السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الصفقات الحرة.. كل الملايين في جيب اللاعبين

الصفقات الحرة.. كل الملايين في جيب اللاعبين

ميسي وراموس بقميص سان جيرمان. (رويترز)

مع اقتراب 2021 من نهايته، تسابق أندية عدة حول العالم الزمن لتجديد عقود لاعبيها، قبل مطلع شهر يناير، الذي يمنحهم الحق في التفاوض مع أي نادٍ آخر للانتقال إليه في صفقة حرة، وهو أمر لا ترغب فيه أنديتهم الحالية لجهة خسارتها المزدوجة، وذلك بفقدان لاعب مؤثر وأيضاً بخسارة رسوم انتقال قد تعينها على تجاوز تبعات جائحة كورونا المالية القاسية.

بقراءة متأنية في أخبار الميركاتو الشتوى المرتقب، لا يبدو أنه سيكون مثل الفترات السابقة، والتي عادة ما تتحرك فيها الأندية بحسابات دقيقة لسد ثغرة مُلحة، تنجم في الغالب من إصابة غير متوقعة، أو من تراجع في مستوى لاعب ما، ليناسب سبب تسميته (نافذة تكميلية) تمهيدياً للنافذة الرئيسية في يونيو عقب نهاية الموسم.

ومن أبرز الأسباب التي ترجح فرضية حدوث إثارة في ميركاتو يناير، هو تدفق الأخبار المتعلقة بمستقبل أكثر من لاعب كبير، يتصدرهم الجوهرة الفرنسية ولاعب باريس سان جيرمان كيليان مبابي، ومواطنه وأيقونة وسط مانشستر يونايتد بول بوغبا، والفرنسي الآخر عثمان ديمبلي لاعب برشلونة، وأنطونيو روديغر مدافع تشيلسي وباولو ديبالا لاعب يوفنتوس.

ويعد هؤلاء أبرز اللاعبين الذين تنتهي عقودهم مع أندية الحالية الصيف المقبل، في وقت رفضوا أو ماطلوا فيه أنديتهم الحالية لتجديدها.

وبإمكان جميع هذه الأسماء وغيرهم ممن تنتهي عقودهم صيف 2022، أن يدخلوا في مفاوضات مباشرة وقانونية مع أندية جديدة من أجل وضع النقاط على الحروف قبل الانتقال لها رسمياً بنهاية الموسم، أي في يونيو المقبل.

ويُرشح الفرنسي مبابي بقوة للانضمام إلى ريال مدريد، في حين ترشح تقارير أخرى انتقال بوغبا إلى الريال أيضاً أو باريس سان جيرمان، فيما يراود حلم الانتقال إلى نيوكاسل الفرنسي ديمبلي، فيما تتأرجح التقارير بشأن روديغر المنقسم مصيره بين الريال وبايرن ميونيخ، في وقت لا يرى فيه كثيرون رحيل ديبالا عن السيدة العجوز.

ظاهرة متجددة

لا تعد ظاهرة تنقل اللاعبين من بوابة الصفقات الحرة جديدة في عالم المستديرة، إذ عهدها الجميع منذ نحو عقدين ونصف، وتحديداً، منذ انتصار البلجيكي جان مارك بوسمان التاريخي لتحرر اللاعبين من قبضة الأندية، في عام 1995، وذلك بعد أن كسب شكواه ضد ناديه ستاندار لييج والتي استمر التقاضي فيها لمدة 5 أعوام قبل أن يحكم فيها لصالح رحيله عن ناديه والانضمام إلى نادي دونكيرك الفرنسي.

ومنذ ذلك الوقت حدثت الكثير من هذه الصفقات الحرة، لكن يعد 2021 بمثابة العام الذهبي لها، لجهة انتقال نجوم كبار وبصورة غير متوقعة عن طريقها.

وأبرز هؤلاء الأرجنتيني ليونيل ميسي من برشلونة إلى باريس سان جيرمان، وسيرجيو راموس من ريال مدريد إلى سان جيرمان، ودافيد ألابا من بايرن ميونيخ إلى ريال مدريد، وجيانلويجي دوناروما من ميلان إلى باريس سان جيرمان.

إحصاءات

وبحسب دراسة إحصائية لموقع «كي بي إم جي» للدارسات والاستشارات، فإن نسبة الصفقات الحرة سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في صيف 2021، لتجعل منها ظاهرة متجددة، وقابلة للتكرر أكثر في 2022.

ومن ضمن 2165 ألف صفقة تمت في صيف 2021، بلغت نسبة الانتقالات عبر الصفقات الحرة 22%، مقارنة مع 19% في 2019 من 2552 ألف صفقة.

أسباب

بحسب «كي بي إم جي» فإن أسباب إقبال اللاعبين على هذا الأمر يعود بالأساس إلى ضمان حصولهم على رواتب ضخمة، إلى جانب علاوات يصعب الحصول عليها بحال التجديد مع أنديتهم، بجانب علاوات أخرى لوكلائهم.

وعلى سبيل المثال قدر الموقع حصول الأرجنتيني ليونيل ميسي على 25 مليون يورو بشكل مباشر، بمجرد قبوله التوقيع لسان جيرمان هذا غير الراتب السنوي الضخم، والذي بلغ 35 مليون يورو صافية من الضرائب.

وبدورها، تميل الأندية الراغبة في اللاعبين المنتهية عقودهم لتفادي المفاوضات الشاقة مع أنديتهم، والتي غالباً ما تنتهي بدفعها رسوماً باهظة.

ويبدو أن هذا التكتيك سبب إحجام اللاعبين عن التمديد مع أنديتهم الحالية، إلى جانب تأثر أنديتهم من تبعات كورونا، وعجزها عن تلبية متطلباتهم المالية.

صفقات حرة أم مجانية؟

على الرغم من التماهي الكبير بين مصطلحي الصفقات المجانية والحرة في عالم التسجيلات، فإن هنالك فرقاً بينهما، إذ يطلق مصطلح الصفقة الحرة على اللاعب المنتهي عقده مع ناديه، دون توصله لاتفاق تمديد، في حين تكون الصفقة المجانية مع لاعب يمتلك عقداً سارياً مع ناديه، لكنه خرج عن حساباته الفنية بسبب مستواه أو سلوكه، في وقت لا يمانع ناديه التخلي عنه مجاناً.