السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

كورتوا.. معجزة مدريد وجدار بروكسل

كورتوا.. معجزة مدريد وجدار بروكسل

كورتوا وتصد إعجازي. (إ ب أ)

مرة أُخرى يثبت ريال مدريد أنه أكثر واقعية من منافسيه، استغل الفرص التي أُتيحت له ودافع عن مرماه ببسالة، وهي توليفة لعب فيها الحارس البلجيكي تيبو كورتوا دوراً عظيماً.

أنقذ الحارس المخضرم (30 عاماً) شباكه من 12 فرصة محققة، بعضها شديدة الخطورة، كي يوئد آمال لاعبي ليفربول ويحافظ على أحلام زملائه، ويعبر بها بر الأمان وصولاً إلى رفع كأس التشامبيونز ليغ للمرة الـ14 في تاريخ النادي بفضل هدف فينيسيوس.

اقرأ أيضاً.. هازارد يقلص أرباح ريال مدريد المالية من لقب دوري الأبطال

لم يتردد القائمون على نهائي باريس كثيراً في منح كورتوا جائزة رجل المباراة، لكن جمهور الميرينجي منحه لقباً آخر: معجزة الريال.

بدا كورتوا واثقاً من نفسه بشكل واضح طوال أكثر من 90 دقيقة، أظهر رشاقة وسرعة في تدخلاته التي كانت تنُمّ عن اقتدار كبير أمام فرص حملت قدراً لا يُستهان به من الخطورة خرجت من أقدام النجمين السنغالي ساديو ماني والمصري محمد صلاح.

كانت أخطر فرص ليفربول اثنتين، تعامل معهما ببراعة الخبراء: الأولى كرة أرضية زاحفة من ماني بعد دقائق معدودة من بداية المباراة، تصدّى لها بذراعه المتدلي، وأُخرى بعد مرور ربع ساعة من قذيفة مصرية حملت توقيع صلاح كانت في طريقها للشباك.

ومن جديد يضع ماني اختباراً مفاجئاً لكورتوا في الدقيقة 21، لكن الحارس الدولي البلجيكي أبعد الكرة عن مرماه، صحيح أنها احتكت بالقائم من الداخل لكنها ارتدت إلى الخارج ليتنفس الجميع الصعداء.

كان ذلك في وقت أفضلية ليفربول وسيادته المطلقة على مجريات الأمور، حينها تفجرت غريزة البقاء لدى ريال مدريد مدفوعاً بتصديات حارسه الأمين الذي ظهر مرة أخرى في الدقيقة 34 كي يبطل مفعول رأسية خطيرة من الفرعون المصري.

ومع انتهاء الشوط الأول، كان كورتوا نفذ خمسة تصديات إعجازية بالفعل، وبفضله كانت النتيجة لا تزال التعادل السلبي.

وبعد هدف فينيسيوس في الدقيقة 59، لم يخفض كورتوا حالة التأهب، وظل رابضاً متيقظاً لمحاولة خطيرة من صلاح في الدقيقة 64 أبعدها كورتوا عن مرماه بكفاءة، بعدها بخمس دقائق تقريباً يحبط باقتدار مفعول محاولة مزدوجة من تسديدة وركنية على شباكه.

أبدع كورتوا في الذود عن مرماه، حتى جاءت الدقيقة 83 التي صوّب فيها صلاح كرة غاية في الخطورة ظن الكل أنها ستجد طريقها إلى الشباك، لكن البلجيكي أزال الخطر ليحصل على عناق حارٍّ من زملائه.

ساهم أداء كورتوا الكبير في فوز الريال بالنهائي، حين غاب زميله المهاجم كريم بنزيمة عن الصورة بسبب عدم التوفيق، رغم أن الأخير كان صاحب الفضل في تجاوز ثمن النهائي وربع النهائي بثلاثيتين في شباك باريس سان جيرمان وتشيلسي، على الترتيب.

لكن نجم الفرنسي انطفأ البارحة في باريس خلال ليلة نهائي الأبطال، ومع ذلك ونتيجة لرفع الكأس ذات الأذنين، يفرض بنزيمة نفسه بقوة ليصبح أقرب المرشحين للتتويج بالكرة الذهبية.

ومن دواعي الإنصاف التذكير بأن بنزيمة كان على مدار الموسم المنتهي أفضل عناصر فريقه، وهدّاف الليغا الإسبانية بـ44 هدفاً، وعاملاً حاسماً في أوروبا حيث يحمل في جعبته 15 هدفاً منها 10 اعتباراً من ثمن النهائي.

وإضافة إلى الإنجازات الفردية، تلعب البطولات دوراً مهماً في الكرة الذهبية، وأضاف المهاجم الفرنسي إلى حائط إنجازاته لقباً آخر؛ دوري الأبطال.

ورفع اللاعبون الفائزون بآخر 15 نسخة من البالون دور اللقب القاري الأرفع شأناً على مستوى الفرق، وإذا تم الاعتداد بمدى التأثير للاعبين خلال الموسم وليس العام الطبيعي، فإن ذلك يُعلي من شأن بنزيمة أكثر وأكثر.

كما أن مهاجم الديوك الفرنسية تُوّج بالليغا الإسباني وكأس السوبر الإسباني ودوري الأمم الأوروبية مع منتخب بلاده الصيف الماضي.