شغل الدوري الصيني العالم برمته، عندما أعلن نادي شنغهاي شينهوا ضمه المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز مقابل راتب سنوي 40 مليون يورو، ليصبح أغلى لاعب كرة قدم في العالم، قبل أن تتوالى هجرات النجوم إلى دوري التنين.

في عوالم تتبع دوريات كرة القدم، ودراسة الظواهر المستجدة فيها، انقسم الكثيرون حول التوجه الجديد للأندية الصينية، إذ نظر البعض للأمر بكونه استراتيجية من الصين لترسيخ اللعبة الشعبية الأولى فيها، وذلك عبر جذب أفضل المواهب.

وتلاقى هذا الطرح باهتمام الرئيس الصيني تشي جين بينغ الكبير بالساحرة المستديرة وزيارته المستمرة للأكاديميات، وإعلانه رغبة بلاده في استضافة مونديال 2026، قبل الفوز به في 2030، في حين رأى آخرون ناقمون على الصرف البذخي الأمر بمنزلة تباهٍ بين ملاك الأندية.

وربما صادف هوى هؤلاء تقرير سابق للغارديان البريطانية عن نادٍ أو مقهى يرتاده مليارديرات الصين تتمثل تذكرة دخوله فقط في التصريح بحجم الأموال المنفقة على مشروعات في الترفيه، وكان من أبرز رواده ملاك أندية كرة القدم في بلاد التنين.

وبعيداً عن التعاطي العالمي مع الدوري الصيني بأمواله الضخمة، بدت الصين وجهة ملائمة لكبار النجوم، إذ مثلت الأعوام من 2016 حتى 2019، ذروة هجرة كبار المستديرة إلى هناك، قبل أن تنقلب الأوضاع رأساً على عقب بداية من ديسمبر 2019 حتى الآن، فماذا حدث بالضبط؟

قوانين جديدة

استبقت السلطات الصينية المخاطر الاقتصادية التي جرتها جائحة كورونا على شتى مناحي الحياة، بقوانين رادعة للإنفاق البذخي لأندية دوري السوبر الصيني، إذ قررت في ديسمبر 2019 وضع سقف محدد لرواتب اللاعبين.

وحدد القرار السقف بثلاثة ملايين يورو فقط لراتب اللاعب الأجنبي ونصف هذا المبلغ تقريباً للاعب المحلي، بعد خصم نسبة الضرائب، إلى جانب عدم سماحها للأندية بإنفاق أكثر من 1.1 مليار يوان خلال الموسم المقبل مع عدم تجاوز قيمة الرواتب 60% من هذا المبلغ.

وفي حين آخر استثنت اللاعبين السارية عقودهم حالياً، وعلى رأسهم البرازيلي أوسكار المحترف بنادي شنغهاي سيبغ في 2016 مقابل 60 يورو، ويحصل على راتب سنوي قيمته 20 مليون يورو.



تأثير كورونا

لم يمر على القوانين الكثير من الوقت حتى جاءت جائحة كورونا بتأثيراتها الكارثية على اقتصادات الأندية، ومثل غيره وجد الدوري الصيني نفسه محاطاً بالكثير من التحديات، وهو أمر أفرز الكثير من الظواهر.

وأبرز تلك الظواهر، إفلاس نادي تيانجين تيانهاي، والذي سبق له التعاقد مع الإيطالي فابيو كانافارو لتدريب الفريق، قبل أن يقوم بشراء كل من المهاجم البرازيلي إليكساندر باتو، والبلجيكي أكسيل فيتسيل، وهو أمر يعتبر بمنزلة ضربة قاضية لإمبراطورية المال الصيني.

أما الظاهرة الثانية، فتجسدت في التراجع الكبير في سوق الانتقالات الشتوية الذي جرى في فبراير الماضي، إذ لم تتجاوز قيمة أكبر صفقة تم إجراؤها في الميركاتو 5.4 مليون يورو فقط، وقضت بانتقال البرازيلي ريكاردو لوبيز من جونبوك الكوري إلى شنغهاي سيبغ.

وتعد هذه أقل قيمة لأكبر صفقات الدوري الصيني في ميركاتو الشتاء منذ 2011، ليؤشر ذلك على حجم الأزمة.

واختبرت الأندية الصينية تحت ضغط كورونا أول تجربة مفاوضة مع أندية أوروبية لبيعها لاعبين، إذ كان يحدث العكس لسنوات.

ويعد النيجيري أوديون إيغالو المنتقل إلى مانشستر يونايتد بإعارة طويلة الأمد من شنغهاي شينهوا، وأيضاً البلجيكي يانيك كراسكو المنضم بإعارة طويلة أيضاً إلى أتلتيكو مدريد، أبرز الصفقات العكسية لأوروبا، وتمت برغبة الأندية الصينية في الاستفادة من عائدهما المادي.



تراجع الميركاتو

بجرد بسيط لصفقات الدوري الصيني الذي تبلغ قيمته السوقية 390 مليون دولار بحسب موقع ترانسفير ماركت، تتكشف حقائق مهمة، مفادها أن التنين قد طلّق بـ«التلاتة» زمن الانتقالات القياسية.

وأجرت الأندية الـ16 المشاركة في الدوري الصيني في موسم (2019 ـ 2020) 189 صفقة فقط بما قيمته 180 مليون استرليني، وهو رقم ضعيف مقارنة مع الموسم الذي سبقه.

وبلغت مشتريات الأندية ذاتها في موسم (2018 ـ 2019) 259 صفقة، أنفقت عليها 305 ملايين دولار، بمعدل 19.5 مليون دولار لكل نادٍ.



أعلى 5 رواتب أسبوعية في الدوري الصيني

1 ـ البرازيلي أوسكار ـ شنغهاي سيبغ

450 ألف يورو

2 ـ الكونغولي سيدريك باكامبو ـ بكين غوان

375 ألف يورو

3 ـ البرازيلي هالك ـ شنغهاي سيبغ

320 ألف يورو

4 ـ الإيطالي غراتسيانو بيليه ـ شاندونغ تيشوان

290 مليون يورو

5 ـ الإيطالي ستيفان الشعراوي ـ شنغهاي شينهوا

290 مليون يورو