تلقى ريال مدريد في الشهر الحالي خبرين، كلاهما أحلى من الآخر؛ أما الأول فيتمثل بعودة الجماهير للمدرجات في البريمييرليغ وعدد من الدوريات الأخرى، في حين تجسد الخبر الثاني في إعلان المقاولين المنوط بهم تجديد ملعبه سانتياغو برنابيو اقترابهم من نهاية المهمة، بل وفتح الملعب أمام الجماهير في 12 سبتمبر المقبل.
وسيدشن ريال مدريد العودة لملعبه التاريخي في الموعد المعلن أمام سلتا فيغو في الليغا، ومن المقرر حضور 35 ألف متفرج لافتتاح الملعب بحلته الجديدة والفريدة.
وسيكون التدشين الحالي مؤقتاً، على أن يكون الافتتاح الرسمي في العام، إذ تتبقى بعض الإضافات التجميلية للملعب، والتي لن تتأثر بالحضور الجماهيري، ولعب المباريات بالموسم الحالي.
وكان ريال مدريد أغلق ملعب سانتايغو برنابيو منذ مطلع العام الماضي لتجديده، قبل أن يتلقى خدمة من كورونا، التي منعت الجماهير عن حضور المباريات، ليكمل الموسم الماضي على ملعبه الرديف ألفريدو دي ستيفانو، والذي لا تتجاوز سعته 4000 متفرج.
ملعب عصري متعدد الاستعمالات
لم تركز إدارة ريال مدريد في ترميمها للملعب على رفع سعته الاستيعابية بقدر ما كان الهدف تحديثه لمواكبة متطلبات العصر، وأيضاً احتضانه أكثر من فعالية غير كرة القدم.
وعن ذلك قال رئيس النادي فلورنتينو بيريز: «نتطلع لأن يحمل سانتياغو برنابيو الجديد مستقبل ريال مدريد، نريده ليصبح أفضل ملعب في القرن الـ21.. ليعبّر عن إرثنا وفخرنا جميعاً أعضاءً ومشجعين».
يتميز الملعب الجديد بغطاء فولازي للسقف، يتوقع أن يعزل الجماهير والأحداث التي يحتضنها عن أحوال الطقس خارجه، إلى جانب الأهم وهو استعانته بالتكنولوجيا في كل تفاصيله، أبرزها تخصيص مساحة داخلية للرياضات الإلكترونية، إلى جانب تركيب لوحة فيديو مذهلة بزاوية 360 درجة داخل الهيكل المعماري للملعب.
وسيحظى المتفرجون داخله بتفاعل غير مسبوق على أجهزتهم المحمولة مع الأحداث بداخله، وهو أمر يتوقع أن يجلب له المزيد من الحفلات والفعاليات الترفيهية، ما ينعكس في الأخير على زيادة دخل النادي.
وبحسب، ماركا الإسبانية، سيضم الملعب الجديد مطاعم وسلسلة متاجر عصرية، إلى جانب قاعات اجتماعات، وأحداث صغيرة متوعة، إلى جانب احتضانه كازينو تشير التوقعات إلى أنه سيدر عوائد بنحو 120 مليون يورو سنوياً.
قرض ضخم
في ظل ظروف ريال مدريد وتناقص إيراداته للموسمين الماضيين، لجأت إدارة الريال بقيادة بيريز إلى تأمين قرض ميسر قيمته 525 مليون يورو، بقسط سنوي بنحو 30 مليون يورو.
وسيدفع الريال فوائد على القرض قيمتها 2.5%، لترتفع القيمة الإجمالية للقرض إلى 796.6 مليون يورو، شاملة الدفعات الثلاث الأولى.
وحصل ريال مدريد على القرض من بنك جي بي مورغان الأمريكي، بالتعاون مع بنك سانتاندير «راعي الليغا» ولا سوسيتي جينرال.
ومؤخراً في ديسمبر الماضي، اضطر ريال مدريد لإضافة 100 مليون يورو إضافية للقرض، من أجل مجابهة الزيادة في الكلفة التي فرضتها جائحة كورونا، والتي عرقلت حركة الشحن والتجارة حول العالم.
دخل خرافي
في ظل القناعة شبه العالمية الآن، بخصوص عودة الحياة لطبيعتها بعد عام ونصف من الإغلاق بسبب جائحة كورونا، بل وتدشين الدوري الإنجليزي للأمر بالسماح بحضور الجماهير بكامل سعة الملعب، يبدو أن ريال مدريد موعود بمنجم دخل، بمقدوره مساعدته على تجاوز أزمات كورونا.
وتوقع تقرير إحصائي نشرته صحيفة ماركا أن يدر ملعب سانتياغو برنابيو الجديد دخلاً قيمته مليار يورو سنوياً، وذلك بسبب احتضانه لفعاليات مستمرة طوال العام، إلى جانب تذاكر الجماهير الموسمية، وعوائد الضيافة في الملعب.
ومن المنتظر أن يدر الملعب الجديد، رغم عدم اكتماله كلياً، دخلاً قيمته 300 مليون يورو، ما يعادل قيمة الخسائر التي سجلها النادي الموسم الماضي، والتي جاءت بفعل جائحة كورونا.
