الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

مستقبل الرياضة العالمية بين الضبابية واستخلاص العبر من أزمة كورونا

مستقبل الرياضة العالمية بين الضبابية واستخلاص العبر من أزمة كورونا

تواجه الرياضة العالمية التي تكافح للعودة تدريجياً إلى نشاطها الطبيعي مع بدء رفع القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا المستجد، تحديات غير مسبوقة وضبابية في ظل عدم يقين لما سيبدو عليه المشهد بالنسبة للاعبين، أصحاب المصالح والرعاة في المستقبل.



وفرض «كوفيد-19» شللاً شبه كامل على الأحداث والمنافسات الرياضية حول العالم منذ منتصف مارس الفائت، ما أدى إلى تداعيات مالية قاسية على الأندية واللاعبين والهئيات وأصحاب المصالح.



ويرى المدير التسويقي السابق في اللجنة الأولمبية الدولية الأيرلندي مايكل باين أنه على الرغم أن طريق الخروج من الأزمة «سيكون مؤلماً جداً»، إلا أن الرياضة ستعود «بصحة أفضل وأقوى» من قبل.



وفي الوقت الذي يحذر وجهٌ بارز في مجال الإعلان منظمي الأولمبياد وكأس أوروبا لكرة القدم اللذين رحُلا من العام الحالي إلى صيف 2021 أن إعادة تنظيمهما ستكون صعبة وحذرة، الا أن المدير التنفيذي السابق للفورمولا1 البريطاني بيرني إيكلستون يرى أن المشجع العادي سيكون سعيداً بمجرد عودة المنافسات الرياضية.



وبعيداً عن بعض الاستثناءات، مثل كرة القدم في بيلاروسيا والسباقات في هونغ كونغ وأستراليا، فإن فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 355 ألف شخص، أوقف غالبية المنافسات حول العالم التي بدأت تعاود نشاطها تدريجياً في الأسابيع الأخيرة، فيما ينتظر البعض الآخر دوره.



ويقول باين الذي أمضى قرابة عقدين من الزمن في اللجنة الدولية ويُنسب إليه دور بارز في الترويج لعلامتها التجارية وجذب الرعاة إليها، إن تلك الأزمة المفاجئة كشفت مدى عدم جهوزية عالم الرياضة.

وأشار في حديث مع وكالة فرانس برس إلى أنه «أكانت اتحادات رياضية دولية، أندية كرة قدم أو فرق فورمولا1، فإن غالبيتها كانت تعمل فوق إمكاناتها المادية».

وتابع: «عدد قليل فقط من الهيئات أو الاتحادات كانت لديها أموال مخصصة ليوم أسود»، مضيفاً أن الازمة كانت بمثابة «أكبر جرس إنذار على الإطلاق».

ويشرح باين (62 عاماً) أنه لاستخلاص الدروس، يعود دوماً إلى أكبر أزمة واجهها شخصياً: فضيحة العام 1999 المتعلقة بأولمبياد سولت لايك سيتي الشتوي 2002 التي أدت إلى استقالة وإقالة مسؤولين كبار في اللجنة المحلية المنظمة واللجنة الدولية بسبب فضائح رشى.

ويقول: «أخبرني كبار رجال الأعمال في ذلك الوقت أن مقياس القيادة هو كيف تستفيد من أزمة حاصلة، حتى تخرج منها بطريقة أقوى في النهاية».

وتابع «كان الأمر مؤلماً جداً حينها، ولكن في نهاية المطاف أنظر إلى الوراء وأقول إن العديد من الأمور الإيجابية نتجت عنها»، مؤكداً أن الرياضة بحاجة إلى قيادة مماثلة الآن تتخذ قرارات صعبة وغير شعبية.

ويضيف: «ما كان غير مقبول سياسياً سابقاً، سيصبح ممكناً الآن ربما. ستكون الرياضة أكثر مرونة وأقوى».

ويؤكد باين أن على أندية كرة القدم التقليص من إنفاقها لأن الإيرادات من بيع التذاكر «ستستغرق بعض الوقت لتعود»، مضيفاً أنه سيتطلب على القيَمين إجراء «هندسة مالية كبيرة لإدارة الأعمال».

التباعد

وفي حال أجازت السلطات المعنية وجود الجماهير في الأحداث الرياضية العام المقبل، لا سيما خلال الألعاب الأولمبية وكأس أوروبا، فمن المرجح أن تفرض إجراءات التباعد الاجتماعي في المنشآت والملاعب.



ويعتبر مارتن سوريل الخبير البريطاني المخضرم في مجال الإعلان ومؤسس شركة «دبليو بي بي» الرائدة، أن الرياضة في سباق مع الوقت.



وقال في حديث مع فرانس برس: «أعتقد أن الأمر سيكون حذراً جداً (لمنظمي أولمبياد طوكيو)، لأن عليهم أن ينظموا الأمور منذ الآن وإجراء التعديلات، وهو أمر معقد للغاية».



ويرى تيرينس بيرنز الذي ساهم منذ أن ترك منصب المدير التسويقي في اللجنة الأولمبية الدولية، في فوز 5 مدن بحق استضافة الألعاب الأولمبية، أن فرض قيود وإجراءات على المشجعين سيحرم الاحداث الرياضية الكبرى «جزءاً من خصوصيتها ورونقها».



ومع ذلك، يبدو بيرنز متفائلاً بشأن مستقبل الرعاة لكنه يتوقع أن يكونوا أكثر دقة في اختيار مشاريعهم.



ويقول «ستكون الرياضة دائماً عنصراً رئيسياً في إستراتيجية التسويق والترويج للعلامات التجارية نظراً لفعاليتها العاطفية».



وتابع: «عطفاً على ذلك، لا أتوقع تراجع عمل الرعاة عالمياً، ولكنهم سيكونون حذرين أكثر من قبل وأكثر دقة في المكان الذي ينفقون فيه أموالهم»، مضيفاً: «أن ذلك يعني أن على الرياضة أن تعمل بجهد أكبر، وفي بعض الأحيان سيتحتم عليها أن تجدد نفسها، لجذب الرعاة كانت تضمنهم سابقاً».



شغف الجماهير



أما إيكليستون العراب السابق لبطولة العالم لفورمولا 1 فيعتبر أن أمنيات الجماهير والمشجعين لن تكون معقدة.



وقال في تصريحات لفرانس برس: «ما إن تعود (الرياضة)، ستشكل دفعة معنوية للناس».