الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الرياضة في 2021.. روزنامة مزدحمة وتفاؤل بتعويض خسائر «عام كورونا»

مع بزوغ اليوم الجمعة وإعلانه دخول عام 2021 تكون الرياضة العالمية طوت صفحة 2020 المثقلة بالإحباطات والأحداث السلبية، بسبب جائحة كورونا، التي كبدتها خسائر مادية باهظة، قبل أن تعمل معولها في هدم عرف النظم الرياضية السائدة، لتبدأ الرياضة بداية من اليوم في فتح نوافذها على الأمل، متمنية بأن يكون هذا العام مختلفاً عن سابقه، يجبر ما حاق بها من ضرر، ويعيدها إلى حالتها الطبيعية، قبل الوباء «الحدث».

وربما كانت الرياضات بمختلف أنواعها محقة في ذلك، فالأجواء الآن تبدو بالفعل قد تخلصت من سحبها السوداء التي طالما حجبت المستقبل طوال عام، وسبب التفاؤل هنا ما انتظم فيه العالم من حملات تلقيح مكثفة، متبوعة بتقارير مختصين، تشير إلى عودة حتمية للحياة الطبيعية بنهاية أبريل المقبل.



روزنامة مضغوطة

على الرغم من الشكاوى المتكررة من المدربين في الرياضيات المختلفة، وخصوصاً التنس وكرة القدم من ضغط الروزنامة مع استئناف الموسم الماضي، فإن هذا الكابوس مرشح للاستمرار، على الأرجح، وبصورة أكبر، والسبب هنا، هو تحويل أكثر من بطولة وحدث إلى عام 2021، ليبدو هذا العام من بدايته حتى نهايته حافلاً بالأحداث.

ومن أبرز المسابقات المؤجلة من العام الماضي، أولمبياد طوكيو 2020، التي ستلعب في يونيو المقبل، إلى جانب بطولة يورو 2020 لكرة القدم التي تُجرى في 12 ملعباً في 12 مدينة أوروبية بشكل استثنائي احتفاء بمرور 60 عاماً على أول بطولة في المسابقة، إضافة إلى بطولة كوبا أمريكا، وأيضاً زيادة عدد السباقات في الفورمولا1 إلى 23 سباقاً، وكذا إقامة جميع منافسات التنس والسلة التي ألغيت العام الماضي، ما يعني أن الرياضيين سيكونون تحت ضغط الروزنامة بمختلف مشاربهم.

وفي كرة القدم التي تستحوذ على الاهتمام الأكبر، ورغم معارضة كثيرين لفرضية الضغط المنتظر على لاعبيها، لجهة أن المسابقات المؤجلة لـ2021 هي في جوهرها أمر راتب ومجدول، فإن الواقع، على الأرجح، يؤكد العكس، وهو ما تبرهن عليه كثرة الإصابات حالياً، خصوصاً بين الأندية، التي جأر مدربوها بالشكوى، أبرزهم مدرب مانشستر سيتي بيب غوادريولا ومدرب ليفربول يورغن كلوب ومدرب ريال مدريد زين الدين زيدان.

وبدوره، حذر عالم الرياضة في جامعة جينا الألمانية جويل ماسون في تصريحات إعلامية لاعبي كرة القدم بتجهيز أنفسهم للمزيد من الإصابات في هذا العام، بسبب الضغط الزائد والذي صاحبهم منذ العام الماضي.



خسائر ضخمة

ربما كانت مثل «خسائر» الأكثر استعمالاً في عالم الرياضة في 2020، لجهة أنها لم يسلم منها أي كيان رياضي، بعد أن حجبت الجائحة الجماهير ومصادر دخل أخرى.



وتعد اليابان وشريكتها اللجنة الأولمبية الخاسر الأكبر، إذ قال تقرير صادر عن وكالة (أ ف ب) إن إجمالي التكاليف المهدرة والخسائر المادية على اليابان سيصل إلى أكثر من 11 مليار يورو، وهو رقم ضخم للغاية، في حين نقلت رويترز تعهد اللجنة الأولمبية الدولية في وقت سابق بتقديم 650 مليون دولار للمساهمة في تغطية التكاليف الإضافية للتأجيل.



وفي أمريكا بلغ حجم خسائر إيرادات القطاع الرياضي نحو 12 مليار دولار، بحسب تقرير لموقع (أي إس بي إن)، إذ خسرت بطولات المحترفين الكبرى نحو 5.5 مليار دولار، وبطولات الجامعات بـ3.9 مليار دولار، والمنافسات الرياضية لفئة الشباب بـ2.4 مليار دولار.



وتأتي دوريات كرة القدم الخمسة الكبرى في (إنجلترا، إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا وفرنسا) في المرتبة الثالثة، وذلك بعدما رجحت دراسة عالمية موثوقة أجرتها مؤسسة (كي بي إم جي) أن تبلغ خسائرها جراء جائحة كورونا 4 مليارات.



وطبقاً للدراسة ذاتها، فإن خسائر البريمييرليغ بلغت 1.4 مليار يورو، بينما تكبدت أندية المسابقة 750 مليوناً، إضافة إلى تكبد أندية الدوري الإيطالي خسائر بقيمة 700 مليون يورو. البوندسليغا بين 650 و750 مليون يورو.



أما بالنسبة لبطولة يورو 2020، فإن تأجيلها كلّف خزائن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) 300 مليون يورو، بحسب موقع «إساتيستا» الإحصائي، وهي قابلة لأن ترتفع إلى 400 مليون يورو.



وبدورها خسرت رياضة المحركات (الفورمولا1) نحو 84 مليون دولار من فقدانها الحضور الجماهيري.



حلول مرتقبة

ونسبة لكونه الرابط الأكبر في الأزمات بسبب غيابه، يتوقع أن تكون عودة الجماهير المرتقبة بشكل كامل في أبريل، بمنزلة شريان جديد يعيد الحياة لعالم الرياضة.



وقبل ذلك يبدو التقشف من قبل الأندية الرياضية، وخصوصاً في كرة القدم والذي بدأته منذ الصيف الماضي في الميركاتو، حلاً مؤقتاً، إلى جانب الأهم وهو الاستمرار في سياسة تخفيض رواتب اللاعبين، الذي يوفر على الأندية ملايين لا بأس بها، تسد بها رمق المطالب الأخرى من قروض ومنصرفات، قبل عودة الحياة الطبيعية.