الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

دورينا.. الصيف أمامه وكورونا خلفه

يدور سجال على وسائل التواصل الاجتماعي، عبر جماهير الأندية المختلفة، حول مصير بطولة دوري الخليج العربي لهذا الموسم قبل اكتمالها بـ7 جولات، فمنهم من يرى تتويج شباب الأهلي دبي باللقب هذا الموسم، وخصوصاً أنه يتصدر جدول الترتيب بـ43 نقطة، بفارق 6 نقاط عن أقرب المنافسين فريق العين، وبرصيده 37 نقطة، باعتباره أحد الحلول التي يمكن أن يلجأ إليها اتحاد الكرة ورابطة المحترفين الإماراتية، التي ستجتمع مع الأندية الـ14 في الأول من أبريل، بهدف الخروج بحلول منصفة للجميع، تعزز مبادئ تساوي الفرص.

استكمال الجولات السبع

هناك شريحة أخرى ترى أنه بالإمكان استكمال بطولة الدوري بلعب الجولات السبع المتبقية بعد أن تخف حدة الظروف الاحترازية الحالية في رمضان أو بعد رمضان، وفقاً لجدول مضغوط وسريع، على أن تُلعب مباراة نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة بعد ذلك، بينما ارتأت شريحة إلغاء الدوري وإسدال الستار عن منافساته من الآن، وانتظار الموسم الجديد، خصوصاً أن التاريخ سطر حالة إلغاء سابقة موسم 1990-1991 بسبب ظروف المنطقة.


منافسة ضبابية


أكد مشرف فريق شباب الأهلي دبي، متصدر جدول ترتيب الدوري، عبدالحميد حسين، أن الظروف الصحية التي يمر بها العالم حالياً صعبة على جميع اتحادات الكرة في جميع أنحاء العالم، لأنها تجربة غير مسبوقة.

وقال حسن: «نجد العذر لاتحاد الكرة والرابطة للوضع الصعب الحالي الذي تقف فيه جميع اللوائح والقوانين عاجزة عن حل شيفرته، لأن الأمر يتعلق بصحة الناس، وهي أغلى شيء على الإطلاق، فهذه تجربة جديدة على مستوى العالم».

وأشار مشرف فريق شباب الأهلي دبي، إلى أن فريقه يتصدر حالياً بفارق 6 نقاط قبل 7 جولات في ظل منافسة قوية وضبابية كبيرة في المشهد الصحي، مضيفاً: «نحن متصدرون حتى اللحظة، ولكن لا أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل خاصة أن الوضع الصحي يرسم خارطة طريق مختلفة للموسم الرياضي، دعونا ننتظر تطورات الوضع الحالي، وما تقوله منظمة الصحة العالمية حول عودة النشاط الرياضي من عدمها».

الانتظار أفضل

واستبعد عضو مجلس إدارة شركة الكرة بنادي العين، ماجد العويس، فرضية التتويج المبكر لشباب الأهلي بلقب بطولة دوري الخليج العربي قبل 7 جولات، وبحصيلة 21 نقطة، موضحاً أن انتظار زوال الظرف الصحي أفضل من تتويج المتصدر الحالي، لأن الفارق 6 نقاط وليست مستحيلة على أندية العين والجزيرة والشارقة والوحدة.

وأشار العويس إلى أن هناك مسألة تمثيل الدولة آسيوياً العام المقبل، وقبل هذا وذاك، عقود اللاعبين وقُرب انتهائها والانتدابات الجديدة، ولذلك لا شيء أفضل من استكمال بطولة الدوري بعد زوال الظروف الصحية الحالية حتى ولو في شهر رمضان أو بعده، بما يجعلها مباريات تحضيرية للموسم الجديد.

واستدرك عضو مجلس إدارة شركة الكرة بنادي العين: «فوق كل شيء تبقى صحة الناس أهم الأشياء حتى ولو وصلت الأمور لإلغاء الدوري هذا الموسم».

الإلغاء أفضل الحلول

يرى المدرب العراقي، عبدالوهاب عبدالقادر، صاحب التجربة الطويلة لأكثر من 3 عقود مع كرة الإمارات، أن أسباب إلغاء المسابقة متوفرة، وهي ليست مثل الظرف الذي حدث في موسم 1990-1991، بل أكثر صعوبة، لأنه ظرف يتعلق بوباء عالمي خطير لم تنجُ دولة من آثاره.

وأضاف: «سبق أن ألغي الدوري قبل دور كامل من نهايته في ذلك الموسم، والآن الظرف أخطر، وهو يتعلق بالصحة، وهو أهم شيء تسعى من أجله دول العالم، لذلك علينا أن نعي خطورة المرحلة».

وأوضح: «بالنسبة لي، أرى أنه لا أحد من فرق المقدمة يستحق بطولة الدوري، لا شباب الأهلي ولا العين ولا الجزيرة والوحدة والشارقة، للمستويات المتدنية التي ظهرت عليها في غالبية مبارياتها هذا الموسم، لذلك أرى أن إلغاء الموسم الجاري هو أفضل الحلول».

الاحترازية أهم من الدوري

شدد المدرب الوطني، عيد باروت، على أهمية الوعي بالمرحلة الخطيرة التي تمر بها البشرية بسبب تداعيات فيروس «كورونا»، الذي جثم على صدرها حالياً، مستبعداً أن تزول أسباب توقف البطولات الرياضية في مختلف دول العالم في شهر أو شهرين بهذه السهولة.

وقال باروت، إن الواقعية والاحترازية تتطلبان التوقف عن التفكير في عودة الدوري في شهر أو شهرين، فهذا أمر مستحيل قياساً على ما نراه من تداعيات صحية، مرجحاً أن يكون إلغاء بطولة الدوري الخيار الأمثل في هذه الظروف.

وأردف: «هناك تفاصيل لا يمكن حلها لإنقاذ الموسم في موعده قبل الصيف، مثل عقود اللاعبين وغيرها، مثلاً هل نستطيع تجديد عقود اللاعبين لمدة شهر أو شهرين ليلعبوا بقية المباريات قبل انتهاء الموسم؟ هذا مستحيل، وهل يسلم اللاعبون من الإصابة بالعودة بعد توقف مفاجئ، أم الأفضل العودة في بداية الموسم الجديد واستكمال الجولات المتبقية بحجب بطولة الكأس مثلاً هذا إذا أردنا إنقاذ موسم كورونا هذا».

لا قانون يتوج الفرسان

أشار لاعب المنتخب سابقاً، المدرب والخبير الكروي عبدالله صقر، إلى أنه لا قانون يُتوج شباب الأهلي بلقب بطولة الدوري قبل 7 جولات باعتبار أن هذه حالة استثنائية وغريبة ولم تحدث من قبل.

وأوضح: «من الصعب التنبؤ بمآلات الوضع الصحي وتداعيات فيروس كورونا، وفي اعتقادي أن هنالك خيارين لا ثالث لهما باستكمال الجولات السبع المتبقية إذا سمح الوضع الصحي قبل دخول حرارة الصيف الشديدة بضغط المباريات السبع ونهائي الكأس في فترة لا تتجاوز 40 يوماً حتى وإن كان بدون جمهور».

أما الخيار الثاني، وفقاً لصقر، فهو إلغاء البطولة، وزيادة عدد أندية الدوري لـ16 فريقاً بصعود فريقين من دوري الأولى، وبحث كيفية الهبوط في نهاية الموسم المقبل، ويبقى أهم شيء هو صحة الإنسان وهو أمر تبذل من أجله الدولة كل جهودها.