الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

من رونالدو إلى لوكاتيلي.. كثير من الماء.. قليل من المشروبات الغازية

من رونالدو إلى لوكاتيلي.. كثير من الماء.. قليل من المشروبات الغازية

رونالدو. (REUTERS )

كثير من الماء.. قليل من المشروبات الغازية. كانت هذه هي الرسالة الصامتة التي بدأ أكثر من لاعب في إرسالها للدعوة لأسلوب حياة صحي، وهي الحملة التي انضم لها مؤخراً لاعب وسط المنتخب الإيطالي الشاب، ماريو لوكاتيلي، وبدأها نجم المنتخب البرتغالي ويوفنتوس الإيطالي، كريستيانو رونالدو، بعدما أبعد زجاجات من المشروبات الغازية عن طاولته، بعد مباراة منتخب بلاده أمام المجر في الجولة الأولى من المجموعة السادسة من كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020).

أثارت الواقعة ردود فعل وتفسيرات مختلفة منذ أن قام بها النجم البرتغالي، وأشارت تقارير إلى أنه قد تترتب عليه نتائج مختلفة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والقانوني أيضاً؛ خاصة أن اللاعبين لا يفضلون الظهور إلى جانب علامات تجارية معينة، ولكن الأمر لا يتوقف فقط عليهم، ولكن أيضاً على العديد من الالتزامات التي تحتمها عليهم العقود الترويجية التي توقعها الفرق والمنتخبات والبطولات مع أهم شركات العالم من أجل الظهور بالشكل المنتظر في المحافل الرياضية المهمة.

وأوضح المحامي، أنخيلو كاسيا لــ«إفي» الأمر بشكل أكبر قائلاً «اللعبة تضم الرعاة والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) والاتحادات المحلية، والأمر يتوقف كلياً على ما ينص عليه العقد الموقع بين المعلنين والويفا، والذي قد يمتد تأثيره أيضاً على المنتخبات المشاركة».

وأضاف «لا أتوقع أن ترفع الشركات المتضررة قضايا ضد اللاعبين، خاصة أنهم من الأبرز في العالم، ولكن قد لا أتفاجأ إذا قدمت أي منها شكوى (لليويفا)، بسبب أهمية اليورو الاقتصادية (بالنسبة للمعلنين والرعاة)».

وبدأ الأمر في المؤتمر الصحفي بعد مباراة البرتغال والمجر، والذي حضره كريستيانو رونالدو، بعد تألقه اللافت وإحرازه هدفين خلال اللقاء، ليقوم باستبدال زجاجتي كوكاكولا بالمياه.

وظهر للجميع أن رونالدو لم يكن يرغب في الظهور إلى جانب زجاجات المشروبات الغازية، الأمر الذي أثر بالسلب على أحد أشهر شركات المشروبات الغازية على الإطلاق، لتتأثر أسهمها بشكل سريع، وتنخفض بنسبة وصلت إلى 1.6%، حسب خبراء اقتصاد.

وفي اليوم التالي، انضم نجم الوسط الفرنسي، بول بوغبا، على «الحملة الصامتة»، بعدما حضر المؤتمر الصحفي بعد مباراة منتخب بلاده أمام ألمانيا، والتي فاز فيها «الديوك» بهدف نظيف، وقدم خلالها اللاعب مستويات مميزة، وكان أحد أسباب ظفر الفرنسيين بالنقاط الثلاث.

وبعد ثوانٍ من جلوسه على مقعده أمام الصحفيين، أبعد نجم مانشستر يونايتد زجاجة جعة تابعة لإحدى أشهر شركات المشروبات الكحولية، لأنه لم يكن يريد أن ترتبط صورته بالترويج لهذا النوع من المشروبات، ما تسبب في استمرار الجدل الذي أشعل فتيله رونالدو وزاد نيرانه بوغبا، قبل أن يتواصل الأمر بانضمام لوكاتيلي للقائمة، الذي أبعد زجاجات المياه الغازية عن طاولته قبل المؤتمر الصحفي لمباراة إيطاليا وسويسرا.

وفتحت هذه التصرفات الباب أمام الكثير من التساؤلات، على رأسها إن كان هؤلاء النجوم لديهم الحق لإظهار منتجات على حساب أخرى، بالرغم من الأموال الطائلة التي تدفعها الشركات المنتجة لهذه السلع من أجل الترويج لها في المحافل الكبرى، أم أن عليهم الالتزام بما تنصه العقود الموقعة مع اليويفا، تجنباً للدخول في أزمات قضائية أو اقتصادية.

يروج اللاعبون على طريقتهم لأهمية انتهاج أسلوب حياة صحي عن طريق منافسات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020)، ولكن الأيام المقبلة ستكشف إن كان الأمر سيستمر أم أن الشركات المتضررة ستتدخل من أجل إيقاف مثل هذه التصرفات، التي حولت إعلاناتهم من نعمة إلى نقمة في أحد أهم المحافل الرياضية الدولية.