الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«حنكة» منصور بن زايد تنقل السيتي من الثرى إلى الثريا

«حنكة» منصور بن زايد تنقل السيتي من الثرى إلى الثريا
من إنجلترا مهد كرة القدم مروراً بالهند ثاني أكثر دولة كثافة سكانية بالعالم وانتهاء بأستراليا الدولة القارة، هيمنت مجموعة سيتي لكرة القدم على الأضواء بشدة أخيراً، ولا تزال، وذلك بفعل النجاحات غير المسبوقة لفرقها في منافسات الساحرة المستديرة.

ورفع مانشستر سيتي الإنجليزي الأحد درع البريمييرليغ للمرة الثامنة في تاريخه والثالثة في آخر 5 أعوام، وسبق ذلك بالفوز بكأس الرابطة والدرع الخيرية، في حين توج ملبون سيتي الأسترالي بلقب الدوري في بلاده للمرة الأولى بتاريخه، وفعل الأمر ذاته نادي مومباي سيتي الهندي، وصعد تروا الفرنسي إلى الليغ 1، كما تأهل مونتفيديو سيتي الأوروغواياني لخوض تصفيات كأس سود أمريكانا للمرة الأولى في تاريخه.

ورغم ضخامة هذه الإنجازات ورفعها أسهم «سيتي جروب» المالكة كلياً أو جزئياً لهذه الأندية و5 أندية أخرى في إسبانيا وبلجيكا وأمريكا وأوروغواي واليابان، فإنها لم تكن الوحيدة هذا الموسم، إذ تنتظر المجموعة الاستثمارية العملاقة، بل العالم الكروي بأسره، حدثاً تاريخياً، وهو فوز مانشستر سيتي الإنجليزي بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم على حساب مواطنه تشيلسي بعد غدٍ السبت.

وكتب مانشستر سيتي التاريخ قبل نهائي السبت على ملعب دراغاو ببورتو، حينما سجل ظهوره الأول بتاريخه،منذ تأسيسه في 1880، في النهائي الحلم، ليرفع بالتالي من سقف طموحات جماهيره المتعطشة للكأس ذات الأذنين.

ويدخل مانشستر سيتي اللقاء وهو مرشح فوق العادة على حساب منافسه تشيلسي، لجهة المستويات غير المسبوقة التي ظل يقدمها هذا الموسم، والتكاملية التي تسم أداءه طوال هذا العام.

ثورة حقيقية

ما يحدث في مانشستر سيتي حالياً يعد بمنزلة ثورة حقيقية في تاريخه، وهي الثورة التي بدأت منذ تحول ملكيته في سبتمبر 2008 إلى مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار، والتي يملكها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.

ويدين مانشستر سيتي وجماهيره العريضة في التطور الحالي الذي يحدث له بالفضل إلى الحنكة الكبيرة والرؤية الواضحة لسمو الشيخ منصور بن زايد، والذي وضع له خطة قصيرة المدى لتحويله من نادٍ مغمور إلى آخر يصارع كبار الكرة العالمية، وهو ما حدث فعلياً، إذ يقف الفريق الآن على بعد خطوة من الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، كما نجحت حنكة سموه الإدارية في رفد خزينة النادي بـ16 لقباً في 13 عاماً، 5 منها في الدوري الإنجليزي الممتاز.

ويأتي إنجاز اليوم بالوصول للنهائي، والاقتراب من تحقيقه، وفاء بوعد سمو الشيخ منصور بن زايد في خطابه التاريخي لجماهير سيتي في 2018 بمرور عقد على استحواذه على النادي.

وخاطب سموه الجماهير قائلاً: «أشعر بأننا في منتصف الطريق لبلوغ قمة إيفرست الخاصة بنا، وهناك مهمات عدة يجب إنجازها، وبطولات يجب أن تُحرز. ولهذا السبب، سنواصل جهودنا من أجل استقطاب أفضل المواهب من المجالات والمستويات كافة إلى نادينا والأندية الشقيقة. نعلم أنا وخلدون المبارك (رئيس مجلس إدارة النادي) أننا لم نحقق كل شيء طوال الوقت. ولكني أطلب منكم أن تتفضلوا بتحمل المسؤولية معنا ونحن نواصل رحلتنا».

