السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أمم أوروبا «بصيغة تاريخـــيـة» لهزيمة الجائحة

تنطلق غداً الجمعة، بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم، بصيغة تاريخية غير مسبوقة تتوزع مبارياتها على 11 مدينة من 11 دولة بمشاركة 24 منتخباً.. بطولة تعد بنزال كبير لإطاحة برتغال كريستيانو رونالدو عن عرش القارة العجوز.

تبدأ كرة يورو 2020 في التدحرج في المباراة الافتتاحية بين تركيا وإيطاليا الجمعة على ملعب الأولمبيكو في روما ضمن مباريات الجولة الأولى لحساب المجموعة الأولى.

يراود حلم التتويج أفضل منتخبات القارة، بعد 5 سنوات من تتويج البرتغال بنسخة عام 2016، بدءاً من فرنسا بطلة العالم، مروراً ببلجيكا وجيلها الذهبي، وإنجلترا ومنتخبها الشاب، وصولاً إلى البرتغال الساعية إلى الدفاع عن اللقب.


وتتطلع حاملة اللقب البرتغال والـ23 منتخباً للوصول إلى المباراة النهائية، المقرر إقامتها في 11 يوليو على ملعب ويمبلي الأسطوري في لندن، مهد الرياضة الأكثر شعبية في القارة العجوز منذ أكثر من قرن ونصف القرن.


وبعدما كان حلماً للفرنسي ميشال بلاتيني، عندما ترأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)، من أجل توحيد القارة حول الذكرى الـ60 للحدث الرياضي، فإن هذه النسخة الموزعة في 11 مدينة من 11 دولة، تظهر اليوم كتحدٍّ لفيروس كورونا الذي أدى في البداية إلى تأجيل المنافسة لمدة عام، تبعه غموض وتشكيك حيال انعقادها زماناً ومكاناً.

- بطولة «آمنة واحتفالية»

وجب الانتظار حتى 23 أبريل، لمعرفة هوية المدن الـ11 المضيفة. ضحى «ويفا» ببلباو ودبلن، ودُعيت إشبيلية للمشاركة، فيما منحت لندن وسان بطرسبرغ مزيداً من المباريات.

وما زاد من تعقيد الاستعدادات، هو مطالبة الاتحاد الأوروبي السلطات المحلية الالتزام بأن تكون كل المباريات مفتوحة أمام الجماهير، رغم انعدام اليقين بالوضع الصحي مع تفشي طفرات جديدة معدية من كوفيد-19.

وبمجرد تأكيد اختيارها كمضيف، أثارت مدينة ميونيخ الألمانية شكوكاً جديدة، إذ أكد رئيس بلديتها أنه لم يكن هناك «أي وعد من أي نوع لضمان حضور المتفرجين».

في كلتا الحالتين، ستبقى السعة في معظم الملاعب جزئية، كإجراء احترازي، بما يكفي لإعطاء صورة أكثر تقشفاً بالحضور للبطولة، على غرار الألعاب الأولمبية المرتقبة في طوكيو بين 23 يوليو و8 أغسطس المقبلين، حتى وإن وعد «ويفا» ببطولة «آمنة واحتفالية».

يعتمد أمن البطولة بشكل أساسي على «الفقاعات» للمنتخبات، إضافة إلى مجموعة من الإجراءات للمشجعين، من خلال وصول متعاقب إلى الملعب والتطهير والتباعد.

ولا تزال هناك بعض الشكوك التي يجب إثارتها، مثل احتمالية أن تلحق الجماهير منتخباتها من دولة إلى أخرى، إذ لا يضمن الاتحاد الأوروبي أي إعفاء من الحجر.

الأوفر حظاً

بالنسبة لكرة القدم الأوروبية، التي غرقت في أزمة مالية خانقة مع توقف المسابقات في ربيع 2020، بسبب الجائحة، ثم استئنافها خلف أبواب مغلقة، فإن كأس أوروبا تعتبر أيضاً مصدراً مالياً منذ عام 2018، خطّط «ويفا» لتوزيع 371 مليون يورو على 24 مشاركاً.

كل منتخب يخسر كل مبارياته يحصّل 9,25 مليون يورو، فيما تكون حصة البطل 34 مليون يورو وستغطي عائدات البطولة، لا سيما حقوق البث التلفزيوني الغزيرة، نفقات قيمتها 775 مليون يورو تم دفعها إلى 55 اتحاداً أوروبياً بين عامي 2020 - 2024 تحت مسمى الـ«تضامن»، وتتقاسم الأندية 200 مليون يورو فيما بينها.

على الصعيد الرياضي، تشهد البرتغال نهاية فترة حكمها للكرة الأوروبية على مدى 5 سنوات، بدأت بالفوز المفاجئ لتشكيلة أكثر منها إمتاعاً، ضد المنتخب الفرنسي المضيف في 2016 وبقيادة رونالدو البالغ 36 عاماً، يظهر المنتخب البرتغالي متراجعاً في التوقعات، خلف الحرس الإنجليزي الشاب أو بلجيكا.

الفريق الآخر المرشح للفوز بالبطولة، فرنسا بطلة العالم التي عزّزت صفوفها بعودة كريم بنزيمة بعد غيابه لأكثر من 5 سنوات عن التشكيلة، ولكن لتحقيق ثنائية مونديال - يورو على غرار 1998 - 2000، يتعيّن على «الديوك» الخروج من مجموعة صعبة تضم البرتغال وألمانيا.

ختاماً، على الرغم من النزال المرتقب والآمال الفنية المرتفعة، يبدو مستحيلاً أن تشهد البطولة الحالية مستوى عالياً، إذ إن غالبية اللاعبين أنهوا موسمهم للتو بسبب السياق الصحي والتغييرات في الروزنامة والاستعدادات الصيفية المقتطعة لكن الكرة على وشك التدحرج، وكل أوروبا ستلعب لهزيمة كورونا أولاً ثم اللقب.