الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«كوفيد-19» غيّر مفاهيم اقتصاد كرة القدم والخسائر بالمليارات

لا يمكن اعتبار «الزمن» والتقدم في السن على أنه السبب الوحيد لانخفاض مستوى اللاعبين من جهة وقيمتهم المالية في سوق الانتقالات من جهة أخرى، لأن الظروف المحيطة بهم تعد واحدة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ذلك.

الفرنسي أنطوان غريزمان مهاجم برشلونة يعتبر حالياً اللاعب الأكثر انخفاضاً للقيمة في سوق الانتقالات، حيث انخفضت قيمته الشرائية من 96 مليون يورو في شهر يوليو 2020 إلى 60 مليون يورو في شهر يناير 2021، واحتل الدنماركي كريستيان إريكسن لاعب إنتر ميلان المركز الثاني بعدما انخفضت قيمته المالية من 68 مليون يورو إلى 35 مليون يورو، ويليهما كل من الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة) والبلجيكي إدين هازارد (ريال مدريد) والإنجليزي ديلي آلي (توتنهام هوتسبير).

وبالنظر إلى اللاعبين الخمسة المتصدرين لقائمة أكثر اللاعبين انخفاضاً للقيمة بحسب شبكة (ترانسفير ماركيت) فإننا نرى لكل لاعب سبباً مختلفاً عن الآخر، وعلى سبيل المثال فإن غريزمان واجه مشكلة بالاختيار الخاطئ والتي عطلت مسيرته الكروية، ما أثر على سعره باليورو، بعدما فشل في حجز مكان أساسي له في مركزه الذي اعتاد على اللعب فيه، في ظل تواجد ميسي في المركز نفسه، لينتقل للعب في مركز آخر، بينما لا يتواجد إريكسن في حسابات المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي ويرى الكثيرون أن أفكار المدرب تختلف كلياً عن طريق لعب النجم الدنماركي.

ليونيل ميسي من جهته تقدم في السن فانخفضت قيمته المالية وهذا الأمر طبيعي، في حين يعاني إدين هازارد من إصابات متكررة، ويواجه ديلي آلي مشكلة إريكسن نفسها، وبذلك اتضح العديد من الأسباب لانخفاض قيمة أهم اللاعبين، والأسباب نفسها تطبق على الكثير من اللاعبين الآخرين.

فيروس كورونا وأسباب أخرى لانخفاض قيمة اللاعبين

وتطرقت دراسة لمرصد كرة القدم (CEIS) نشرها موقع (فوربس) المختص بالمال والاقتصاد في 30 مارس 2020 إلى انخفاض قيمة اللاعبين في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى بنسبة 28% في حال تم إيقاف بطولات كرة القدم بسبب فيروس كورونا «كوفيد-19»، والتوقف لم يتم لكن البطولات عُلقت لعدة شهر، والقيمة الإجمالية للانخفاض الذي طرأ على قيمة اللاعبين بلغ 23.4 مليار يورو.

دراسة مرصد كرة القدم ذكرت الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض قيمة اللاعبين في سوق الانتقالات، وأهمها العمر، مدة العقد، المسار الوظيفي والأداء في الفترة الأخيرة.

ولم تمر إلا بضعة أشهر حتى نشرت شبكة (KPMG) دراسة أخرى عن مدة تأثير فيروس كورونا على قيمة اللاعبين في سوق الانتقالات، مؤكدة على انخفاضها بقيمة 18% بسبب تعليق البطولات.

الدراسة أُجريت على 4200 لاعب في الدوريات الأوروبية العشرة الكبرى وأظهرت انخفاضاً يبلغ 6.6 مليار يورو على قيمة اللاعبين.

برشلونة أنموذجاً على انخفاض قيمة اللاعبين

وشهدت فترة ما بعد كورونا اضطرار بعض الأندية للتخلي عن لاعبيها مهما كان السعر الذي ستحصل عليه مقابل بيعهم، من خلال تسهيل عملية رحيلهم، بعدما كانت المفاوضات للتوقيع مع اللاعبين مثل «الأفلام الهندية» بسبب المطالب الفلكية.

برشلونة المثال الأبرز عندما اضطر للتخلي عن عدد من لاعبيه بشكلٍ مجاني أو بأسعار زهيدة للغاية في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، مقارنة بقيمتهم المالية الحقيقية في سوق الانتقالات، وعلى رأسهم الأوروغواياني لويس سواريز، الكرواتي إيفان راكيتيتش والتشيلي أرتورو فيدال.

برشلونة يعاني من عدم وجود أموال كافية في خزينته لدفع رواتب اللاعبين، ولذلك، اضطر للتخلص من هذا الحمل عن طريق إيقاف الخسارة بخسارة أقل، والنادي الكتالوني انعكاس لعددٍ كبير من الأندية الأوروبية.

وفي ظل عدم وجود أموال كافية في خزائن الأندية بسبب تعليق البطولات والغياب الجماهيري عن الملاعب، فإن الطلب على شراء أفضل اللاعبين أصبح منخفضاً، ما أجبر الأندية التي تمتلك النجوم المطلوبين في سوق الانتقالات على تخفيض مطالبهم المالية.

وبعدما كانت فترات الانتقالات تشهد أرقاماً قياسياً وآخرها انتقال البرازيلي نيمار دا سيلفا من برشلونة إلى باريس سان جيرمان مقابل 222 مليون يورو، أصبحت الأندية توافق على الحصول على مبالغ أقل مقابل نجومها.

وفي آخر فترة انتقالات صيفية تمثلت أغلى صفقة بانتقال الألماني كاي هافيرتز من باير ليفركوزن إلى تشيلسي مقابل 80 مليون يورو فقط، لتحتل الصفقة الرقم 20 في قائمة أغلى الصفقات عبر التاريخ.

وللتأكيد على ذلك، فإن أغلى 9 صفقات في التاريخ قد أُبرمت خلال فترات الانتقالات الخمس قبل الأخيرة، وهذا يدل على مشاكل اقتصادية واضحة تسببت بانخفاض قيمة اللاعبين، ووجود معوقات كبيرة لإتمام الصفقات بمبالغ فلكية.