ويقف النادي اليوم على رصيد زاخر من النجاحات، إذ تتصدر تشكيلته الحالية قائمة الأغلى في العالم، بحسب تقرير أخير لموقع "KPMG"، كما يحتل المركز الرابع في قائمة أكثر أندية قيمة مالية بأربعة مليارات دولار، بحسب تصنيف فوربس، رغم شرائه من قبل مجموعة أبوظبي مقابل 200 مليون استرليني فقط مطلع سبتمبر 2008.

ومن المتوقع أن يمنح فوز مانشستر سيتي بالأبطال السبت مجموعة سيتي جروب المالكة له، والتي تم إنشاؤها في 2013 على خلفية نجاح مانشستر سيتي وتملك الآن 10 أندية عالمية، دفعة قوية برفع قيمتها السوقية إلى أكثر من 5 مليارات دولار، إذ تبلغ قيمتها الحالية 4.8 مليار دولار متربعة على قائمة أكبر كيان استثماري كروي في العالم.



نجاحات لا تتوقف



بنظرة سريعة على تاريخ مانشستر سيتي قبل تحول ملكيته لسمو الشيخ منصور بن زايد، ومقارنته بإنجاز الفريق بالوصول إلى النهائي اليوم، يتكشف حجم النجاحات للفريق في حقبة سموه، وهي نجاحات تنعكس على سيتي جروب إجمالاً باعتبار مانشستر سيتي الكيان الأكبر في المجموعة.

ولم تتذوق جماهير مانشستر سيتي طعم الفوز بالبريمييرليغ طوال 35 عاماً، وهو ما تحقق بعد 3 أعوام فقط من استحواذ سموه على الفريق.

وفي الأبطال تحقق أكبر إنجاز في عهد سموه أيضاً بالوصول إلى نصف النهائي 2016 مع المدرب التشيلي بيليغريني، والنهائي اليوم مع بيب غوارديولا.

السيتي يهزم يويفا

لم تنحصر نجاحات المؤسسية التي يتبعها النادي في الملعب وحسب وإنما تخطته إلى المجال الإداري والقانوني.

وسجل مانشستر سيتي في يوليو من العام الماضي انتصاراً تاريخياً على ثاني أكبر مؤسسة كروية في العالم بعد فيفا، وهي الاتحاد الأوروبي (يويفا).

وكان يويفا أصدر مطلع العام الماضي قراراً يقضي بمنع مانشستر سيتي من المشاركة في بطولاته، وتغريمه 30 مليون يورو، بحسب، ما أسماه، انتهاكاً لقانون اللعب المالي النظيف، قبل أن تلقنه إدارة مانشستر سيتي درساً قانونياً بليغاً، وتحصل على براءة من محكمة التحكيم الرياضي (كاس).

وفضحت كاس النوايا الخبيثة ليويفا، إذ أكدت أن موقف السيتي سليم تماماً قبل أن تعيده للأبطال وتخفض الغرامة لعشرة ملايين يورو فقط.

غوارديولا.. كلمة السر

يتفق كثيرون على أن تعاقد مانشستر سيتي مع المدرب الإسباني بيب غواريولا كان النقطة الفاصلة في التحول الفني للفريق، وبسط هيمنته على الكرة العالمية.

وبدوره، وجد غوارديولا دعماً كبير من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مالك النادي وخلدون المبارك رئيس النادي، وهو ما جعله يستمر مع الفريق منذ 2016، في وقت لا يزال يحلم فيه بالاستمرارية لأفضل فترة ممكنة.

وتعد المؤسسية والتخطيط السليم أبرز العوامل المغرية لغوارديولا في البقاء، إلى جانب طموح السيتي اللامتناهي في التطور.

هدية منصور بن زايد

فاجأ سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة مالك النادي الأسبوع الماضي مشجعي مانشستر سيتي بدفع تكاليف سفرهم لحضور نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في البرتغال نهاية مايو الحالي.

وحصل السيتي على حصة من 6000 تذكرة للمباراة النهائية أمام مواطنه تشيلسي في بورتو، وقال سموه إن جميع المسافرين على الباقة الرسمية ستتم تغطية تكاليفهم.