الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

هل يستحق زيدان هذا الكم من الانتقادات؟

هل يستحق زيدان هذا الكم من الانتقادات؟

مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان. (إي بي أيه)

يتناهى كثيراً إلى سمعنا في الفترة الأخيرة، آراء رياضية من عشاق كرة القدم تتهم المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، المدرب الحالي لريال مدريد بـ(الغباء) الكروي أو بعدم فهم ما يقوم به في النادي الملكي.

هذه الآراء تبدو أقرب للعاطفية، كونها مبنية على النتائج الأخيرة لفريقه الذي ودّع بطولتَي السوبر الإسبانية وكأس الملك، ولكن يجب ألا ننسى أن المدرب الفرنسي ما زال في مركز الوصافة في جدول ترتيب الدوري الإسباني، وفي حال تعثر المتصدر أتلتيكو مدريد أمام فالنسيا غداً الأحد، سيكون في وضع ممتاز، ولا سيما أن هناك مواجهات مصيرية لفريق دييغو سيميوني أمام ريال مدريد وبرشلونة في الدور الثاني من الليغا.

في عالم كرة القدم الأحكام المطلقة سيئة جداً، كقول أحدهم إن مورينيو، الحاصل على كل ألقاب الأرض، انتهى زمنه أو أفلس تكتيكياً، نعم، قد يمر المرء بحالة من عدم الانسجام أو حتى سوء التوفيق، ولكن الجوهر يبقى ذهباً.

بالعودة لزيدان الذي دخل التاريخ مع الميرنغي بفوزه بثلاثة ألقاب متتالية في الأبطال، فقد قدّم كل شيء للريال وأبهر العالم بفكر كروي عالٍ.. فمن غير المنطقي الآن أن تطال الرجل صافرات الاستهجان من كل حدب وصوب.. أرجو من عشاق الريال في كل مكان تقييم الأمور بعيداً عن العاطفة الجياشة للنادي.

ولإنصاف الأسطورة الفرنسي.. دعونا نأخذكم برحلة إلى إنجازات المدرب مع النادي الملكي:



منذ أن أصبح زيدان (48 عاماً) مدرباً لريال مدريد في يناير 2016، قاد المدرب الفرنسي الفريق للفوز بـ11 لقباً في جميع المسابقات: 3 في دوري الأبطال، ولقبين في الدوري، و2 في كأس السوبر الإسباني، و2 في كأس السوبر الأوروبي، ومثلهما في كأس العالم للأندية، بمعدل لقب كل 19 مباراة. اللقب الوحيد الذي لم يحققه هو كأس الملك، حيث قاد الفريق إلى نهائيين خسر كليهما

.

زيزو في الوقت الحالي على بعد 3 ألقاب فقط من معادلة سجل ميغيل مونيوز، الذي تولى الإدارة الفنية للنادي الملكي لمدة 14 عاماً، وكان أكثر المدربين نجاحاً في تاريخ النادي. خلف زيدان ومونيوز يأتي كل من لويس مولوني، الذي فاز بثمانية ألقاب، وفيسينتي ديل بوسكي، صاحب الألقاب السبعة.. مدربون لديهم القاسم المشترك نفسه: كانوا جميعاً من رجال النادي الذين لم يترددوا في قبول التحديات المعقدة في المراحل الصعبة. وكانوا جميعاً أبطالاً

.

مونيوز، اللاعب السابق أولاً، قضى 14 عاماً كمدرب للنادي وهي أطول فترة لمدرب على مقاعد بدلاء ريال مدريد. ولكن في حين احتاج مونيوز إلى 8 سنوات للوصول إلى ألقابه العشرة الأولى، استغرق زيدان أقل من نصف الفترة للوصول إلى الرقم نفسه.

ومثل مونيوز، حقق بيب غوارديولا أيضاً 14 لقباً خلال فترة تدريبه لبرشلونة (2008ـ2012)، سجل زيدان يكاد يطابق سجل غوارديولا في برشلونة، والذي حصد في 247 مباراة رسمية، وهو ما يعطيه متوسط لقب كل 18 مباراة

.

وعادل المدرب الفرنسي سجل عدد الألقاب التي رفعها الراحل يوهان كرويف كمدرب لبرشلونة، بـ11 لقباً لكل منهما، ويتفوق عليه فقط غوارديولا، وميغيل مونيوز بـ14 لقباً لكل منهما.

في الختام، أحياناً النتائج الآنية لا تعكس الفكر الجيد وقوة الفلسفة الكروية للرجل (ولنا في المدرب بيلسا المثال الكبير)، لا نعني هنا أننا لا نطارد الفوز في كل لقاء.. ولكن التعثر بمرحلة أو 2 ليس نهاية العالم.